جاء القرآن الكريم بالعديد من القيم والمواعظ التي يجب أن يتعلمها كل مؤمن ، وقد نزل القرآن في ثلاثين جزءًا ، ويحتوي على 114 سورة قرآنية ، وكان الجزء الثلاثون هو آخر هذه الأجزاء ، وبه سور جزء عم ، وهي مجموعة من قصار السور والتي تحتوي على العديد من الدروس والقيم الإنسانية التي أنزلها الله للناس رحمة ونور ليهتدوا بها في حياتهم الدنيا ؛ حيث أن القرآن الكريم هو المرشد والدليل للعبد المؤمن حتى لا يحيد عن الطريق المستقيم.
جز عم
هو الجزء الثلاثون في القرآن الكريم ، وعُرف بجزء عم لأنه يبدأ يسورة النبأ ؛ حيث يقول الله عز وجل في بدايتها “عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ” ، ويحتوي هذا الجزء على 37 سورة وهم بالترتيب القرآني الوارد من بداية الجزء “النبأ ؛ النازعات ؛ عبس ؛ التكوير ؛ الانفطار ؛ المطففين ؛ الانشقاق ؛ البروج ؛ الطارق ؛ الأعلى ؛ الغاشية ؛ الفجر ؛ البلد ؛ الشمس ؛ الليل ؛ الضحى ؛ الشرح ؛ التين ؛ العلق ؛ القدر ؛ البينة ؛ الزلزلة ؛ العاديات ؛ القارعة ؛ التكاثر ؛ العصر ؛ الهمزة ؛ الفيل ؛ قريش ؛ الماعون ؛ الكوثر ؛ الكافرون ؛ النصر ؛ المسد ؛ الإخلاص ؛ الفلق ؛ الناس”.
القيم الموجودة في جزء عم
لقد أوضح الله سبحانه وتعالى العديد من القيم من خلال سور جزء عم ، ومنها ما يلي :
يتم فهم القرآن الكريم ومواعظه عن طريق التدبر والبُعد عن السرعة والتعجل
إدراك شدة أهوال يوم القيامة والإيمان به لأنه يحمل من الغيبيات ما لا يعلمه البشر ، ومما ورد في هذا الشأن قوله تعالى في سورة عبس “يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه”.
معرفة الهدف من الحياة وكيف سخر الله تعالى الأرض لمصالح العباد
معرفة الهدف من الليل والنهار ؛ حيث أن الليل جاء للراحة والنوم والاستقرار ، بينما جاء النهار بهدف السعي والبحث عن الرزق
الإيمان بالله وحده لأنه واحد أحد ولا يوجد من يستحق العبادة سواه عزّ وجل ، وقد ورد ذلك في سورة الإخلاص ؛ حيث يقول الله تعالى “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”
التعرف على حقيقة الإنسان وأنه عائد إلى الله تعالى لا محالة ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الإنشقاق “يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ”
تعلم كيفية التدبر والتأمل في خلق الله ، ومما ورد في ذلك قوله تعالى في سورة الطارق “فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ”
معرفة طبيعة الإنسان ومدى جحوده وطغيانه ، وقد قال الله تعالى في ذلك بسورة العاديات “إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ”
الوقوف على طبيعة النفس البشرية التي تنسى الخير عند الابتلاء ، وقال الله تعالى في ذلك بسورة الفجر “فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ*وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ”
معرفة كيف خلق الله الإنسان ؛ حيث أنه خلقه في أحسن صورة ، وقد قال الله تعالى في ذلك بسورة التين “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”
وهذه القيم المستفادة من سور جزء عم إنما هي القليل جدًا مما هو وارد في هذه السورة المباركة ؛ حيث أن لكل آية في القرآن الكريم حكمة ومعنى ، ويجب على المؤمن أن يقرأ ويتدبر ويتعلم القرآن وأهدافه العظيمة.