هناك العديد من الكتاب الذين قاموا بالدفاع عن حقوق العبيد و طالبوا بتحريرهم و منع تجارة العبيد في مختلف أنحاء دول العالم ، و كانت تجارة الرقيق هي أحد المشاكل التي عانت منها بعض الأمم لفترات زمنية طويلة ، و من بين الكُتاب الذين قاموا بكتابة العديد من الروايات حول تجارة العبيد و قامت بالمطالبة بضرورة تحريرهم و منع التجارة بهم كانت الكاتبة سميحة خريس ، و التي قامت بكتابة رواية فستق العبيد و هي تتحدث عن العبودية و تعرض صورة المآسي و الحرمان و العذاب الذي يتعرض له من يقع في تجارة العبيد و يصبح مملوكًا لأحدهم ، و في هذا المقال سوف نعرض بعض الجوانب عن الرواية و عن الكاتبة .
نبذة عن الكاتبة سميحة خريس :
ولدت سميحة خريس عام 1956 في عمان عاصمة الاردن ، و كانت شغوفة بالأدب و القراءة منذ صغرها ، و تلقت تعليمها في عمان الاردن حتى تمكنت من الحصول على شهادة الليسانس في الآداب ، و بعد أن أنهت تعليمها إتجهت للعمل في مجال الصحافة و الإعلام ، و هذا ما أعطاها شهرة و أكسبها خبرة في مجال الكتابة ، و تعرفت من خلال عملها على أكبر الأدباء و أخذت من خبرتهم ، و بعد ذلك اتجهت سميحة خريس للتأليف و الكتابة و قد أبرعت في ذلك و لفتت أنظار الجميع .
تمكنت الكاتبة سميحة خريس من الحصول على العديد من الجوائز خلال رحلتها الأدبية على كل ما قدمته من روايات و أدب يخلده الزمان ، هذا بالإضافة إلى أنها من الشخصيات الفعالة داخل المجتمع فقامت بالإنضمام لبعض الهيئات العربية و شاركت في الكثير من المؤتمرات و الندوات ، و من الجدير بالذكر أن كتاباتها لا تقتصر على الروايات فقط بل إنها تكتب سيناريوهات سينمائية و إذاعية و بعض القصص أيضًا ، و قد تم ترجمت بعض أعمالها إلى لغات أخرى مثل اللغة الإنجليزية و الألمانية و الإسبانية ، و تبقى رواية فستق العبيد هي أحد أروع كتاباتها .
سبب تسمية رواية فستق العبيد بهذا الإسم :
في زمن تجارة العبيد كان يتم استخدام الفستق لجذب الأطفال و جعلهم يسيرون خلف حامله و بالتالي يتم إيقاعهم في العبودية ، و من هذا المنطلق قامت الكاتبة سميحة خريس بإطلاق اسم ” فستق عبيد ” على روايتها ، ليكون أكثر قربًا من الواقع ، و قد ناقشت قضية العبودية من خلال تلك الرواية بمنتهى الصراحة ، و ينقسم أبطال الرواية إلى قسمين و هما أصحاب البشرة السوداء و هم العبيد ، و أصحاب البشرة البيضاء و هم التجار في الرواية ، و نظرًا لأن أصحاب البشرة البيضاء كانوا يستخدمون الفستق للغيقاع بالأطفال ؛ فقد قام بطل الرواية و هو الجد ” كامونقة ” بزراعة الفستق و إعطائه للأطفال حتى لا يأخذونه من أحد .
نبذة عن رواية فستق عبيد :
تم نشر رواي فستق عبيد عام 2017م ، و تقوم الرواية على نظام السرد ، فقد جعلت الكاتبة الجد كامونقة يحكي قصة وقوعه في الأسر و حياته في ظل العبودية حتى تم عتقه ، و من هنا يبدأ الجد في سرد الأحداث و إظهار مدى الظلم و الرجعية التي كانت تعيشها بلدة دارفور التي كان يعيش فيها ، فقد كانت مقسمة لطبقات إجتماعية يتحكم فيها الغني بالفقير و يستعبده .
بعد ذلك تدخل حفيدته ” رحمة ” في الأحداث و تحكي قصتها مع العبودية هي الأخرى و قد تم بيعها لتاجر عبيد من الجزائر و الذي قام بوضعها مع الحيوانات أثناء انتقالها هي و الأخرين ، و توضح الفتاة مدى القسوة و المعاملة السيئة التي كان يتم توجيهها لهم ، و من هنا قامت الكاتبة بعرض الممارسات و العادات التي كانت منتشرة في هذا الوقت ، و بالرغم من أن الجد و حفيدته كانا تحت قيد العبودية إلا إنهما لم ييأسا .
ظل الجد يحاول ليتحرر من العبودية و لم يجد مفرًا إلا أن ينضم لثورة المهدي و بالفعل حصل على حريته ، أما عن حفيدته رحمة فقد كانت تستمد قوتها من الحيوانات التي تم حبسها معهم ، و بعد ذلك اشتراها رجل من البرتغال و عاملها بلطف و هذا ما كان يهون عليها عبوديتها ، حتى تم بيعها مرة أخرى و ظلت هكذا حتى تعلمت كيف تعيش مع تجار العبيد و كيف تتعامل معهم .