الماجدي ابن ظاهر المايدي شاعر إماراتي ، وُلد عام 1781 ، لُقب بالشاعر النبطي ، وهو أحد الشعراء الذين اشتهروا بثقافتهم الواسعه ، في تلك الحقبة .
نشأته
ولد الماجدي ابن ظاهر في امارة رأس الخيمة ، وكان يعمل تاجر لؤلؤ ، وكانت هذه المهنة تُعتبر من مهن الأشراف في تلك الفترة الزمنية ، وكان يقوم بجلب اللؤلؤ بنفسه ، حيث كان يعمل غواصاً أيضاً ، وقد جمع بين العمل اليدوي والعمل التجاري في وقتٍ واحد ، بالإضافة إلى انتمائه المطلق إلى طبقة الأشراف وأعيان البلدة ، في بلده رأس الخيمة، كما أن شخصيته تتضح صفاتها جيداً في أشعاره .
وقد رُوي عن أحمد بن مصبح بن حمودة أن ابن ظاهر ، قد ولد بالقرب من منطقة الخران في رأس الخيمة ونشأ بها وترعرع على أرضها ، كما أنه كان رجلاً بدوياً اعتاد التنقل في أرجاء المنطقة شأنه في ذلك شأن البدو الرحل ، الذين ينتجعون مواقع القطر ، ومنابت الكلأ ، وله في ذلك عدة قصائد يذكر فيها كثيرا من تلك المواطن التي كان ينتجعها ، وعندما كبر واشتد وأصبح من القادرين على تحمل الأخطار والضرب في الأرض اخذ يتنقل في مدن الإمارات وقراها .
وفي آخر عمره استقر في منطقة الخران وتوفي فيها ودفن بها ، كما يُقال أنه قد أجرى بعض التجارب على الأراضي التي أراد أن يُدفن بها بعد موته ، فكان يمتلك بعض الخيوط المطوية من الصيف ، فكان يمر على كل أرض ينزل بها ، ويدفن الخيوط الصوفية ، ويعود بعد وقتٍ ينبش عنها التراب ، فيجدها قد تاّكلت ، إلا تلك الخيوط التي قام بدفنها في الخران ، فإنه قد وجدها باقية على حالها لم تتغير ، ولذلك فقد وصى قبل موته بأن يُدفن في الخران .
وقد عاصر ابن ظاهر فترة من عهد الدولة اليعربية ، التي قامت في عمان سنة 1024 هـ ، والدليل على هذا إن ابن ظاهر قـد مدح أحد أئمة هذه الدولة ، وهو سيف بن سلطان ، ولقد اشتهر بن ظاهر بكونه شاعر مثقف و سريع البديهة وشديد الذكاء ، ومن أشهر أبياته ، يقول الفهيم المايدي بن ظاهر، والامثال تسعفني بنايا قصورها.
ذكاء ابن الظاهر
رُوي أن ثلاثة من الرجال جاءوا ضيوفاً إلى ابن ظاهر ، فقام باستقبالهم والترحاب بهم ، ولانه لم يكن يعرفهم فسألهم عن أسمائهم ، فقد سأل الأول ما اسمك؟ فأجابه اللي على يدك اليمنى، فرد عليه ابن ظاهر مرحباً بخاتم، ثم سأل الثاني عن اسمه فأجابه تمرك العامي ، فقال له ابن ظاهر حيا الله عتيج ، ثم سأل الثالث عن اسمه فأجابه خذ من العشرة ثلاثة فقال له أهلا بالسبع.
مواقف ابن الظاهر
كما تتناقل الروايات قصة الضيوف الذين قدمواعند ابن ظاهر ، وقد كان الشاعر حينها فقيراً جداً ، لا يملك شيئاً من حطام الدُنيا ، ثم وجدوه يضرب شجر الغاف ، من أجل إطعام الناقة ، وسألوه عن ابن الظاهر ، فأشار لهم على خيمة كبيرة جداً ، من خيام الحي ، وقال لهم هذه هي دار بن الظاهر ، وعندما نزلوا عند صاحب البيت ، أكرمهم وأعد لهم الطعام ، ثم قام بدعوة ابن الظاهر لتناول الطعام معهم .
فعرف الرجال أنه هو بن الظاهر ، وأنه قد كذب عليهم ، فقالو فيه ، كم صبي ميضخان الميالس،يميل النبا عنه ولا هو يميل، وكانوا يقصدون أنهم وجدوه خلاف مااشتهر به من طيب الأخلاق والكرم ، فرد عليهم بقوله يميل عود الموز لي عاد مورج، ولي عاد عريان فهل جيف يميل ، فوالله ما بي من مـــلاقاة غلمه ، لـــكن ما بـــين اليـــدين جــليل.