لعبة النرد هي إحدى الألعاب المنتشرة للغاية في الوقت الراهن وعن حكمها في الإسلام فهنالك حديث واضح وصريح يُحرم هذه اللعبة ويُشبه مَن يلعبها بمَن يصبغ يده في لحم ودم الخنزير فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله”مَن لعب بالنرد فكأنما صبغ يده في لحم ودم الخنزير”، كما صح عن رسول الله قوله”مَن لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله”، والسبب وراء تحريم هذه اللعبة هو أنها مِن الألعاب المُلهية عن ذكر الله عز وجل كما أنها تُلهي عن الصلاة، وإذا ما كان لعب هذه اللعبة بعوض فإن الضرر والإثم يكون أعظم.

لعبة النرد

النرد هو مكعب صغير ذو ستة أوجه على كل وجه يوجد نقاط مرتبة مِن واحد إلى ستة وهذه النقاط مرتبة بحيث يكون كل وجهين متقابلين مجموع النقاط عليهما يساوي سبعة وتحتوي لعبة النرد على مكعبين نرد و صندوق والإعتماد فيها يكون على الحظ بالكامل، وعن أول مَن وضع هذه اللعبة فهو أردشير بن بابك أول ملوك الفرس الأخيرة، وتُعرف هذه اللعبة بأسماء كثيرة مثل الكعاب والطبل والنردشير وحالياً تُعرف بإسم الطاولة.

أقوال العلماء في اللعب بالنرد على مال

كافة العلماء إتفقوا بالإجماع على أن اللعب بالنرد على مال حرام تماماً لوضوح الميسر فيه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن الميسر مُحرم بالإجماع والنص وتُعتبر لعبة النرد إحدى أشكال الميسر فهي تصد عن الصلاة وذكر الله، كما أنها توقع المتقامرين في العداوة والبغضاء وقد ذُكر في القرأن الكريم تحديداً في سورة المائدة بالأيتين 90 و91″إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ”.

أقوال العلماء في اللعب بالنرد دون مال

في هذا الأمر ورد قولان الأول هو أن هذه اللعبة لا تزال حرام في جميع الأحوال و القول الأخر هو أن اللعبة دون مال مكروهة ولكن ليست حرام حيث يقول ابن القيم في إعلام الموقعين : و أما اللعب بالنرد فهو مِن الكبائر، كما يقول الإمام الأجري أن اللاعب بالنرد دون قمار ( دون مال ) عاصي لله عز وجل ولابد له أن يتوب مِن لهوه هذا.

في حين أن أبو إسحاق يقول أن اللعب بالنرد إذا كان على غير قمار ( على غير مال ) وإنما فقط للتعليم و المكايدة فإنه مكروه.

الأدلة مِن السنة على حرمانية اللعب بالنرد

بعض العلماء يعتبرون لعبة النرد مثلها مثل الميسر لأن اللعبة تعتمد على الحظ والمصادفة كما أنها تُلهي عن ذكر الله وعن الصلاة وتأكل المال بالباطل والأدلة على هذا الأمر هي كالأتي:

1- عن أبي بريدة عن أبية قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه ” و النردشير هو أحد أسماء لعبة النرد.

2- عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” قال من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله ” ويقول القرطبي عن هذا الحديث أن حرمانية النرد وردت في جملة واحدة لا أكثر أي أن الحديث لم يستثني حالاً أو وقت ولهذا فإن مَن يلعب بالنرد سواء على مال أم لا فإنه في كافة الأحوال عاصي لله ورسوله.

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل لهو يلهو به الرجل المسلم فهو باطل إلا رميه بقوسه، أو تأديبه فرسه أو ملاعبته امرأته فإنهن من الحق ” أي أن النرد يُعتبر مِن أنواع اللهو الباطل والمُحرم والذي يجب بل ولابد مِن إجتناب.

4- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة التي يزجر بها زجرا فإنها من الميسر ” ( حديث ضعيف ) .

5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من الميسر: الصفير بالحمام، والقمار، والضرب بالكعاب ” ( حديث ضعيف ).

ألعاب شبيهة بالنرد مِن حيث التخمين

1- لعبة الورق

لعبة الورق هي لعبة فيها يتم توزيع الأوراق على مجموعة مِن اللاعبين بصورة عشوائية ولكن بأعداد متساوية وتحمل هذه الأوراق أرقاماً بأشكال مختلفة وكل لاعب يقوم برمي إحدى أوراقه أمام باقي اللاعبين.

2- لعبة الدومينو

هذه اللعبة عبارة عن ثمانية وعشرين حبة مِن الحجارة الملساء يتم خلطهم بطريقة عشوائية وكل شخص يأخذ منهم سبعة حبات وفي الغالب يكون عدد اللاعبون أربعة ومَن يبدأ في اللعب هو مَن يمتلك الحجارة التي عليها 12 نقطة ويواصل اللاعبين ممارسة اللعبة طبقاً لقواعدها حيث يقوم كل لاعب بوضع أحد الأحجار التي يمتلكها أمام ما يُناسبها مِن الحجارة الموضوعة أمامه.