إن الاستغفار هو النقطة الفاصلة بين استخدام وقت الفراغ بشكل إيجابي أو سلبي، وأفضل أوقات الاستغفار يكون هو وقت الأسحار، وكان الله عز وجل قد خص المستغفرين بهذا الوقت، وتم ذكرهم في القرآن الكريم، فقال الله عز وجل في كتابه الكريم: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)، وبالتالي فالأسحار هو جوف الليل فهو أفضل وقت من خلاله يتم استجابة الدعاء، وينصح المؤمن دائما بالدعاء إلى ربه وبالاستغفار له، وينصح المؤمن بشكل دائم باستغلال وقت الفراغ بتلك الأمور.
بالإضافة إلى ذلك فإن الاستغفار هو الذكر الذي يصح في جميع أوقات اليوم، ويمكن أن يكون الاستغفار بعد الصلاة ويمكن أن يكون بعد الحج أو وقت الدخول للنوم أو الاستيقاظ منه، فالاستغفار هو الذكر المفيد للمؤمنين وله العديد من الفوائد التي سنذكرها في هذا المقال القصير.
فوائد الاستغفار
إن الاستغفار له العديد من الفوائد التي تتمثل فيما يلي:
ينال المسلم رضا الله عز وجل وتوبته بالاستغفار
يقوم المسلم باستبدال العديد من السيئات بمختلف الحسنات، كما أن الله عز وجل قد أكد لنا أن المؤمن يخلد في الجنة بإذن الله تعالى.
كما أن الاستغفار هو الوسيلة التي تقوم بجلب كل من السرور والفرح للمسلم، بالإضافة إلى أنها تقوم بإبعاد الهم والغم عنهم.
يساهم الاستغفار في زيادة رزق المسلم بالإضافة إلى زيادة الذرية الصالحة
يساهم الاستغفار في زيادة المطر ونزوله بشكل مستمر من أجل زيادة ثمار الأرض، وبالتالي فالأمر يكون له فائدة كبيرة على المجتمع بأكمله.
يعمل الاستغفار على الانشغال بأمور الدنيا السيئة، ويكون هذا الأمر من خلال التزام الاستغفار وترك الغيبة والنميمة والانتقاد الدائم للآخرين.
إن الاستغفار له قدرة كبيرة على هلاك الشيطان وطرده بالإضافة إلى إمكانية الوسوسة للمستغفر.
يستطيع الاستغفار الانتصار على الأعداء، مما يساهم في زيادة القوة بالمجتمع الإسلامي.
أهمية الاستغفار قبل النوم
إن الاستغفار هو واحد من الأعمال التي يجب على كل مسلم أن يقوم بها، وكان الله عز وجل قد حثنا عليها، كما حث مختلف الرسل والأنبياء، وأيضا قام الأنبياء والرسل بتوصيتنا بالالتزام بالاستغفار. ومن الأنبياء الذين أوصونا بالاستغفار هما:
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وكان دائما ما يحث على الاستغفار، وحثنا على الصلاة والسلام وأن يكون هذا الأمر بمقدار مائة مرة، وكان هو يقوم بهذا الأمر حتى يكون قدوة لغيره من المسلمين.
سيدنا نوح عليه السلام، وكان يدعو ربه أن يغفر له وبالفعل استجاب له الله عز وجل وغفر له ولم يكن من الخاسرين، وذكرت تلك الأمور في آيات من القرآن الكريم.
كان النبي شعيب عليه السلام أيضا دائما ما يدعونا إلى الاستغفار.
كيف تحقق امنياتك بالاستغفار
إن الاستغفار هو تلك الوسيلة التي من خلالها يمكننا أن نقوم بتحقيق مختلف الأماني التي نسعى إليها، وكان الله تعالى في كتابه الكريم قد قال: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفَّاراً، يُرسِل السماءَ عليكم مدراراً، ويُمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً)، وبالتالي فيجب علينا جميعا الالتزام بالاستغفار وإحسان الذل والانكسار إلى الله عز وجل، وبالأخص في الثلث الأخيرة من الليل وهي تلك الفترة التي تكون قبل النوم، ويفضل أيضا الاستغفار بعد الفجر.
فمن عجائب الاستغفار أن كل إنسان على وجه الأرض بقلبه مجموعات كبيرة من الأمنيات، ويدعو الله دائما أن يحقق له تلك الأمنيات، ولكن الحقيقة أنه من خلال الاستغفار تصبح تلك الأمنيات أمر سهل ومتحقق، فالشغل الذي يرجو من الله عز وجل أن يحقق له أمنياته يزداد في قربه من الله، ويبتعد عن غضبه، كما أن الاستغفار له العديد من النتائج الإيجابية الملموسة.
فقال ابن تيمية في مسائل الاستغفار (إن المسألة لتغلُق عليَّ، فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل، فيفتحها اللهُ عليّ). كما أن الاستغفار غير معلق بوقت معين، حيث يكون في جميع أوقات الليل والنهار، كما يكون في بعض الأوقات من خلال القبول، وأفضل أوقات الاستغفار كما ذكرنا هي الأسحار، حيث تجد أمنياتك ورغباتك تتساقط مثل الغيث الغزير الذي يبكي المسلم من شدته.
أنواع الاستغفار
أن يقوم المسلم (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه”، وقد قال رسول الله من قاله غُفِر له وإن كان فرَّ من الزحف)، أو يقول أيضا (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني، وكان ابن مسعود قال في الاستغفار: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله، صعد بها ملك، فلا يمر بها على ملأ من الملائكة إلا واستغفروا له حتى يُحيي بها وجه رب العالمين). ولا يتوقف الاستغفار على تلك الصيغ بل أي صيغة يمكن من خلالها لجوء المسلم إلى التوبة من خلال دعوة ربه.