تعتبر زهرة الياسمين أحد الزهور السورية الجميلة التي كان موطنها دمشق، ولتلك الزهرة منزلة كبيرة تميزها عن باقي الزهور الأخرى، ولذلك قام الكثير من السوريين برعاية تلك الزهرة وزرعها بالبساتين بكميات كبيرة، وكثر تداولها في محلات بيع الزهور.
لون تلك الزهرة الناعمة اللون الأبيض الناصع، كما أنها تتمتع برائحة عطرة وفواحة، تتواجد تلك الزهرة الرائعة في جميع مناطق دمشق، لذلك كانت رمزًا لتلك المدينة منذ نشأتها وبدأها، ولذلك كان جميع الشعراء العرب يعتبروها رمز دمشق ، وظهر ذلك من خلال أشعارهم التي كتبوها في حب دمشق وأرضها.
عرف العرب تلك الزهرة منذ الآلاف السنين، حيث أنها ظهرت على كتابات الفراعنة منذ أقدم العصور وأتصف بها الملوك، حيث كانت ترسم على أعناقهم على جدران المعابد والمقابر الخاصة بهم، بجانب جمالها شكلًا ورائحة كان ليها قيمة معنوية وتاريخية عالية ، لذلك كان يقدرها كل من يمر عليها لما تحمله من قيمة كبيرة عن باقي الأزهار الأخرى.
لماذا ارتبطت زهرة الياسمين بدمشق
تعتبر دمشق أحد مدن سوريا الجميلة التي لا يمكن الإغفال عن رؤيتها والتمتع بجمالها بمجرد زيارة سوريا ، ولكن ظلت دمشق مرتبطة بزهرة الياسمين، فمن العبارات الشهيرة التي قيلت عن ارتباطهم أن التاريخ قد تزوج بشجرة الياسمين وأنجب دمشق ، وتلك العبارة توحي بمدى الترابط القوي بين تلك الزهرة الجميلة ومدينة دمشق.
نزار قباني“، حيث قام بتسمية دمشق بأنها أبجدية الياسمين.
استخدامات وفوائد زهرة الياسمين
لم يكن تبجيل السوريين لتلك الزهرة فقط لجانبها المعنوي والتاريخي فقط، بل للمادي أيضًا، حيث كان لها الكثير والكثير من الاستخدامات والمنافع والتي تتمثل في :
– تستخدم زهرة الياسمين الدمشقي في عمل العطور والروائح الفواحة لجمالها ونعومتها، كما كانت تستخدم في التزيين وتدخل في تركيب العديد من مستحضرات التجميل.
– كما تم استخدام أوراق تلك الزهرة في تخفيف آلام الكبد والمفاصل، كما كان لها استخدامات متعددة في وقت النزيف لدي النساء، وتم استخدماه أيضا في التخلص من الصداع والشعور بالأرق.
– بالإضافة إلى قيامهم باستخلاص من الأوراق الخاصة بالزهرة زيت الياسمين والذي يساعد على تخفيف الألم وتنشيط البشرة وإعادة نضارتها وتنعيمها، وقاموا منه بصناعة العطور.
أجمل ما قيل عن الياسمين الدمشقي
كما ذكرنا مسبقا أن للشعراء ارتباط كبير بتلك الزهرة، ولذلك سنقوم بعرض بعض أبيات الشعر المشهورة والتي تناولت في موضوعها وصف الياسمين الدمشقي والتي تتمثل في الآتي :
مقولة الشاعر “ابن الأبار”: (فتلك عروش الياسمين وزهرة كزهر النجوم وسط أفلاكها تبدوا) وهنا قد وصفها الشاعر بأنها ليست مجرد زهرة ناعمة وجميلة بل نجمة لامعة وسط نجوم السماء، مما يزيد من جمالها.
يعتبر “نزار قباني” من أشهر الشعراء الذين ارتبطوا بتلك الزهرة، حيث كان يطلق على دمشق (أبجدية الياسمين)، وقد قام بوصفها بذلك عند إلقائه عبارة شعر يروي بها تمنيه أن يدفن بعد موته بدمشق ليحظى بتلك الأبجدية الناعمة والرائعة من الياسمين.
وأيضا الشاعر “محمود درويش” عندما قال (يدلني حجر توضأ في دموع الياسمينة ثم نام)، وهنا يعبر شاعرنا على أن ندى الياسمين يكون كالماء الطاهر المقدس الذي يوحي بالراحة معبرًا به عن النقاء والجمال.
وذكرها أيضا العالم “أبو البقاء عبد الله البدرى” عندما قال (وهي كالحدائق في سفح جبل قاسيون زرعت بالرياحين)، وهنا يشرح لنا مشهد في غاية الجمال لظهور تلك الزهرة على أعلى قمة الجبل بدمشق، مما زاد من جمالها.
ومن خلال ما ذكرناه نبرز قيمة الياسمين الدمشقي الذي تناوله أشهر شعراء وكتاب العالم العربي لما له من قيمة تاريخية ومعنوية يشعر بها كل من قام برؤية تلك الأراضي العربية الجميلة بسوريا.