يمكن تعريف النظرة الشرعية على أنها رؤية طرفي الخطبة لبعضهما بعد تقديم طلب الزواج ، وتكون النظرة الشرعية قبل الموافقة على طلب الزواج أو السير بأمور تيسير الزواج ، وشرع الله هذه النظرة ، وأكدها رسوله في سنته الشريفة ، وهي حق لكلا الطرفين ، وتتم هذه النظرة بوجود أهل العروس ، أو بوجود أحد المحارم كوالد العروس أو أخيها ، ويمكن من خلالها اجراء حوار ليستطيع كل طرف التعرف بشكل مبسط على الطرف الأخر .

لماذا شرعت النظرة الشرعية ؟

شرعت النظرة الشرعية في الإسلام وهي أن يقوم الرجل بالنظر لمخطوبته ، وذلك من أجل اظهار مشاعر الود والألفة بين الطرفين ، وكذلك لأن من حقه رؤية هيئة مخطوبته وكذلك العكس ، حتى لا يحدث الندم بعد عقد القران وشعور الإنسان أنه أُجبر على شريكه ، فكما ورد في الحديث الشريف :أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة فقال له الرسول –صل الله عليه وسلم- :

(اذهَبْ فانظُرْ إليها فإنَّه أجدَرُ أنْ يُؤدَمَ بينَكما)[صحيح ابن حبّان].

ما هي ضوابط النظرة الشرعية ؟

-حرمت الخلوة مع العروس ، فلا تزال العروس أجنبية والعريس أجنبي ، كذلك يمنع خروجهما معاًمن أجل التنزه ، أو الجلوس في المنزل بمفردهما .

-عدم لمس العريس للعروس أو مصافحتها قبل عقد القران .

-إذا لم يوافق الخاطب على الزواج من العروس فعليه ستر ما رآه ولم يعجبه .

-عدم الضحك والمزاح والملاطفة فهذا غير جائز .

-يجوز للرجل النظر للعروس كأي أحد من محارمه النساء ، كما يجوز له التحدث مع العروس بالأمور التي يرغب أن تكون في زوجته ، والصفات التي يحبها وكذلك التي يكرهها .

-يجب أن ترتدي العروس للباس ساتر ومحتشم لا يظهر ما تحته ولا يصف جسدها ، فيكون لباس شرعي ساتر لها .

كيف تكون النظرة الشرعية ؟

اختلف العلماء في طبيعة النظرة الشرعية وكيفيتها إلا أن جمهور العلماء أخذ برأيين وهما :

الأول : أن تكشف العروس عن وجهها وويديها ومكان وضع القلادة على رقبتها .

الثاني : أن تكشف العروس وجهها ويديها فقط وهو الرأي الأصح والأسلم عند جمهور العلماء ، كما يجب على العروس ألا تكون متبرجة بزينة وذلك لتفادي الخداع فيجب أن يراها الخاطب على طبيعتها .

ومن العلماء من أجاز النظر لجسد المرأة بشئ يسمح للرجل أن يجد فيها ما يدفعه للزواج بها .

مدة النظرة الشرعية

تختلف مدة النظرة الشرعية تبعاً لعادات وتقاليد كل بيت ، ويمكن إعادتها مرة أخرى عند طلب الخاطب ، ولكن يجب التأكد من أخلاقه ورغبته الجدية بالزواج ، فقال الرسول –صل الله عليه وسلم – :

(إذا خَطبَ أحدُكُمُ المرأةَ، فإن استطاعَ أن ينظُرَ منها إلى ما يدعوهُ إلى نِكاحِها، فليفعَلْ) .

وفي حديث أخر عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال :

(كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأَتَاه رجلٌ، فأَخبَرَه أنه تزوَّج امرأةً من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرتَ إليها؟ قال: لا، قال: فاذهب، فانظُرْ إليها، فإنَّ في أعيُنِ الأنصارِ شيئًا) .

كما قال الشيخ ابن عثيمين إنّه إذا وجد من النظر إليها أول مرة ما يدعوه إلى نكاحها فلينظر مرة ثانية وثالثة.

متى يرد الخاطب بعد النظرة الشرعية ؟

عندما يكون الخاطب غير مناسب فإنه يرد قبل الرؤية الشرعية ، وفي حال ارتضاه الأهل وكان غريباً يسئل عنه ،وإن رضوه سمحوا له برؤية العروس والغرض من الرؤية كما أوضح لنا رسولنا الكريم –صل الله عليه وسلم _ أن يؤدم ويؤلف بينهم .

وعلى كلا الطرفين الإسراع بالرد بعد صلاة استخارة ، وتبقى الخيرة فيما اختاره الله -عزوجل – .