العقاقير المسببة للأكتئاب هي عبارة عن عقاقير تثبط عمل الجهاز العصبي المركزي، وهي من بين الأدوية الأكثر استخداماً في العالم، وهذه الأدوية تعمل من خلال التأثير على الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل النعاس والاسترخاء والتخدير والنوم والغيبوبة وحتى الموت .

معلومات عن العقاقير المسببة للإكتئاب :
بالرغم من أن جميع مثبطات الجهاز العصبي المركزي تشترك في القدرة على الحد من النشاط في هذا الجهاز وانخفاض مستويات الوعي في الدماغ بالإضافة إلى قدرتها على التسبب في الإدمان، إلا أنه توجد اختلافات كبيرة بين المواد التي تصنع منها هذه الفئة من الأدوية، وبعضها يكون أكثر آماناً ويتم وصفه بشكل روتيني للأغراض الطبية .

وتشتمل الأدوية التي تصنف على أنها مثبطات للجهاز العصبي المركزي ( عقاقير مسببة للأكتئاب ) على ثلاثة أنواع رئيسية وهم : الكحول الإيثيلي و الباربيتورات و البنزوديازيبينات، وسنتحدث بالتفصيل عن كل نوع على حدى .

استخدامات ومخاطر العقاقير المسببة للإكتئاب :
اولاً : الكحول الإيثيلي
يعتبر الكحول هو ثاني أكثر المواد في العالم بعد الكافيين المستخدمة لتأثيرها على العقل والمزاج، وقد تم وصف الكحول بأنه عقار نفساني التأثير لأكثر من ألف عام، وكثيراً ما يساء استخدامه بشكل كبير، حيث كشف استطلاع أجراه قسم خدمات إساءة استعمال العقاقير والأدوية النفسية عام 2014 أن ما يقرب من 61 مليون شخص بالولايات المتحدة فوق سن 12 عام أفادوا بأنهم يتناولون الكحول بنهم، كذلك أفاد 16 مليون شخص آخر تجاوزوا سن الثانية عشرة بأنهم من مستخدمي الكحول بكثرة .

وقد ثبت أن تعاطي الكحول وإساءة استعماله لهما عواقب اجتماعية خطيرة، حيث وفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي فإن حوالي 50 % من جميع حالات الاعتداء وجرائم القتل ووفيات الطرق السريعة ناتجة عن تعاطي المشروبات الكحولية .

الباربيتورات :
الباربيتورات هي نوع من مثبطات الجهاز العصبي المركزي التي تسبب النشوة والاسترخاء عند تناولها بجرعات صغيرة، وخلال النصف الأول من القرن العشرين ، كان الباربيتورات يُنظر إليه على أنه مثبط آمن ، لكن سرعان ما ظهرت مشاكل الإدمان والجرعات الزائدة القاتلة الناتجة عن تعاطي الباربيتورات .

الباربيتورات لها تأثير كبير على أنماط النوم، لذلك كان يتم استخدامها لفترات طويلة كمنوم ولعلاج حالات القلق، ولكن نظراً لخطورة ادمانها وتسببها في الموت في حالة أخذ جرعات عالية منها، لم يعد استخدامها شائعاً، وأصبحت الآن تستخدم بجرعات صغيرة في حالات معينة مثل التشنجات وتسكين آلام الصداع النصفي وغيرها .

– البنزوديازيبينات :
البنزوديازيبينات هي نوع من مثبطات الجهاز العصبي المركزي التي توصف على نطاق واسع لعلاج اضطرابات القلق والنوم، وفي عام 1999 ، كان هناك أربعة أنواع مختلفة من البنزوديازيبينات من بين أفضل 100 عقار موصوف في الولايات المتحدة .

بسبب انخفاض سمية هذه الأدوية وفعاليتها العالية ، شاع استخدام البنزوديازيبينات كعلاج على المدى القصير لمشاكل القلق والأرق، ومع ذلك ، فإن إمكانية الاعتماد عليها تجعلها علاجا أقل تفضيلا على المدى الطويل لأشياء مثل اضطراب القلق العام واضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية واضطراب الهلع .

البنزوديازيبينات لها تأثيرات مسببة للنوم ومهدئة ومرخية للعضلات، وبسبب هذه التأثيرات ، تم استخدام البنزوديازيبينات لعلاج عدد من المشاكل بما في ذلك صعوبات النوم والقلق والتهيج المفرط وتشنجات العضلات والنوبات المرضية، وتعتبر البنزوديازيبينات بشكل عام آمنة على المدى القصير، إلا أن الاستخدام طويل المدى يمكن أن يؤدي إلى الإدمان وأعراض الانسحاب عند التوقف .

كيف تعمل العقاقير المسببة للاكتئاب :
تعمل العديد من مثبطات الجهاز العصبي المركزي عن طريق زيادة نشاط الناقل العصبي المعروف باسم حمض الغاما – أمينوبيوتيريك ، ويعمل هذا الناقل العصبي على نقل الرسائل من خلية إلى أخرى، وعندما يتم زيادة نشاطه يؤدي ذلك إلى تقليل نشاط الدماغ، مما يؤدي إلى تأثير الاسترخاء، وهذا هو السبب في أن تناول العقاقير المسببة لمرض الإكتئاب يمكن أن يؤدي للشعور بالنعاس .