الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الأساسية ، و لها شروط معينة لابد من الالتزام بها ، و للزكاة آثار إيجابية على حياة الإنسان ، فهي تُزيد من ماله كما ذُكر في القرآن الكريم ؛ في قوله تعالى ” وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” .
نبذة عن الزكاة
– يمكن تعريف الزكاة في اللغة بأنها البركة و الطهارة و النّماء ، كما أنها تدل في الاصطلاح الشرعي على التعبد لله عزّ وجلّ ، و ذلك بإخراج مقدار واجب شرعاً من مال مخصوص لجهة معينة ، و وجه الاشتراك بين المعنى اللغوي و الاصطلاحي للزكاة هي أن المال و إن كان ظاهراً يقل عند إخراج الزكاة منه إلا أن أثرها فيه يظهر بالبركة و الزيادة، فالله سبحانه وتعالى أخبر عن مضاعفة مال الزكاة ، و ذلك في قوله تعالى : (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) .
زكاة الذهب الملبوس
– لقد اتفق العلماء على وجوب الزكاة في الذهب المملوك للإنسان إن كان من السبائك أو من النقود ، إلا أنهم اختلفوا في وجوب الزكاة فيه إن كان حلياً تلبسه المرأة ، فذهب الجمهور إلى عدم وجوب الزكاة في الذهب الملبوس و اعتبروا أن الحلي مال غير قابل للنماء ، أما الحنفية فقد رأوا وجوب الزكاة في الذهب الملبوس المستخدم في الحلي .
أدلة وجوب زكاة الذهب الملبوس
– الأدلة على ضرورة إخراج الزكاة في الذهب و الفضة دون استثناء لشيء منهما ؛ كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من صاحبِ ذهبٍ لا يؤدي ما فيها ؛ إلا جعل له يومَ القيامةِ صفائحَ من نارٍ يُكوَى بها) ، و هناك بعض الأحاديث التي خصصت الذهب الملبوس (الحلي) في وجوب الزكاة ، مثل قول السيدة عائشة رضي الله عنها فيما روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فرأى في يدي فتخاتٍ من وَرِق ، فقالَ: ما هذا يا عائشةُ؟ فقلتُ: صنعتُهُنَّ أتزيَّنُ لَكَ يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: أتؤدِّينَ زَكاتَهُنَّ؟ قلتُ: لا، أو ما شاءَ اللَّهُ. قالَ: هوَ حَسبُكِ منَ النَّارِ) .
أدلة عدم وجوب زكاة الذهب الملبوس
– استدل جمهور العلماء الذين قالوا بعدم وجوب الزكاة في الذهب الملبوس لذلك بقولهم إن لفظ الرقة أو الأواقي المستعمل في الأحاديث العامة الدالة على وجوب الزكاة في الذهب لا يستعمل في الحديث عن الذهب الملبوس عادة ، بل يستعمل في الحديث عن الذهب المضروب ، و في وجوب الزكاة في الذهب و الفضة في قول الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) ، و قالوا إن لفظ الكنز لا يستخدم في التعبير عن الحلي و الذهب الملبوس ، كما أن لفظ الإنفاق الوارد في الآية يدل على الذهب و الفضة التي تكون النفقة فيهما .
زكاة الذهب الغير ملبوس
– قد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الذهب الذي تشتريه المرأة من أجل التزين فلا زكاة عليه ، حتى و إن لم ترتديه ، أما إن كانت المرأة قد اشترت الذهب من أجل الادخار ، ففي هذه الحالة يجب عليها أن تقوم بإخراج الزكاة عليه و لكن من بعد حولين هجريين كاملين ، و قد ذهب بعض العلماء إلى وجوب زكاته مطلقا، سواء كان معدا للاستعمال أم لغيره، والقول الراجح ـ والله أعلم ـ هو عدم وجوب الزكاة في الذهب المعدّ للاستعمال، وهو قول الجمهور ، و لكن الأولى والأحوط إخراج زكاته ، خروجا من الخلاف .
آيات الزكاة في القرآن الكريم
– ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ) سورة البقرة (43)
– ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ ) سورة البقرة (110)
– ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) سورة المائدة (55)
– ( فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) سورة التوبة (11)
– ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ) سورة الحج (41)
– ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ) سورة النور (37)
– ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) سورة النور (56)
– ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) سورة النمل (3)
– ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) سورة البينة (5)