تضم اللغة العربية العديد من الأساليب البلاغية والنحوية التي يتم استخدامها لتوضيح المعنى وتأكيده بشكل بلاغي رائع يجذب المستمع ويلفت انتباهه، وتضم هذه الأساليب أسلوب الإغراء وأسلوب التفضيل وأسلوب المدح والتعجب وغيرهم الكثير. وسوف نتناول في هذا المقال شرح أسلوب التعجب بالأمثلة.

تعريف التعجب
التعجب هو شعور تنفعل فيه النفس سلبًا أو إيجابًا حين تستعظم أمرًا نادرًا أو مجهول الحقيقة، وهناك صيغتين لأسلوب التعجب وهما الصيغة السماعية والصيغة القياسية.

أولًا الصيغة السماعية
التعجب السماعي هو التعجب الذي لا وزن ولا قاعدة له، ولكننا نفهم منه أن الشخص يتعجب من شيء ما، وهناك مجموعة من الألفاظ في اللغة العربية التي يتم استخدامها للتعبير عن التعجب مثل سبحان الله، لله درك، وغيرها من الألفاظ التي نفهما من سياق الكلام ويتم إعرابها حسب موقعها في الجملة.

ثانيا الصيغة القياسية
وهذه الأساليب لها قاعدة يمكن القياس عليها، وهي تدل بلفظها ومعناها على التعجب. وهناك صيغتان للطريقة القياسية وهما،

1- أنا يتم تصريف الفعل الثلاثي على وزن أفعل ويتكون الأسلوب من

ما : تعجبية اسم نكرة بمعنى شيء عظيم.
فعل التعجب : وهو فعل ماضٍ على وزن أفعل.
المتعجب منه : وهو الاسم أو الضمير العائد على الاسم المتميز في الجمال أو القبح

مثال
– ما أجمل الصدق.
– ما أروع الطبيعة.

الإعراب:
( ما ) اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى شيء عظيم، ( أجمل ) فعل التعجب ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، ( الصدق ) مفعول به لفعل التعجب منصوب بالفتحة الظاهرة.

2- الصيغة الثانية أن يتم تصريف الفعل الثلاثي على وزن أفعل + بـ

فعل التعجب : وهو فعل ماضٍ يأتي على صيغة الأمر لضرورة التعجب ويكون على وزن أفعل.
الباء : حرف جر زائد.
المتعجب منه : وهو الاسم أو الضمير العائد على الاسم المتميز في الجمال أو القبح

مثال
– أجمل بالصدق.
– أروع بالطبيعة

الإعراب:
( أجمل ) فعل ماضٍ مبني على أتى على صورة الأمر للتعجب، ( الباء ) حرف جر زائد، ( الصدق ) فاعل مرفوع بالضمة المقدرة لوجود حرف الجر الزائد.

شروط فعل التعجب
– أن يكون الفعل ثلاثيًا ومثبتًا ( ليس منفيًا ).
– أن يكون الفعل تامًا ( ليس ناقصًا مثل كان وأخواتها أو كاد وأخواتها ).
– أن يكون مبنيًا للمعلوم وليس مبنيًا للمجهول.
– أن لا يكون الوصف منه على وزن أفعل ومؤنثه على وزن فعلاء، مثل ( أحمر – حمراء ) أو ( أسود – سوداء ) في الدلالة على لون أو زينة أو عيب حسي ظاهر.
– أن يكون الفعل متصرفًا وليس جامدًا مثل ( عسى – بئس – ليس )
– أن يكون الفعل متفاوتًا أي له درجات في الحدث مثل أكرم أي أنه يوجد من هو أكثر أو أقل كرمًا منه، أما ( مات – هلك – فني – ذهب ) فهي أفعال غير متفاوتة.

ملاحظات
1- إذا كان الفعل غير ثلاثي أو ناقصًا أو الوصف منه على وزن أفعل أو فعلاء، نأتي بفعل تعجب مساعد يستوفي جميع الشروط السابقة مثل ما أشد أو أشدد بـ ، ما أحسن أو أحسن بـ ، ثم نأتي بالمصدر الصريح أو المؤول من الفعل غير المستوفي للشروط بعد الفعل المساعد مباشرة.

مثال
إذا أردنا أن نتعجب باستخدام فعل ارتفع، فنقول:

– ما أعظم ارتفاع الهرم.
– أعظم بارتفاع الهرم.
– ما أعظم أن يرتفع الهرم.
– أعظم بأن يرتفع الهرم.

2- إذا كان الفعل مبنيًا للمجهول أو منفيًا، نتعجب منه باستخدام فعل مساعد مستوفي الشروط ثم نأتي من بعده بالمصدر المؤول من الفعل غير المستوفي للشروط.

مثال
– ما أجمل أن يُثاب المجد.
– أجمل بأن يُثاب المجد.

3- لا يُتعجب من الفعل الجامد أو من الفعل الذي لا تفاوت فيه.