الرحم هو عضو أنثوي من الدرجة الاولى ، فالرحم هو العضو الأهم لدى المرأة والمسئول لديها عن عملية الحمل والإنجاب ، والمسئول عن خصوبتها أيضآ ، والرحم هو المكان الذي يستقبل الجنين ، ليحيطه ويحميه ويوفر له المكان المناسب للنمو طيلة الـ 9 أشهر الخاصة بالحمل ، ومنه يخرج الجنين إلى الحياة ، وبدون الرحم لا تستطيع المرأة الإنجاب على الإطلاق ، لذلك فالرحم يهم كل سيدة ، وتحرص كل سيدة على سلامته ، وخلوه من أي مشكلة تؤثر على مهامه الاساسية ووظائفه ، ومن أبرز المشكلات الخاصة بالرحم والتي تقلق بعض السيدات هي مشكلة ميلان الرحم .
ما هو ميلان الرحم ؟
ميلان الرحم ، أو ما يسمى بالرحم المائل هو مشكلة تعاني منها بعض السيدات وتسبب لها بعض المتاعب والمخاوف ، والرحم المائل هو إتخاذ الرحم للوضع المائل من جهة أو جانب معين ، وهو ما يختلف عن الرحم المقلوب ، حيث أن الرحم المقلوب هو ميل الرحم للخلف فقط ، فيسبب هذا الميل إنقلابه ، أم الرحم المائل فقد يحدث للرحم من أي جهة ، والطبيعي أن يكون الرحم مستقرآ فوق المثانة ، وأي تغير في هذه الوضعية يشير إلى وجود وضع غير طبيعي للرحم ، ينتج عنه بعض المشكلات .
أسباب ميلان الرحم :
لا يحدث ميلان الرحم فجأة من تلقاء نفسه ، لكن هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك :
1 – قد تولد المرأة وهي لديها رحم مائل ، وذلك نتيجة لوجود عيبآ خلقيآ لديها .
2 – تسبب الولادات المتعسرة ميل الرحم لدى بعض النساء ، فيكون الرحم طبيعيآ لكن بعد الولادة يميل الرحم ، ويتخذ وضعآ مختلفآ .
3 – في فترة النفاس تجلس بعض السيدات لفترات طويلة ، وتنام على ظهرها ، دون مشي أو بذل أي مجهود بسيط ، وحركة ، وهو ما ينتج عنه ميل الرحم أيضآ .
4 – قد يؤدي ثقل الرحم بعد الولادة إلى ضعف أربطة الرحم التي تعمل على شده وتثبيته في مكانه ، مما يؤدي إلى ميل الرحم .
أعراض ميلان الرحم :
غالبآ عندما يكون ميلان الرحم نتيجة عيبآ خلقيآ منذ الولادة فإنه لا يسبب أعراضآ واضحة ، أما في حالة أن ميل الرحم حدث نتيجة أحد الأسباب الأخرى التي تم توضيحها ، فقد تشعر المرأة بأحد أو كل الاعراض التالية :
1 – تشكو المرأة المصابة بميلان الرحم من آلام مزمنة أسفل الظهر والبطن ، وقد تحدث هذه الآلام في فترات متقطعة .
2 – تشعر المرأة بآلام أثناء الجماع .
3 – تعاني السيدة التي لديها ميلان الرحم من عسر الطمث ، وهو نزول الدورة الشهرية بغزارة ، وتسبب لها آلام صعبة قبل موعدها ، فتشكو المرأة من تقلصات مؤلمة ، وآلام أسفل الظهر ، وقبل موعد الدورة الشهرية بفترة .
4 – يحدث إضطراب في موعد الدورة الشهرية ، فإما أن تأتي متقدمة أو تأتي متأخرة .
هل يؤثر ميلان الرحم على الحمل والإنجاب ؟
دائمآ ما تنتاب المرأة التي تعاني من ميلان الرحم من تأثير هذه المشكلة لديها على قدرتها على الحمل والإنجاب ، بالإضافة إلى تأثيرها على العلاقة الحميمية بينها وبين زوجها ، لكن يؤكد الأطباء أن ميلان الرحم لا يعيق الحمل والإنجاب ولا يؤثر عليهم على الإطلاق .
لكن في حالة الميل الشديد للرحم قد تشكو السيدة المصابة بهذه المشكلة من صعوبات في حدوث الحمل وتأخره ، بالإضافة إلى زيادة إحتمالات الإجهاض أيضآ ، لكن هذه المشكلات ترتبط بالميل الشديد للرحم فقط .
علاج ميلان الرحم :
في حالات الميل البسيط للرحم وفي حالة عدم تسببه في حدوث أي مشكلات للمرأة أو تأثيره عليها في الحمل والإنجاب فقد لا تحتاج إلى التدخل الطبي ، أما في حالة ميل الرحم المسبب لبعض المتاعب للمرأة خاصة الذي يحدث فجأة بعد الولادة ، فقد يطلب الطبيب من المراة أن تمارس بعض التمارين الرياضية التي تعمل على شد وتقوية أربطة الرحم وإعادة الرحم لوضعه الطبيعي .
أما في حالة الميل الشديد للرحم يقوم الطبيب بالضغط على البطن ، مع وضع سائل معين عليها ، وذلك لإرجاع الرحم يدوياً ، أما في حالات الميلان الشّديد للرحم فيقوم الطبيب بوضع قطعة من البلاستيك والتي تعمل على ربط عنق الرحم ، وتثبته في مكانه ، ويعمل هذا الجهاز على إرجاع الرّحم لوضعه الطبيعي ، ويظل في مكانه لمدة 6 أسابيع ، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج يقوم الطبيب للتدخل الجراحي ، لكن هذا الإجراء لا يتم اللجوء له بشكل كبير .