رواية الخلود هي إحدى أشهر روايات الكاتب العالمي ميلان كونديرا ، و قد تم ترجمتها إلى العديد من اللغات حول العالم ، و لا تزال تلك الرواية موضع دراسة إلى يومنا الحالي ، حيث يأخذنا الكاتب في الرواية إلى رحلة عبر الزمن و يقوم بعرض كثير من الألغاز و الشخصيات العظيمة على مر العصور.
نبذة عن ميلان كونديرا:
ولد ميلان كونديرا عام 1929م و هو من أصول تشيكية ، كان والده عالم موسيقى و قد شجعه كثيراً على الاهتمام بالفن و الكتابة و الموسيقى أيضًا ، و قد درس ميلان الموسيقى و الأدب ، و بعد أن قام بإنهاء دراسته عمل في التحرير في بعض المجلات الأدبية ، و لم يتوقف ميلان كونديرا عند حد الكتابة بل إتجه لتأليف الشعر أيضًا ، و قام بنشر أول دواوينه عام 1953م ، و لكن الأمر الساد في عالم الأدب أن في بداية حياة الشعراء و الأدباء لا يجدون اهتمامًا كبيرًا من قبل الأخرين ، و بعد أن قام ميلان بتأليف العديد من المؤلفات بعد الناس في معرفته و التعلق بكتاباته.
و بعد أن قام بنشر مجموعته القصصية غراميات مضحكة عام 1963م ؛ ذاع صيته في الأوساط الأدبية و عرفه الناس أكثر من ذي قبل و نال شهرة واسعة ، و قد كتب ميلان كونديرا باللغة الفرنسية و التشيكية أيضًا ، و من أهم مؤلفاته رواية غرميات مضحكة التي تم نشرها عام 1969م ، و رواية المزحة التي تم نشرها عام 1965م ، و رواية فالس الوداع التي تم نشرها عام 1971م ، و رواية الضحك و النسيان التي تم نشرها عام 1978م ، و رواية كائن لا تحتمل خفته التي تم نشرها عام 1982م ، و رواية الخلود التي تم نشرها عام 1988م ، و رواية البطء التي تم نشرها عام 1994م.
نبذة عن رواية الخلود:
تم نشر رواية الخلود لأول مرة باللغة التشيكية عام 1988م ، و تم ترجمتها و نشرها باللغة الفرنسية عام 1990م ، و هي تحكي عن فكرة الخلود و عن العلماء و المفكرين الذين خلد التاريخ أسماءهم ، و قد قام ميلان كونديرا بتقسيم الرواية إلى سبعة أقسام و هو على الترتيب كما يأتي ؛ الوجه ، الخلود ، الكفاح ، الإنسان العاطفي ، الصدفة ، المينا ، و الاحتفال ، و تلك الأقسام إلى حد ما ليست مترابطة ، فبعض الأقسام تحكي عن العديد من الأشخاص الخالدين مثل نابليون ، و بتهوفن ، و الروائي الأميركي الكبير همنغواي ، و الرابط المشترك الوحيد بين هذه الشخصيات هو سعيهم للخلود ، أي معرفة الأجيال القادمة بهم و بأعمالهم ، و يجد القارئ أن هذه الرواية تتحدث عن كل شئ مثل ؛ الفلسفة و التاريخ ، الرسم و الشعر ، الموسيقى ، الموت ، الخلود ، الجمال ، الإنسان ، فيحاول الكاتب في هذه الرواية أن يقوم بعمل دراسة شاملة عن الجنس البشري و نفس الإنسان و ما تأمره به من خير و شر.
مقتطفات من رواية الخلود:
– من حسن حظ الإنسانية أن حروبها الكبرى خاضها الرجال، لو كانت النساء هنّ مَنْ خضنها لكانت أكثر وحشيّة ولقطعت دابر البشر
– معنى الحياء أن نحظر على أنفسنا ما نشتهي، مع شعورنا بالخجل من رغبتنا فيما نحظره على أنفسنا
– الحب هو فضيلة الفضائل، فهو يفقدنا الوعي بما هو أرضي، ويملؤنا بما هو سماوي ، وهو بذلك يُخلصنا من كل شعور بالذنب