هي بقلوب الكثير تجول للكاتب محمود جمال الدسوقي
لم تكُن كأي فتاة رأتها مُقلتين قط ، بدت هادئة وكأن نجوم الليل سطعت في ليلة ٍكحلاء، كان لإلتزامها أناقة فريدة من نوعها بملابس أخاذة تُضئ لجمالها سبلًا وأرجاء، تسلحت بالقرآن، اتخذت سبلًا تقربها من الرحمن فازدادت طلتها ضياءًا أسر قلوب الحاضرين بأغلال.
هي التي إذا تبسمت تسلل الفرح إلى عينين تغمرها الإعجاب شوقًا وحنينًا لمن مثلها بين الجموع يسير،يتشكل اسمها من أحرف أنيقة وريحان تميّز عطره بين تبرج وتنازلاتهن رغبةً في الجمال.
لم يُحصَر وجودها بين أسطر مقالاتي ،ولكن الحق أن كلماتي هي انعكاس لواقعٍ محمود .
تراها تُداوي ذات أنين وفقير ،تحلُم وتعفُو عن كثير؛ صبرًا لأجرٍ من الرحمنِ عظيم.
هي التي لا ترى من الجمالِ شيئًا سوى تميُّز بستر ونظرة حب من ربِ العالمين، تُخطئ بالنهار ومن منا من الزلاَّت معصوم !
تُسرع بالتوبة في إنحناء ترفع يديها في سكون: ربي….ربي إني ظلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا وإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين.
هي من لا ترى من التعاليم شيئًا للتقليل فتلك
كلمات الله وأنى لها البعد عن القدير ؟
☆ إليكي نفسي
في جُنح الظلام تهمس مناجيةً: ربي…
هل أنا صالحة أم لازلت دون رُتبة المُخلِصين ؟
يا نفس أ أعبده حقاً لغرضٍ في الدنيا أم أن حُبي له تجاوز حدود العاشقين ؟
هل هو جميل كما تصورتُه ؟
-عقلي بالطبع لا فله جمالٌ يعجز عن وصفِه جميعُ المُبصِرين
ربي هل لي في رُؤياك !
فقد انهمرت الدموع شوقاً لك يا عظيم ♡
ربي لستُ كما يراني البعض من الكاملين ولكن أعلم أن كل ابن آدم خطاء ، وأن منهم سريع العودة إليك منحنياً على بابك، باكياً، راجياً لأجل عفوك ومغفرتك فاللهم اجعلني من عبادك الأوابين .
ما أقل حيائي ربي فبعداً ليومٍ سبقَني غضبي من فرطِ التعب فصرخت في وجه أمي ، كم أني حقاً مذنبة !
تذبذبت صورتي عندك فلم تصبح نقيةً وجميلة كما تنعكس في عيون الآخرين.
وأخشى يوماً أطلقت العنان لعيني لترى ماتُريد ،فستحققت حينها لقبُ المُفَرِطة ،أتركتُ نعيماً دائماً من أجل شهوةٍ تتكرر كل يوم منى دون إدراكٍ لعاقبةِ الأُمور ؟
– مغفرتك ربي فقد كنت لا أعلم أن صغائر الذنوب تُودِي لكبيرها .
استغفرك ربي غلبت علي نفسي فلم أُبصر قولك
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾
أعتذرُ ربّي لما قد سلف والحمدُ لك أن علَمتني وهديتني لهذا ، أتعلم ربي ما للنفس رغبةٍ في العودة لذاك الكهفِ من جديد؟
رضاك يا الله
يا رب قد أرهقني الطريقُ فاستغرقَ الوصولُ لرضاك سنين ، ما كنت أبتغي متاع الدنيا فالكل يعلم أنهُ قليل.
يارب أطمع في يوم أخرج فيه دون أن ييبصرني أحد المارين ، أبحث في كل جانبٍ عن ذي ألم وفقير ،وأبني مسكناً وأُعِدُ مِدفأةً و شراباً دافئاً للمشردين .
لازلتُ أُريد الكثير، أُريد الكثيرَ كي أُعيد ، أُعيد الحياة لمن ضاقت به الدُنيا ونَبذته بعيداً إثر ظُلم الظالمين ، ولأنك بهم رحيم أُريد أن أكون أنا السفير فالكل يعلم أنك ستمد لهم يوماً يدك يا مُعين فاللّهم اجعلني يدك في الأرض يستند عليها كلُ عبدٍ لك صالحاً ضعيف .
فإنك إذا أحبَبت عبداً استعملتَهُ فيا رب حُبك ورِضاك عني وعملاً كهذا لألقاك به فأسرع على الصراط دون خوف ولا قلق من سقوطٍ وشيك .
يا ربُ توبة وما للنفس من هذا السعي نصيبٌ سوى رحمتِك ورِضاك عني و نظرة حُب منك رَبي لا إلهَ إلا أنت ربي ورب العالمين .