الزكاة هي تطهير للمال والإنسان ، وليس فيها خلاف أنها واجبة على كل مسلم عاقل راشد ، والزكاة لغة من الفعل زكا ، يزكو ، والمصدر منه زكاء وزكوًا ، أي نما ، قال زكاة الزرع إذا نما والزكاة الصلاح ورجل تقي زكي أي : زاك من قوم أتقياء أذكياء ومنه قوله تعالى {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا} سورة مريم الآية 13، أي ما صلح وزكى نفسه تركية : أي مدحها ومنه قوله تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} سورة النجم الآية 32، وتطلق الزكاة ويراد بها التطهير ومنها قوله تعالى وتزكيهم بها أي تطهرهم وكذلك قوله تعالى قد أفلح من تزكى أي تطهر .

والزكاة صدقة الشيء وما أخرجته من مالك لتطهره به أي قال ابن فارس الزاي والكاف والحرف المعتل أصل يدل على نماء وزيادة وقال والأصل في ذلك كله راجع إلى معنيين وهما النماء والطهارة .

واختلف العلماء والفقهاء في تعريف الزكاة اصطلاحًا مع اتفاقهم مع المعاني الرئيسية في تعريف الحنفية هي تمليك جزء من المال عينه الشارع من مسلم فقير غير هاشمي ولا مولاه مع قطع المنفعه عن الملك من كل وجه لله تعالى ، أما تعريف المالكية فهي جزء من المال شرط وجوبه لمستحقه بلوغ المال النصاب ، وتعريف الحنابلة حق واجب في مال مخصوص لطائفه مخصوصة في وقت مخصوص ، أما عن مصارف الزكاة فهي واجبة للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وهذا لقول الله تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ } سورة التوبة الآية 60 .

وللزكاة مكانة كبيرة في الإسلام وإحدى مبانية العظام وذلك لما روي عن ابن عمر رضي الله عنها أن النبي صلّ الله عليه وسلم قال : بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا .

زكاة الذهب المستخرج من الارض 

ما هو المعدن 

تعريف المعدن هو لفظ مأخوذ من لفظ يقال عدن فلان بالمكان إذا أقام به ، ومنه جنات عدن ومركز كل شيء معدنه – فأصل المعدن إذن هو المكان بقيد الاستقرار فيه ثم أشتهر في نفوس الأجزاء المستقرة خلقة دون أن يكون للإنسان دخل فيها داخل خوف الأرض وقد صار بالانتقال من اللفظ إلى تلك الأجزاء بلا قرينة فيهما وتعريف المعدن اصطلاحًا ، قال الحنفية هو المال الذي خلقة الله تعالى في الأرض يوم خلق الأرض ، وقال الشافعية هو ما جعله الله في الأرض ، أما المالكية قالوا المعدن هو ما جعله الله تعالى في الأرض يتكون فيها كما ينبت في الزرع ، أما الحنابلة قالوا هو كل ما تولد في الأرض من غير جنسها وليس نبات .

وهو متفق عليه أنه الذهب والفضة والنحاس والرصاص والفحم والنفط والكبريت والقصدير وغيرها من المعادن .

أنواع المعادن 

معادن البحر : هي التي تستخرج من البحر من جواهر كاللؤلؤ والمرجان والعنبر .

معادن الأرض : هي التي تستخرج من الأرض من ذهب وفضة ورصاص وماس وغيرها .

زكاة المعادن 

اختلف الفقهاء في حكم المعدن من حيث وجود الخمس أو الزكاة لثلاثة مذاهب :

قول الحنفية : معدن الذهب والفضة والحديد أو الرصاص أو ما وجد في الأرض خراج أو عشر ففيه الخمس ، استند الحنفية لقول الله تعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} سورة الأنفال الآية 41

قول المالكية : قالوا في المعدن الخمس ، ويفرق على الفقراء كما تفرق الزكاة .

قول الشافعية : يعرف أي الخمس وكذا المعادن مصرف الزكاة على المشهور أنه يصرف لأهل الخمس لأنه مال جاهلي حصل الظفر به من غير إيجاف ولا ركاب كالفيء ، واستند الشافعية والماليكة لحديث الإمام علي كرم الله وجهه عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال ” إذا كانت لك مائتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم وليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون ذلك عشرون دينارًا فإذا لك عشرون دينارًا وحال عليها الحول ففيها نصف الدينار “

قول الحنابلة : من استخراج من معدن نصابًا من الأثمان أو ما قيمته نصاب من الجواهر وسائر ما يسمى معدنًا ففيه الزكاة في الحال ربع العشر ، واستند الحنابلة للآية الكريمة {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} سورة الأنفال الآية 41 ، وفي السنة النبوية  الشريفة حديث “وفي الركاز الخمس ” .

والذي يؤخذ من نصوص الفقهاء أن الخلاف انحصر في ثلاث مذاهب ، الحنفية ، والشافعية ومالك ، والحنابلة ، وهذا يعني أن زكاة الذهب والفضة الخمس ..