كتاب الضحك والنسيان هو أحد أشهر أعمال الكاتب التشكي ميلان كونديرا، و هو يتضمن العديد من القصص عن مجموعة أشخاص مختلفة ، يربط بينهما وحدة الموضوع وهو الضحك والنسيان .

نبذة عن الكاتب ميلان كونديرا

ولد عام 1929م و هو من أصول تشيكية ، كان والده عالم موسيقى ، و هو من ساهم في تكوين شخصية ميلان كونديرا الابداعية ، درس ميلان الأدب و الموسيقى ، و بعد أن تخرج من الجامعة عمل كمحرر في بعض المجلات الأدبية ، و بعد ذلك اتجه لتأليف الروايات ، و كانت بداية انطلاقه عندما نشر أول مجموعة قصصية له و هي غراميات مضحكة عام 1963م  ، و بعدها ذاع صيته في جميع أنحاء العالم ، و من مؤلفاته ؛ المزحة ، و فالس الوداع ، و الضحك و النسيان .

نبذة عن كتاب الضحك والنسيان                  

تم نشر كتاب الضحك و النسيان عام 1978م ، و هو عبارة عن كتاب يقوم فيه ميلان كونديرا بتجميع بعض القصص التي يحكيها و جعل بين تلك القصص رابط واحد و هو الضحك والنسيان ، و يشمل الكتاب أحداث تاريخية منذ الحرب العالمية الأولى و حتى العام 1969م ، لكنه لا يخضع لأي تسلسل تاريخى في سرد هذه الأحداث ، فى كتاب “الضحك والنسيان” يعكس كونديرا ميراث بوهيميا السحري إذ يمزج فى كل حدث بين الواقعي والخيالي

مقتطفات من كتاب الضحك والنسيان

– لكل انسان سيرتان جنسيتان .و لا يجري الحديث في الغالب الا عن الاولى التي تتالف من قائمة علاقات و لقاءات غرامية .غير ان الاهم و بلا شك هي السيره الاخرى : موكب النساء اللواتي رغبنا فيهن و لكنهن افلتنا منا اي تاريخ مؤلم للامكانات التي لم تتحقق.

– كان “هوبل” يقول: لتصفية الشعوب، يُشرع بتخريب ذاكرتها، وتدمير كتبها وثقافتها وتاريخها. وينبري آخرون لتأليف كتب أخرى، وإيجاد ثقافة أخرى وابتداع تاريخ آخر. بعد هذا يبدأ الشعب شيئاً فشيئاً في نسيان من هو وكيف كان. فينساه العالم من حوله بشكل أسرع.

– كل ما يستطيع المرء القيام به هو تقديم تقرير عن ذاته، وما عدا ذلك ليس إلا إفراطا في السلطة. كل ما تبقى كذب ، إنه لمن الخطورة بمكان أن يُمضي الإنسان وقته مع بيتهوفن ، كما هي الخطورة في كل المواقع ذات الإمتيازات !

– جميعهم يعلنون الرغبة في صنع غد أفضل .لكن الامر غير صحيح لان المستقبل ليس سوى فراغ مهمل لا يهم احدا ،مقابل الماضي المفعم بالحياة ،و وجهه مزعج وبغيض الى حد اننا نرغب في تدميره او اعادة تلوينه .لذلك لايطمح الناس الى تحكم في المستقبل الا بقصد اكتساب القدرة على تغيير الماضي. فهم يتصارعون من اجل الوصول الى المختبرات التي تجري فيها الروتوشات على صور، ومن ثم تعاد كتابه السّير والتواريخ .

– تقوم كل علاقة غرامية على اتفاق غير مدوّن يبرمه العاشقان في الأسابيع الأولى من علاقتهما. يعيشان هذه الفترة في ما يُشبه الحلم، لكنهما في الآن نفسه -وبدون وعي منهما- يكونان بصدد كتابة الشروط التفصيلية للعقد الذي سيجمعهما. يا معشر العشاق خذوا حذركم من هذه الفترة الخطرة! فإن قدمتم للطرف الآخر وجبة فطور في الفراش، كان عليكم أن تفعلوا ذلك مدى الحياة، وإلا اتهمتم بعدم الحب والخيانة.