جزاء سنمار هو مثل شعبي يطلق عادة على الشخص الذي يقدم الإحسان والمعروف ويكافئه الغير بالغدر ونكران الجميل فيقال جزاؤه كـ جزاء سنمار، وسنمار هذا هو مهندس معماري آرمي من سكان العراق وهو الذي صمم قصر الخورنق الشهير للملك النعمان واعتمد فيه على حرفة وخبرة عالية حتى أنه استطاع أن يبنيه بطريقة هندسية عالية الدقة.

قصر الخورنق:

في ذات يوم قرر ابن ملك الفرس زيارة النعمان ملك العرب في قصره فأراد الملك النعمان أن يبني قصر حتى يقيم فيه الضيف لا مثيل له كنوع من الفخر أمام العرب والفرس، فوقع اختياره على سنمار ذلك المهندس البارع الحاذق الذي اشتهر بإبداعاته في التصميم والبناء، وبالفعل استدعاه النعمان وأخبره بأنه يريد قصرًا أعجوبة من أعاجيب الزمان، حتى يصبح قصره الخاص ويخلد اسم النعمان على مر الزمان.

عكف سنمار على تصميم البناء ووضع فيه كل خبرته وفنه وتصميماته الفريدة حتى خرج على أحسن صورة وهيئة فصار أعجوبة تخطف أعين الناظرين كلما مر به أحد وقف ليشاهد هذه التحفة الفنية المعمارية رفيعة المقام والذوق.

وفي اليوم المحدد الذي قرر فيه النعمان زيارة القصر ليرى بنفسه ما ينقله إليه الناس من أخبار سارة حول القصر، طاف سنمار مع الملك في جميع أنحاء القصر يخبره بكل تفصيلة فيه حتى يشعر ببراعته فيحسن مكافئته وأثناء زيارة النعمان أسر إليه المهندس سنمار بسر فأخبره انه يعرف مكان حجر واحد في ذلك القصر لو أزاله لنهدم ذلك البناء في لحظة واحدة، فسكت النعمان قليلًا ثم سأله، وهل يعرف غيرك يا سنمار مكان ذلك الحجر؟ فقال: كلا يا مولاي احتفظت بهذا السر لنفسي ولم أطلع عليه أحد غيرك.

وفجأة نادى النعمان على جنوده وأخبرهم بأن يأخذوا سنمار ويلقوه من اعلى القصر وسط اندهاش الجميع، ولكن أمر الملك لا مفر منه، وبالفعل ألقي سنمار من اعلى القصر الذي بناه يوم افتتاحه في نفس اليوم الذي ظن أنه سوف يحصل على مكافئة كبيرة على حسن صنيعه ولم يكن يعلم أنه آخر يوم في حياته.

صار سنمار مضرب المثل بعدها بين العامة لكن من يقابل حسن صنيعه بنكران الجميل وخلدت قصته مع النعمان ملك الحيرة وأعجوبته المعمارية قصر الخورنق.

المستفاد من القصة:
لا تقابل المعروف والإحسان بالغدر ونكران الجميل فأعطي كل صانع حقه وأوفي إليه إحسانه فالدنيا يوم لك ويم عليك فإحسن في يومك حتى يحسن الناس إليك فلا يقابل الغدر إلا بالغدر فالنعمان بن المنذر ملك العرب قتل غدًرا كما فعل بسنمار حينما دعاه “خسرو” ملك الفرس إلى وليمة وهو يمكر به، ويقال أن وضع له ولأبنائه السم في الطعام، وقيل مات خنقًا بالطاعون داخل محبسه، وقيل القاه “خسرو” تحت أقدام الفيل فسحقه.

العبرة أنه مات في النهاية غدرًا بعدما ظن أن الدنيا باقية وان الحال باقي لذلك احذر الغدر والخيانة ما بقيت من عمرك.

الوسوم
قصص امثال