هناك عدد لا حصر له من القواعد النحوية الخاصة باللغة العربية ، وقد تضمنت ايات وسور الذكر الحكيم كافة هذه القواعد بأعلى قدر من الدقة والصحة ، وهذا ما جعل القران معجزة حقيقية أذهلت جميع العرب نظرًا لمدى بلاغة ودقة استخدام قواعد اللغة العربية في القران في حين أن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان أُميًّا ، ومن أهم أمثلة القواعد النحوية بالقران هي قاعدة لا النافية للجنس .
قاعدة لا النافية للجنس
تم إطلاق اسم لا النافية للجنس على أداة النفي هنا وهي ” لا ” لأنها تقوم بنفي الخبر عن جنس الاسم ، وعلى سبيل المثال عندما نقول لا موظف كسول ؛ فإن استخدام لا النافية هنا يُفيد في نفي صفة الكسل عن الموظفين ، ومثال اخر ؛ لا نساء في الحقل ؛ فإن لا هنا تفيد في نفي تواجد جنس النساء تمامًا في الحقل .
وقد أشار خبراء اللغة إلى أن لا النافية للجنس تدخل على الجمل الإسمية وهي هنا شأنها شأن ( إن وأخواتها ) وبالتالي فهي تنصب المبتدأ وترفع الخبر .
شروط لا النافية للجنس
هناك بعض الشروط الخاصة بقاعدة لا النافية للجنس ، وهي تشمل ما يلي :
-يجب أن يكون كل من الاسم والخبر نكرة وليس معرفة ، مثال : لا أحد باق ، لا خائن مقبول ، أما إذا جاء الاسم معرفة ؛ فإن لا النافية هنا لا تعمل ويكون من الواجب تكرارها .
-ويجب كذلك أن لا يكون هناك أي فواصل بين الاسم والخبر بما في ذلك حروف العطف وحروف الجر ، مثال : لا مياه في المنزل ، وهنا يتوقف عمل لا ويكون تكرارها واجب .
-ويجب أيضًا أن لا يسبق لا النافية للجنس حرف جر سواء الباء أو في أو من أو غيرهم ، وفي هذه الحالة يتوقف عمل لا ويكون إعراب الاسم الذي يأتي بعدها ( اسم مجرور بحرف الجر ) ، مثال : موظف بلا ضمير ، استمر العمل بلا توقف ، تعصب من لا سبب .
وفيما يخص اسم لا النافية للجنس فهو يمكن أن يأتي في ثلاثة أشكال تشمل : ( المضاف ، شبيه بالمضاف ، مفرد ) .
لا النافية للجنس في القران
أشار العلماء إلى أن خبر لا النافية للجنس لم يأتي بشكل صريح في القران الكريم ؛ وإنما جاء معظمه في شكل جار ومجرور وأحيانًا في شكل ظرف ، ومن الأمثلة على ذلك ؛ ما يلي :
-قول الله تعالى : { الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } سورة غافر [ اية : 17 ] .
-وقوله تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ } سورة المؤمنون [ اية : 101 ] .
-وفي موضع اخر أيضًا قال تعالى : { لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } سورة الشورى [ اية : 15 ] .
-وفي قوله تعالى : { قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ } سورة هود [ اية : 43 ] ، في هذا المثال تحديدًا ذكر بعض العلماء مثل الكعبري والأنباري إلى أن خبر لا النافية للجنس هنا هو ( من أمر الله ) وليس كلمة ( اليوم ) لأن كلمة اليوم ظرف زمان ومن المعروف أن ظرف الزمان لا يكون وصفًا أو خبرًا عن الجنة .
-وقد ذكر العلماء أيضًا أن لا النافية للجنس تأتي في قوله تعالى : { يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا } سورة الفرقان [ اية : 25 ] .