القدوة تعني مدى التأثر بشخصية معينة وتقليدها ومتابعتها والتأسي بها، قد تكون القدوة سيئة أو حسنة ، يحتاج كل فرد في حياته إلى تواجد شخصية ناجحة وإيجابية لمحاولة الاستفادة من تجاربها في الحياة، بهدف تطوير الذات وتحديد القدرات والتوجهات وتنمية النفس بكل جوانبها منذ الصغر وعلى مدار الحياة.
الأطفال هم أكثر الفئات بحثاً واحتياجاً إلى القدوة، فهم في حاجة إلى معرفة الطريقة المثلى لاختيار القدوة، وهذا الدور يجب أن يلعبه بكفاءة كبيرة المربون مع الأطفال، لأنهم بذلك يجنبون الأطفال الوقوع في خطأ اختيار القدوة ويترتب على ذلك الفشل في تجاربهم الحياتية.
أهمية القدوة الحسنة في الحياة
-القدوة الحسنة توفر الكثير من الجهد والوقت على الآباء أثناء تربية الأبناء فهي تساعدهم في عملية غرس القيم الإيجابية بهم.
-عند اختيار الأطفال للقدوة الحسنة فإنهم بذلك يقلدون سلوكها.
-تساعد على توليد جيل يتصفون بصفات وسلوكيات جيدة مثل الصبر والسعي للنجاح بعيداً عن كل الصفات السيئة والمضرة لهم.
-السعي لبناء مجتمع أكثر تماسكاً وقادر على مواجهة كل التحديات الخارجية.
نماذج من القدوة الحسنة
عندما نبدأ الحديث عن اختيار القدوة الحسنة يجب حينها البحث عن من تتطابق أفعاله مع أقواله، فالصدق هو أهم المحاور الرئيسية التي تقوم عليها شخصية القدوة، ومن أهم نماذج القدوة الحسنة:
–الرسول صلّ الله عليه وسلم ، يعتبر رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) القدوة الحسنة الأولى في كل الشخصيات على مدار تاريخ البشرية في كافة ظروف الحياة وجوانبها، فهو من استطاع تبليغ الرسالة بكل أمانة وإخلاص من الله – عز وجل – ، واستطاع أن يصبح القائد الأكثر نجاحاً للناس في الحرب والسلم، فكان القاضي الأكثر عدلاً والمرشد الأكثر حكمة، فقد عرف الرسول (صلى الله عليه وسلم) بإاتصافه منذ الصغر بالأخلاق الحميدة والفاضلة مثل :
الوفاء بالوعد والصدق وتجنب الأمور الخاطئة والمنكرة، كما إنه (صلى الله عليه وسلم) كان أكثر الناس في الإحسان في العشرة مع أهل بيته في التعامل، فكان (صلى الله عليه وسلم ) الشخص الطيب والحنون واللطيف الذي يدخل البهجة والسرور على قلوب زوجاته، كما كان يخصص لكل منهن وقتاً لقضاء حوائجها كلها والنظر والنقاش في أمورهم.
وكان أيضا الرسول (صلى الله عليه وسلم) ممن اتصفوا بالرحمة في التعامل مع الأطفال، فعندما كان يشهد دخول حفيده الحسين عليه كان يلاطفه ويلاعبه ولا ينظر له بعبوس أبداً، حتى اثناء الصلاة كان عندما يسمع طفل يصرخ كان يقصر من قراءة أيات القرآن فلا يطيل بها في الركعات، وحين كان يأتي الوقت الخاص بالعبدة فإنه (صلّ الله عليه وسلم) كان الأكثر التزاماً بها ولا يقصر في أي منها ولا يستخف بها قط، فكان ينظم لكل شئ وقته المحدد.
-من نماذج القدوة الطيبة الحسنة أيضاً الصحابة الكرام أمثال عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وعثمان بن عفان –رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم-.
كيف تكون قدوة
التحلّي بالأخلاق
جميع الدراسات أثبتت أن على القدوة أن يتمسك بالقيم الحميدة والأخلاق، فالأفراد يهتمون ويتطلعون إلى الأشخاص الذين يطبقون الحكم والمواعظ التي يتحدثون عنها، كذلك يتطلعون إلى من يدعمون كل قضية إنسانية، بالإضافة إلى من يسلكون كل الطرق الأخلاقية في التعامل مع كامل الصدق الشفافية.
العمل الدائب
فيظهر دور الشخص القدوة حينما يلتزم بأدواره ينجز مهامه ويستثمر وقته في سبيل تحقيق خططه وأهدافه، فهو ممن لا يستسلم بسهولة بل يجتهد ويثابر ويعمل بجد وجهد عند مواجهة العثرات والعقبات، فالشغف هو الدافع الرئيسي للاستمرارية وإنجاز الأهداف.
التفاؤل والإبداع
يجب أن يكون الشخص القدوة ملهم للأخرين ومصدر إشعاع للطاقة الإيجابية والشعور بالتفاؤل، ونبذ التشاؤم، مع توفر جانب السعي لرؤية الجزء المشرق في كافة المواقف والتحديات الصعبة والعمل على الإبداع والإبتكار في خلق حلول مبتكرة للمشكلات المختلفة.
الثقة والاستقلالية
من أهم ما يميز الشخص القدوة هو توفر جانب الاستقلالية والثقة حيث يتبع ما يورده إليه قلبه، وما يجده صواباً دون الإهتمام لمن يريد إحباطه، وعلى الجانب الأخر هو يمتلك الشجاعة لكي يطلب المساعدة حينما يحتاجها وهو متعاون ويعتمد على غيره بدون تواكل.
التصرف بطبيعية
بغض الطرف عن مدى الشهرة والشعبية التي قد يصل إليها الفرد، إلا إنه من الهام والضروري جداً أن يتصف بالتواضع ويتصرف بتلقائية دون مبالغة ودون تكلف وبدون السعي إلى لفت إنتباه الأخرين بتصرفاته المختلفة، أو السعي إلي إلزام المعجبين على اتباع كافة أفعاله.
إدراك احتياجات الآخرين
يجب على كل شخص قدوة أن يدرك بشكل كامل كافة الاحتياجات الخاصة بالأخرين، ويعد ذلك أمراً هاماً جداً يساعد الشخص لأن يكون بالفعل قدوة يحتذي بها، للوصول إلى تلك المرحلة يجب أن يثق الناس بشكل كامل في هذا الشخص، ويحدث ذلك من خلال تحديد الاتجاه العام بشكل واضح وتحقيق النتائج المرجوة الرئيسية، وتوظيف كافة الإستراتيجيات الهامة التي سبق الإتفاق عليها للوصول إلى النتائج الإيجابية المرجوة.