التعصب الرياضي هو أن يحب شخص ما فريق رياضي معين حب أعمى، فيرى بأنه أفضل فريق، وبأن باقي الفرق لا تستحق أن تنافسه أصلا، كما أنه يكره جميع الفرق المنافسة كره أعمى، وفي حالة وجود خلاف بين فرقته وفرقة أخرى يرى بأن فرقته دائما على حق حتى ولو كانت الحقيقة العكس، كما أنه يعبر عن كرهه للفرق الأخرى بطرق عنيفة.
أسباب التعصب الرياضي
هناك أسباب عديدة أدت لظهور ظاهرة التعصب الرياضي، وما ينشأ عنها من عنف ومظاهر غير حضارية، منها:
– أن يكون المشجع قد نما وكبر على حبه لهذا النادي وكرهه لباقي الأندية، ويكون هناك أشخاص أكبر منه في العائلة متعصبيين رياضيا، فينشأ مثلهم.
– لا يوجد عدد كافي من الرياضيين والإداريين التي من الممكن إتخاذهم كقدوة في التسامح ولتعلم الروح الرياضية منهم.
– أن يكون الشخص نفسه محب لإيذاء الأخرين، ويرى من التجمعات الرياضية الضخمة فرصة مناسبة لممارسة ما يحب فيقوم بأذية مشجعين الفريق المنافس.
– في بعض الحالات يكون السبب خاص بالحالة النفسية للشخص، فقد يكون يتعرض في حياته للعديد من الضغوطات النفسية التي تجعله يرى من التعصب الرياضي والتصرفات الخاطئة وسيلة للتنفيس عما يشعر به، ووسيلة للفت الإنتباه وللتعبير عن إعتراضه.
– لوسائل الإعلام دور هام في هذا الأمر، فقد تتحيز لفرقة دون أخرى، وقد تظهر فرقة بطريقة سلبية، مما يثير غضب الفرق المنافسة، كما أنها قد تساهم بطريقة غير مباشرة في هذه الظاهرة، حيث أنها لا تحاول أن تغرس المبادئ الرياضية والروح الرياضية السليمة في المشجعين.
– قد يكون للنادي نفسه دور في تعميق ظاهرة التعصب في عقول المشجعين، عن طريق قلة نشر النادي للوعي الرياضي، وعدم قيامه بواجباته إتجاه الفريق، وهزيمته المتكررة أمام فرقة معينة وعدم تحقيقه للإنتصارات التي يرجوها المشجعين منه.
– تقصير فريق التحكيم له دور كبير في إنتشار ظاهرة التعصب، وفي بعض الأحيان يصدر الحكام قرارات غير منصفة يكون لها دور في إستفزاز المشجعين.
– أن يكون الشخص نفسه أناني ويرى بأنه الوحيد المحق في كل شئ.
– الروح الرياضية وتقبل الهزيمة والبحث عن مباراة ممتعة بغض النظر عن الفائز، كلها أمور لم تعد موجودة ولا يفهمها كثيرون، كما لا يوجد وسائل لنشر هذه الأفكار.
أضرار التعصب الرياضي
للتعصب الرياضي العديد من الأضرار سواء على الفرد نفسه أو على المحيطين به من مشجعين أخرين، وأيضا على اللاعبين والفرق نفسها، ومن هذه الأضرار:
– الشخص المتعصب لا يتقبل فكرة هزيمة فريقه، ولهذا عندما ينهزم فريقه يشعر بقدر كبير من الغضب والإستفزاز، وهذا كفيل برفع ضغط دمه وتعرضه لأزمات قلبية ومشاكل صحية عديدة.
– التعصب الأعمى ينشر الكراهية والبغض بين المشجعين للفرق المختلفة ويؤدي لظهور التمييز على حسب الإنتماء.
– يؤدي للتخريب في المنشأت العامة والخاصة ولخسائر مادية كبيرة.
– في بعض الحالات يتسبب التعصب في مشاحنات بين المشجعين وقد يصاب بعض المشجعين بإصابات بالغة الخطورة، وفي بعض الحالات قد تصل لحد الموت.
– قد يؤدي التعصب لأن يقوم المشجعين بأذية اللاعبين بالفرق المنافسة، مما قد يتسبب في ضرر لفريقهم الخاص.
مظاهر التعصب الرياضي
يوجد العديد من المواقف التي تظهر التعصب عند المشجعين، منها:
– قد يتجمع المشجعين الخاصين بفرقة معينة معا في الشوار والميادين ويتظاهرون سواء كانوا مهزومين أو رابحين، مما يتسبب في تعطيل الحركة المرورية، وقد تتقاتل فئتين مختلفتين معا ويتبادلوا الشتائم ويعتدوا على بعض مما يتسبب في التخريب لبعض المنشأت.
– من مظاهر التعصب أن يظهر الإعلام فريق معين بصورة جيدة وباقي الفرق بصورة سيئة أو الإستهزاء بالفريق الخاسر وإنتشار خبر خسارته في كل وسائل الإعلام، أو أن يعلن إعلامي ما إنتمائه لفريق رياضي معين ويظل يذكر فريقه وإنجازاته ويصغر من باقي الفرق، مما يتسبب في إستفزاز المشجعين ونمو التعصب داخلهم.
– الإداريين واللاعبين نفسهم من الممكن أن يصدر منهم بعض المواقف المتعصبة، مثل أن يخلق بعض الإداريين الإشاعات عن الأندية المنافسة أو أن يفعلوا أمور غير مشروعة لأذية الأندية المنافسة، أو تقديم شكاوي كيدية ضدد الأندية المنافسة، واللاعبين أنفسهم من الممكن أن يقوموا ببعض التصرفات سواء مقصودة أو غير مقصودة والتي تنم عن تعصب.
– الحكم نفسه من الممكن أن يكون متعصب لنادي رياضي معين، وعند تحكيمه في مباراة خاصة بناديه يتخذ بعض القرارات الخاطئة التي تنم عن تعصبه لنادي معين، والتي قد تكون ظالمه للفريق المنافس.
– المشجعين في أثناء المبارة قد يقذفون اللاعبين بالفريق الأخر بالحجارة كما أنهم يتعاركون مع المشجعين الأخرين، أو يبدأو بسب اللاعبين وجماهير كرة القدم الأخرين بألفاظ سيئة جدا.