لا يتطلب الأمر سوى شرارة لإشعال نيران الثورة ، وبينما تكتسح روح التغييرات العالم كله ، يجب تذكيرنا جميعًا بالكفاح ضد القمع الذي تميز بالوضع الإنساني عبر التاريخ ، إن روح الإنسان صعبة الإطفاء وهذه حقيقة واضحة ، كما أن السعي لتحقيق العدالة والحرية كان من أهم سيمات زعماء الثورات مثل زعماء الثورة الفرنسية وها نحن هنا نقدم لكم أبرز الثورات الدموية والعنيفة والتي تعد بمثابة ثورات غيرت وجه التاريخ ، ومازال تردد صداها في عقولنا وقلوبنا .
الانتفاضة الفلسطينية
شهد الصراع المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين انتفاضتين منفصلتين من أجل إعادة الضفة الغربية وقطاع غزة من يد إسرائيل ، وكانت هاتان المنطقتان تحت السيطرة الفلسطينية حتى استولت عليها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967 .
بدأت الانتفاضة الأولى احتجاجًا على الحكم الإسرائيلي ، وتحولت المظاهرات إلى ضربات تحولت إلى أعمال شغب وتحولت إلى عنف ، ولقد لجأ الفلسطينيون إلى ما يسمى التكتيكات الهجومية على الأهداف العسكرية والمدنية الإسرائيلية ، وردت إسرائيل بدورها بالعقوبات الاقتصادية والسجن الجماعي و بالانتقام العسكري ، وقد تسبب ذلك في موت الكثير من الفلسطينيين ، حيث رد الجيش الإسرائيلي بوحشية في المقابل وبلغ عدد القتلى حوالي 30000 شخص .
الثورة الشيشانية
الشيشان هي دولة صغيرة في أوروبا الشرقية لها تاريخ من التمرد يعود إلى أوائل القرن التاسع عشر ، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي خلصت السلطات الشيشانية إلى أن الوقت قد حان لإعلان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي ، وكانت لدى السلطات الروسية مشاكل ملحة أخرى للتعامل معها إلى جانب جمهورية منشقة رغم أنهم لم يعترفوا بمطالبات الجمهورية بالاستقلال .
انتهت فترة الهدوء النسبي هذه في عام 1994 عندما جذبت القوات الروسية انتباهها أخيرًا إلى الجمهورية الانفصالية وغزت الشيشان ، كانت القوات الروسية أكثر وحشية حيث دمروا مدينة جروزني تمامًا قبل الاستيلاء عليها ، وتم طرد الحكومة الشيشانية بشكل وحشي مع إطلاق النيران ، حيث أقام الروس نظامًا دموياً للتخلص من الشيشان ، وبحلول نهاية النزاع كان أكثر من 40000 شخص قد لقوا مصرعهم وكان معظمهم من المدنيين الشيشان .
ثورة كوسوفو
إن القضية الرئيسية لثورة كوسوفو مرتبطة بالتوتر العرقي بين الصرب والألبان ، وبعبارة أخرى هم لا يحبون بعضهم البعض بشكل خاص وذلك بسبب بعض الأسباب التي تتعلق بالأمور التي ظهرت في خضم التاريخ ، ومع ذلك تصادف أن كوسوفو منطقة تقع في دولة صربيا والتي تعتبر ذات أهمية عرقية للصرب ، ومع ذلك يوجد في كوسوفو حوالي 80٪ من الألبان .
بطبيعة الحال يفضل الألبان ألا يكونوا جزءًا من كل ما يحدث في صربيا والجبل الأسود ، وبدلاً من ذلك عبروا عن رغبتهم في أن تكون إما دولة ذات سيادة في حد ذاتها أو أن يتم ضمهم إلى دولة ألبانيا ذات السيادة ، بالطبع لا توافق الأقلية الصربية في كوسوفو ولا الدولة القومية التي تعد كوسوفو جزءًا منها .
وتحقيقا لهذه الغاية قرر ألبان كوسوفو حمل السلاح وفرض القضية ، وأطلقوا على أنفسهم جيش تحرير كوسوفو وشرعوا في مهاجمة الأهداف الصربية ، ورداً على ذلك شنت القوات الصربية حملة للقضاء ببساطة على ألبان كوسوفو أو على الأقل أي شخص قرروا أنه يمثل مشكلة ، وأسفر العنف عن مقتل المئات من ألبان كوسوفو النازحين ونزوح أكثر من 200000 شخص .
لقد شجعت الوحشية المطلقة للقوات الصربية الكثيرين على الانضمام إلى المتمردين في القتال ، وبحلول عام 1999 كانت الأمم المتحدة مقتنعة بأن المزيد من القوات الصربية كانت عازمة على ارتكاب الإبادة الجماعية عن طريق القضاء التام على سكان ألبان كوسوفو وهم حوالي 1.5 مليون شخص ، وتدخل حلف الناتو عسكريًا وتم التوقيع في النهاية على اتفاق لإنهاء الأعمال القتالية ، وتُشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 4000 شخص وتشريد 600000 من ألبان كوسوفو رغم أن معظمهم عادوا تحت حماية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة .
الثورة الأمريكية
لن تكتمل أي قائمة من هذا النوع دون إدراج الصراع الذي حدد الكفاح من أجل الحرية وهي الثورة الأمريكية ، ولقد نشأ الصراع بسبب عدم الرضا عن 13 مستعمرة بريطانية أنشئت على الساحل الشرقي لأمريكا مع بريطانيا العظمى ، وإن الافتقار إلى التمثيل السياسي الكافي داخل الحكومة البريطانية ، والتفاوت الاقتصادي والقمع والموقف الطبيعي للاعتماد على الذات وكونها تقع على بعد عدة آلاف من الأميال من الأسباب التي ساهمت جميعها في الاستياء الأمريكي ، ونتيجة لذلك كانت الثورة المسلحة هي الحل في عام 1775 ، ومن المثير للاهتمام في بداية الأعمال العدائية أن المستعمرات الأصلية البالغ عددها 13 مستعمرة تعتبر نفسها دولًا مستقلة وذات سيادة على الرغم من الاهتمام المشترك ، وقد أسفرت هذه الثورة عن طريقًا دمويًا مع 50000 ضحية أمريكية و20000 بريطاني .