عيد الأضحى هو العيد الثاني عند المسلمين، ويوافق اليوم العاشر ذو الحجة، بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات لتأدية أهم مناسك الحج، ويعرف عيد الأضحى بيوم النحر، وتأتي بعده أيام التشريق الثلاثة أي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وتعرف هذه الأيام باسم الأيام المعدودات، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ”.
سبب تسميتها بأيام التشريق
– سميت ايام التشريق، لأن الحجاج يشرقون فيها لحوم الأضاحي، بمعنى يقطعونها ويقددونها، ثم ينشرونها باتجاه الشمس لتجفيفها، وهذا ما يسمى بالتشريق.
– وقيل أيضاً لأن الهدي والأضاحي لا تذبح حتى تشرق الشمس وتطلع.
أيام التشريق
يقوم الحجاج بمتابعة أعمال حجهم، فيتقربون إلى الله سبحانه وتعالى بذبح الأضاحي ويقوموا بتوزيعها، ثم تأتي أعمالهم في الثلاثة أيام كالآتي:
يوم التشريق الأول
– يسن فيه كثرة التكبير بعد الصلاة.
– يتوجب على الحاج أن يجمع إحدى وعشرين حصاة من منى، ويتوجه بهم إلى الجمرات.
– يتم رمي الجمرات الثلاث بعد الظهر، ويبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ويقوم برمي كل واحدة بسبع من الحصى ويكونوا متعاقبات، ويكبر مع كل حصاة.
– ثم بعدها وفي نفس اليوم يكون المبيت بمنى.
ثاني أيام التشريق
– يقوم الحجاج باستغلال الوقت بذكر الله، وفعل الخيرات.
– ثم يتوجه الحاج حتى يرمي الجمرات الثلاث، مرة أخرى كما فعل في اليوم الأول من التشريق في اليوم الحادي عشر.
– إذا كان الحاج متعجل فيجوز له أن يسافر، ويلزمه أن يغادر منى قبل الغروب، ثم بعدها يطوف طواف الوداع.
– التأخر والبقاء للحاج أفضل، فقد قال تعالى: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
ثالث أيام التشريق
– يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث بعد دخول وقت الظهر، كما فعل في اليومين السابقين.
– في حالة إذا رغب الحاج بمغادرة مكة والعودة لبلده، فإن عليه أن يطوف طواف الوداع.
صِيام أيام التشريق
– إن صيام أيام التشريق محرم في الشريعة الإسلامية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيّامُ التشريقِ أيّامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ للهِ عَزَّ وَجَلَّ).
أحكام تحريم صيام أيام التشريق
– حتى يقوى الإنسان على طاعة الله عز وجل.
– التقرب إلى الله في تلك الأيام بالأكل والشرب.
– حتى يستطيع المسلم أن يجمع بين نعيم القلب ونعيم البدن.
– حتى يكون هناك تحول في حال المسلم قبل أيام التشريق وبعدها، في إشارة إلى حال المؤمنين في الدنيا والجنة.
– كانوا قبل أيام التشريق حجاجاً محرمين تاركين الشهوات والملذات بإحرامهم، ومتعبدين في صيام وعبادة في أيام العشر الأولى من ذي الحجة، ثم كانت فرحتهم بأيام التشريق وإقبالهم على المأكل والمشرب.
ذكر الله في أيام التشريق
– قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن أيام التشريق هي أيام ذكر لله تعالى.
– يجب على المسلم أن يذكر الله سبحانه وتعالى-في كل الأيام وفي كل حال، إلا أن الله تعالى أمر المسلمين بالاجتهاد في ذكره، مثل: الذكر بعد أداء الصلاة، وبعد أداء صلاة الجمعة، وكذلك بعد أداء فريضة الحج.
– الذكر الذي ثبت في أيام التشريق هو التكبير بعد أداء الصلوات المفروضة على المسلم في اليوم والتكبير طوال الثلاث أيام إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
– كان الصحابة رضي لله عنهم يهتمون بالتكبير أيام التشريق.
– قال بعض العلماء: إذا نسي الإنسان التكبير بعد الصلاة في تلك الأيام، فإنه يقضيه عندما يتذكر، حتى وإن كان قد خرج من المسجد.
– ومن الذكر في أيام التشريق أيضا التسمية والتكبير عند ذبح الهدي والأضاحي.
– التسمية عند الأكل والشرب والحمد عند الانتهاء منهما، فقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (إنّ اللهَ ليرضى عن العبدِ أن يأكل فيحمده علي الأكل، وكذلك عندما يشرب.
– يوجد للحجاج ببيت الله الحرام ذكرا خاص بهم في أيام التشريق، وهو: التكبير عند رمي كل جمرة من الجمرات.
فضل أيام التشريق
– ذكرت أيام التشريق في القرآن الكريم فقد قال الله تعالي: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)
– قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيّامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيّامُ أكلٍ وشربٍ).
– نصح الرسول صلى الله عليه وسلم بالتوسع في الأكل والشرب دون إسراف في أيام التشريق.
– كان السلف الصالح يحبون الدعاء في أيام التشريق.