هو إبراهيم بن على بن سلمة بن هرمة المشهور عند العرب “إبراهيم بن هرمة” (80 هـ – 176 هـ)، من شعراء العصر العباسي كان دميم الشكل وقصير، واشتهر ببخله الشديد، وكذلك اشتهر بحبه للخمر وأنشد فيه الشعر حتى جلد فيه ولم ينته عنه، قال فيه الأصمعي : ختم الشعر بابن هرمة، وقال فيعه علماء عصره : هو آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم، نقل عنه 280 قصيدة، واشتهر بشعر الغزل حتى توفى ودفن بالبقيع.

طرائف بن هرمة مع البخل :
اشتهر إبراهيم بن هرمة ببخله وحبه للخمر، ويتندر الشعراء ببخله، حينما أتى أبو عمرو بن راشد فأحسن استقباله وأكرمه، وظل بن هرمة لديه ثلاثة أيام يشرب من نبيذه حتى نفذ، وعندما طلب النبيذ من غلام أبي عمرو قال له الغلام لقد نفذ نبيذنا، فخلع ابن هرمة رداءه وقال للغلام : اذهب إلى النباذ وأرهنه مقابل النبيذ، ففعل الغلام، وعندما وصل أبو عمرو جلس وشرب من النبيذ حتى لاحظ أن ابن هرمة بدون رداء فقال له : أين ردائك يا بن هرمة فقال : نصفه في القدح ونصفه في بطنك.

طرائف بن هرمة وحب الخمر :
كان يقول “أسأل الله سكرة قبل موتي”، ويحكى أنه ذهب للخليفة المنصور ومدحه فأعطاه المنصور عشرة آلاف درهم، فردها فقال له المنصور : إنها كثيرة، فقال بن هرمة : إن أردت مكافأتي فأبح لي الشراب فأنت تعلم مدى حبي له، فقال الخليفة مستنكرًا إنه حد من حدود الله، فقال ابن هرمة عليك بالحيلة يا أمير المؤمنين، فقال المنصور نعم، وكتب المنصور إلى والي المدينة يأمره من أتاك بابن هرمة سكرانًا فاضربه مائة سوط، واضرب بن هرمة ثمانين سوط، وكان بن هرمة كلما مر عليه رجال الشرطة ينادي فيهم من يشتري الثمانين بالمائة فيتركوه مخافة العقاب.

من شعر بن هرمة في حب الخمر :
يحكى أن والي المدينة الحسن بن يزيد منع ابن هرمة من شرب الخمر فأنشد يقول :

نهاني ابن الرسول عن الحراموأدبني بأدب الكرام
وقال لي اصطبر عنها ودعهالخوف الله لا خوف الأنام
وكيف تصبري عنها وحبيلها حب تمكن في عظامي

طرائف بن هرمة في العرس :
دعي ابن هرمة إلى أحد الأعراس وكان جوعانًا يعتصره الألم فلبى الدعوة عسى أن يجد طعاماً يسكت به جوعه، وحينما وصل العرس استقبله أصحاب العرس وجلسوا يتدارسون مع في أمور القرآن الكريم ويستفتونه، ولم يأكل الطعام حتى انتهى الحفل، فخرج ابن هرمة يعتصره الألم فسأله أحدهم، ما بك يا بن هرمة ألم يعجبك الحفل ؟، فقال : لقد حفظوا القرآن واستظهروا كل ما فيه إلا سورة المائدة لم تخطر على بالهم.

ابن هرمة وجيرانه :
يحكى أن ابن هرمة مر يومًا على جيرانه وهو في حالة سكر شديدة جدًا لا يعي ما يقول،  حتى دخل منزله وفي الصباح دخل عليه جيرانه يطمئنون على حالته ويخبروه بما كان منه في الأمس، وظلوا يعاتبوه ويحثونه على الابتعاد عن الخمر حتى قال لهم : أنا في طلب مثلها منذ دهر أما سمعتم قولي :

أسأل الله سكرة قبل موتيوصياح الصبيان يا سكران

فخرجوا وتركوه بعد أن يأسوا من إقناعه ورده عن شرب الخمر فهو السكران الذي لا ينتهي عن سكرته، وظل هكذا حتى مات في علام 176 هـ ودفن بالبقيع، مات ولم يحمل جنازته سوى أربعة لا يتبعها أحد غيرهم.