هل أنت حامل وتعانين من إخراج سائل أسود ؟ هل أنت قلقة من أنه يمكن أن يكون علامة على حدوث شيء سيئ، وأنه يمكن أن يؤثر على صحة جنينك؟ إذا كنت تعاني من إفرازات سوداء خلال فترة الحمل، يمكنك قراءة مقالنا هذا من أجل التعرف على المزيد من المعلومات حول النزيف الأسود أثناء الحمل، وما يمكنك القيام به حيال ذلك.

النزيف الأسود أثناء الحمل :
من الشائع بالنسبة للمرأة أن يكون لديها إفرازات مهبلية إذا كانت حاملا، وفي معظم الحالات، تكون تجربة التفريغ في الأسابيع الأولى من الحمل عبارة عن سائل واضح، والذي غالبا ما يكون بيضاء أو شفاف ولا يكون ثقيل جدا أو يكون له رائحة.

فإذا كنت لا تواجهين التفريغ البني أثناء الحمل، فإن واحدة من أول الأشياء التي قد تتبادر إلى ذهنك هو أن هذا النزيف الأسود يمكن أن يكون دماً. وبطبيعة الحال فمن الطبيعي بالنسبة لك الشعور بالقلق وحتى بالخوف، وقد تندفعين إلى الطبيب على الفور. وكلما تقدم الحمل، يحدث للهرمونات الكثير من الخلل والتحول الأمر الذي يجعل التفريغ أثناء الحمل أثقل وأكثر سمكا. أيضا إذا كنت حاملا يكون هناك المزيد من تدفق الدم نحو عنق الرحم، والذي يمكن أن يؤدي إلى تفريغ أكثر سمكا وثقلاً. ومن الطبيعي أن يكون هناك إفرازات سوداء قليلة إذا كنت حاملا، طالما أنها ليست ثقيلة جدا أو طالما أنها تحدث مرة واحدة فقط في كل حين.

التفريغ الأسود أو النزيف الأسود أو البني الذي ترينه وأنت حامل هو في الواقع نوع من تصريف بعض من كمية الدم المختلطة لديك. إذا كنت حاملا، فهناك كمية صغيرة من الدم الذي يبقى إلى داخل الرحم لأنه يأخذ وقتا أطول للخروج من جسمك، وغالبا ما يتحول إلى اللون البني أو الأسود الذي تشاهدينه في الحمل.

ولكن هل يعني النزيف الأسود أو البني أثناء الحمل حدوث شئ ما خطأ؟
في بعض الحالات، يمكن أن يدلل النزيف الأسود أو البني أثناء الحمل التفريغ على أن هناك شيئ خطأ، فقد يكون إشارة تحذير يتوجب معها استشارة الطبيب على الفور. وفيما يلي بعض المضاعفات التي يمكن أن تشير إليها الإفرازات البنية أو السوداء أيضا:
– الإجهاض
– نوعا من مشكلة أو تعقيد مع المشيمة
– الحمل خارج الرحم، هو الشرط الذي يحدث عندما يتعلق الجنين خارج
الرحم بدلا من داخله
– حدوث نوع من العدوى في عنق الرحم

ماذا يعني التنزيف البني أو الأسود أثناء الحمل ؟
خلال فترة الحمل، في الغالبية العظمى من الحالات لا يعني النزيف البني أو الأسود أن هناك شيئ خطأ معك أو الطفل الذي لم يولد بعد.
– تحدث الإفرازات البنية أو السوداء خلال فترة الحمل بسبب وجود بعض التهيج في المنطقة.
– أن لديك زيادة في كمية الدم التي تتدفق نحو عنق الرحم في هذا الوقت، والمنطقة المحيطة بعنق الرحم تصبح حساسة بشكل اضافي، كذلك قد يكون الجماع الجنسي هو السبب (طبعا لا يمكن ممارسته إلا إذا أعطى الطبيب لك الضوء الاخضر) أو يمكن إجراء فحص روتيني داخلي أيضا لمعرفة سبب حدوث هذا النزيف الأسود.
– إذا كنت تقريبا في نهاية الربع الثالث من الحمل، فقد يعني النزيف الأسود في أواخر الحمل أنك على وشك الولادة تقريبا، أي بعد أسابيع قليلة أو في بعض الأحيان بعد بضعة أيام تكونين على وشك أن تلدي، فالمكونات المخاطية التي تخرج من المهبل تحافظ على فتحة عنق الرحم مغلقة إذا كنت حاملا. وتلك المكونات تفصل نفسها قبل الولادة بعدة أيام أو أسابيع قليلة مما يؤدي الى نوع من النزيف الذي قد يكون أسود اللون. ويعني هذا النزيف الأسود في هذا الوقت أن طفلك جاهز تقريبا للوصول.
ومع ذلك، إذا لاحظت أن التصريف أكثر حمرة من كونه أسوداً أو بنياً، فتأكدي من استدعاء الطبيب أوالذهاب إلى أقرب مركز طبي.

أسباب حدوث النزيف الأسود أثناء الحمل :
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى النزيف الأسود أثناء الحمل، ولكن تأكدي من إبلاغ الطبيب عن ذلك. أيضا، إذا لاحظت أي ألم أو إزعاج آخر أثناء حدوث النزيف وفيما يلي بعض الأسباب التي يمكن أن تحفز حدوث النزيف البني أو الأسود:

نزيف الزرع :
– بمجرد أن تخصب الحيوانات المنوية البويضة فإنها تتحول إلى الجنين.ثم تتحرك البويضة الملقحة نحو الرحم وتزرع نفسها في بطانة الرحم. وفي بعض الحالات، عندما يعلق الجنين نفسه في بطانة الرحم فإنه قد يسبب حدوث كمية قليلة من النزيف الذي ستلاحظينه بمثابة اليقع أو أشرطة دم أو حتى النزيف.
– ومن المرجح أن يحدث نزيف الزرع نحو أسبوعين بعد أن يحدث الحمل، ويتزامن مع توقيت الدورة الشهرية الخاصة بك في موعدها المعتاد وفي حالة نزيف الزرع يمكن أن تلاحظين أن كمية الإفرازات تكون في الحد الأدنى للغاية.
– وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون شديدة مثل كمية النزف المعتادة خلال الدورات الشهرية. وسوف تكونين على ما يرام دون أي حاجة للعلاج وليس وضعا خطيرا.

الجماع الجنسي :
إذا كنت حاملا يصبح عنق الرحم حساساً بشدة للأنشطة الجنسية، لذلك غالبا ما يسبب الجماع الجنسي تهيجاً في عنق الرحم. كما يمكن أن يؤدي إلى النزيف البني أو الأسود الذي قد يكون مصحوباً في بعض الأحيان بألم طفيف.

خطر الإجهاض العفوي :
– في بعض حالات الحمل، وفي حالة وجود أي ضرر على الجنين فإنه قد يؤدي إلى فقدان الحمل أو الإجهاض التلقائي ومثل هذا النوع من الإجهاض أو خسارة الجنين يمكن أن يؤدي إلى نزيف من المهبل.
– قد يكون النزيف أحمر أو حتى بني وأحيانا يمكن أيضا أن يكون بقع دم بسيطة.
– في حالة الإجهاض (المعروف أيضا باسم الإجهاض التلقائي يمكن أن يكون الإجهاض الكامل (حيث يتم التخلص من الجنين تماما من الجسم) أو غير كاملة (المعروف أيضا باسم الإجهاض حيث لا يزال قدم الجنين داخل الجسم).
– إذا كان الإجهاض غير مكتمل، فإن الطبيب سوف يستخدم طرق خاصة لتفريغ الرحم.

الحمل خارج الرحم :
– الحمل خارج الرحم هو نوع من الحمل حيث يعلق الجنين نفسه في قناة فالوب، بدلا من التعلق داخل الرحم. مثل هذا الوضع هو سبب نادر لحدوث النزيف البني أو الأسود.
– على الرغم من أنه سبب نادر بل هو سبب مهم جدا للنزيف البني أو الأسود اذا حدث ذلك.
– أعراض إضافية من الحمل خارج الرحم وبصرف النظر عن النزيف البني أو الأسود ، حدوث ألم شديد وتقلصات في البطن. وفي حالة وجود نزيف داخلي حاد يمكن أن يؤدي في الدوخة أو الإغماء.
– الحمل خارج الرحم هو حالة خطيرة يمكن أن تكون حالة تهدد حياة الأم. فإذا شخص الطبيب الحمل خارج الرحم يجب أن يتم إنهاؤه على الفور.

مرض الأرومة الغاذية الحملي :
– من المعروف أيضا أن مرض ورم الأرومة الغاذية الحملي يعني أن هناك نمو غير طبيعي للأنسجة داخل الرحم بدلاً من الجنين.
– وفي حالة مرض الأرومة الغاذية الحملي فإن نمو الأنسجة أو الورم يشبه تقريبا نمو الجنين في المراحل الأولية، ويمكن في بعض الأحيان أن يكون مخطئا لفترة الحمل.
– ويمكن أيضا أن يكون هذا النمو السرطاني يتطلب عناية طبية فورية، كما يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بسرعة، ويمكن أن يهدد الحياة.
– طبيبك سوف يشير إلى النوع المناسب من العلاج القائم على نوع ورم الحمل لديك.

خلل في المشيمة :
– هناك بعض العيوب مثل المشيمة المنزاحة و انفصال المشيمة، التي قد تحدث في المشيمة. في كلتا الحالتين، قد تلاحظين إفرازات سوداء والتي يمكن أن تكون إما على شكل بقع بنية أو حتى نزيف باللون الأسود.
– والمشيمة المنزاحة هي الحالة التي تقوم فيها المشيمة بفتح عنق الرحم. فإذا كنت تعاني من المشيمة المنزاحة ستلاحظين فقط تصريف بني أو أسود ولكن لن يكون له أي ألم.
– انفصال المشيمة الباكر هو الشرط الذي يجعل المشيمة تنفصل عن الرحم. فإذا كنت تعاني من انقطاع المشيمة سوف تواجهين أيضا ألم في البطن، جنبا إلى جنب مع الإفرازات الداكنة.
– كل هذه الشروط بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة وإلا فإنها يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة لك وللجنين.

الولادة :
– إذا كانت ولادتك على وشك أن تبدأ سوف تلاحظين أيضا بعض النزيف المهبلي والتي سوف تتحول قريبا إلى اللون الداكن نتيجة لخروج المكونات المخاطية الخاصة بك.
– إذا كنت لا تزال غير في الأسبوع 37 من الحمل، قد يشير إلى الولادة المبكرة
– في بعض الأحيان، قد يعني النزيف البني أو الداكن أنك قريبا ستبدئين في عملية الولادة و يمكن أيضا أن تتم قبل الولادة الفعلية ببضعة أيام أو أسابيع.
– وهناك بعض الأعراض الأخرى التي من شأنها أن تكون موجودة بالإضافة إلى النزيف الداكن وستكون مؤشرا على قدوم الولادة وهي ألم في أسفل الظهر، وتقلصات في البطن وكذلك تقلصات الرحم.

أسباب أخرى :
بالإضافة إلى الأسباب المذكورة أعلاه، يمكنك أيضا تجربة النزيف الأسود في فترة الحمل وذلك للأسباب التالية:
– بعض الالتهابات التي تسببها الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي، مثل التهاب المهبل (سوف تواجهين التهاب في المهبل وحكة أو حرقان)، وعنق الرحم (سوف تواجهين التهاب عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يفتح في المهبل).
– إذا كنت قد تشهدين حدوث اصطدام في المهبل أو عنق الرحم مما قد يؤدي أيضا إلى النزيف الداكن.
– قد يكون لديك حالة تعرف باسم شتر عنق الرحم الخارجي المعروف أيضا باسم انقلاب عنق الرحم للخارج ، والذي تبرز فيه بطانة عنق الرحم إلى أسفل في المهبل.
– في حالة احتمال وجود وجود سرطان في المهبل، أو عنق الرحم أو الرحم فإنه يمكن أيضا أن يؤدي إلى النزيف الاسود.
– في بعض الحالات، إذا كانت المرأة تعاني من حالة تعرف باسم ورم عنق الرحم، فإنه يمكن أيضا أن يسفر عن النزيف السود، وورم عنق الرحم هو حالة يكون فيها هناك نمو الورم، أو ورم سرطاني، على سطح قناة عنق الرحم.

متى يجب عليك استدعاء الطبيب ؟
إذا كنت حاملا، من المهم إبقاء العين على جميع الأعراض التي قد تحدث معك، وعلى الرغم من أن الإفرازات السوداء تعتبر طبيعية أثناء الحمل، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي يجب أن نكون حذرين منها، فإذا لاحظت أي من الحالات التالية تأكدي من استدعاء الطبيب فورا وأيضا زيارة أقرب مركز طبي:
– إذا لاحظت تحول النزيف من البني الداكن إلى الأحمر.
– إذا كان هناك بقع دم حمراء أو نزيف.
– إذا تحول النزيف إلى رمادي اللون فجأة.
– إذا اقترن النزيف أيضا بألم أو ضعف في المنطقة وحول المهبل أو في البطن.
– إذا كنت تبدئين فجأة في الشعور بتقلصات سريعة جدا في أسفل الظهر أو الرحم.

يمكنك الاطلاع على المقالات التالية :
هل المطهرات المهبلية ضارة أو لا ؟
فوائد البكتيريا النافعة في جسم الانسان