التعجب هو أحد أساليب اللغة العربية ويستخدم في التعبير عن الانفعال الشديد والشعور بحدث او ظاهرة او منظر معين .

ويوجد صيغتين قياسيتين للتعجب في اللغة العربية هم ما أفعل به وما أفعل، أما تركيب التعجب فهو مختلف ، ويتم فهمه من سياق الجمل ويطلق عليه البلاغيون اسم العدول الأسلوبي .

صيغ التعجب وامثلة على الالتباس فيها

وقد يأتي اسلوب التعجب بصورة سماعية ، حيث تعددت صور التعجب بغير الصيغتين القياسيتين بسبب اتساع أفق التعبير في العربية ، كما أن الاقتصار على هاتين الصيغتين يسبب الوقوع في الالتباس، لم تأتي في القرآن الكريم إلا نادرا ، وكثرت التراكيب الأخرى التي تفهم بسياقها.

 على سبيل المثال صيغة ما أفعله تلبس مع صيغة الاستفهام ب ما ، ويأتي بعدها فعل ماضي على وزن احسن او اجمل .

ومثال على ذلك التباس على ابنة أبي الأسود الدؤلي من قول والدها: (ما أجملَ السماء) فأجابته : نجومها، فقال لها ما أردت السؤال وإنما أردت التعجب.

وهو في الحقيقة مركب استفهامي وبه كلمة ما التي تستخدم مع غير العاقل ، واستخدم عدة مرات ليدل على التعجب حتى جمد على هذه الصورة وأصبح يستخدم للدلالة على التعجب .

ولا تحتاج هذه الصيغة من التعجب إلى تفكيك أجزائها ولكنها تحتاج إلى تحليلها بهذه الطريقة: ما أفعل، صيغة للتعجب ومتعجَّب منه.

وفيما يخص الصيغة الأخرى صيغة ما افعل به ، فإنها تلتبس بفعل الأمر اللازم المتعدي بالباء مثل أجملْ به، وهو ما جعل النحويين يقومون بتأويل إعرابه تأويلا بعيداً يخالف قواعد النحو .

 حيث أن المجرور بالباء وبعده ليس فاعلا كما قال النحويون ولكنه هو مفعول به وصيغة الفعل للأمر أريد بها التعجب.

أمثلة على صيغ التعجب في القرآن الكريم

ولا يتم فهم الصيغتان بوضوح إلا من خلال السياق .

ولذلك لم تورد هذه الصيغ في القرآن الكريم إلا قليلا جدا ، حيث جاءت الصيغة الأولى في قوله تعالى:

(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبَرهم على النار) 175- البقرة.

 أما الصيغة الثانية فقد جاءت في قوله تعالى: (..له غيب السموات والأرض أَبصِرْ به وأسمِعْ مالهم من دونه من ولي ولا يُشرك في حكمه أحدا) 26- الكهف.

وقد تجاوزت اللغة العربية هاتين الصيغتين واستخدمت تراكيب أساليب أخرى كثيرة يمكن فهم معنى التعجب منها .

وقد استخدم أسلوب النداء في سورة يوسف  من طلب المنادى إلى معنى التعجب مثل قوله تعالى: ( قال يا بُشْرى هذا غلام ) 19- يوسف.

وقوله: (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) 3- يس.

وفي أحيان أخرى يستخدم أسلوب الاستفهام في معنى التعجب بمختلف أدواته كقوله بأداة الهمزة: (قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً) 72- هود.

وقوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون) 31- يس.

كما تم استخدام  (هل) كقوله تعالى : (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا) 1-الدهر.

(هل في ذلك قسمٌ لذي حجر) 5- الفجر.

(هل أتاك حديث الغاشية) 1- الغاشية.

وقد تستعمل (ما) الاستفهامّية كقوله تعالى: (عمَّ يتسائلون عن النبأ العظيم) 1-2 النبأ.

( فيمَ انت من ذكراها) 43- النازعات.

وقد تستعمل (كيف) في قوله تعالى: (فكيف إذا جمعناهم ليوم لاريب فيه) 25- آل عمران.

(فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) 27-محمد.

(فكيف كان عذابي ونُذُر) 16- القمر.

وباستعمال (أيْ) في قوله تعالى: (لأيّ يوم أُجِلّتْ) 12- المرسلات.واستخدم أسلوب التعجب في  التعجب من عظمة اليوم.

(من أيّ شيء خلقه) 18-عبس. هذا كقولنا: اشتريت كتابا أيّ كتاب!

وقد تستخدم كلمة (ما) فقط في الدلالة على التعجب من دون ذكر الفعل كقوله تعالى :

(وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين) 27- الواقعة.

(وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) 41- الواقعة.

(الحاقة. ما الحاقة) 1-2 الحاقة.

(القارعة. ما القارعة) 1-2 القارعة.

(فأصحاب الميمنة. ما أصحاب الميمنة) 8- سورة الواقعة.

(وأصحاب المشئمة. ما أصحاب المشئمة) 9- الواقعة.

وقد يتم التعبير عن التعجب من استعمال مادة (عجب) كقوله تعالى: (إنّ هذا لشيء عجيب) 72-هود.

(واتخذ سبيله في البحر عجبا) 63- الكهف.

(إنّا سمعنا قرآنا عجبا) 1- الجن.

وقد يتم فهم أسلوب التعجب من الصيغ السماعية كما في قوله تعالى:

(قل سبحان ربي هل كنتُ إلا بشراً رسولا) 93- الإسراء.

(فسلام لك من أصحاب اليمين) 91- الواقعة.

وفي هذه الآية جاء التعجب بصيغة (سبحان) بأداة الاستفهام (هل).

وفي اللغة العربية العديد من التراكيب السماعية للتعجب كقولنا: لله دره من فارس! لا فُضّ فوه من خطيب! لله أبوه! لله أنت!.

وبذلك فان المفهوم من الأمثلة السابقة ان القرآن الكريم استخدم تراكيب التعجب التي يمكن فهمها من خلال السياق في العبارة ، وذلك لأنها تكون أدق وأقوى في تحديد المعنى الأسلوبي في العبارة ، لأنه قرينة القرائن في العبارة.