تعريف الإبداع الحقيقي :- لو تحدثنا عن أي فكرة عبقرية حدثت في التاريخ البشري لأكتشفنا أن أي فكرة منها قد منيت بالكثير من التجاهل علاوة على العديد من العوائق التي توجب على صاحبها اجتيازها إذاً فليس بإمكاننا إلا أن نقول أن الإبداع ليس في الأصل وليد اللحظة.
بل هو عبارة عن نتيجة مجموعة متتابعة من الأحداث ، و الاجتهادات فلحظة واحدة من استيعاب ، و إدارك الأمور بالشكل الجيد تولد كنتيجة لذلك الفكرة المبدعة ، و التي تكون لحظة أقل بكثير من أن نطلق عليها لحظة إبداعية ، و ذلك راجعاً إلى أنها تحتاج إلى الكثير من العمل ، و الجهد بعدها بالإضافة إلى العديد من لحظات الشك او عدم التأكد من صوابها .
ففي حالة توصلنا إلى فكرة مبدعة بالفعل فلا يكون الخوف لدينا من أن يأتي شخص ما ، و يسرقها أو ينشرها بل يكون الخوف الأعلى درجة من أن يأخذها شخص ما على محمل الجد ، و يقوم بتطبيقها ، و تطويرها بينما نتلكأ في الفعل لن الإبداع ليس مجرد الفكرة.
على الرغم من أن الفكرة في الأساس هي عبارة عن جزء هام من الإبداع ، و لكنها ليست كل الإبداع فالإبداع الحقيقي يأتي عن طريق العمل ، و الجهد ، و الأمثلة على هذا متعددة ، و سوف نستعرض بعضاً منها في مقالنا هذا .
نماذج من الإبداع الحقيقي :- يوجد عدداً من النماذج التي تدل على أهمية الإبداع الحقيقي ، و دور العمل ، و بذل الجهد الرئيسي في ، و من تلك النماذج :-
1- الطريق الطويل لـــ تشستر كارلسون) :- تشستر كارلسون هو مخترع ، و فيزيائي أمريكي الجنسية أستطاع أن يقوم بتعليم نفسه بنفسه ، و لعدة سنوات كان غارقاً في الاختراعات ففي نفس الوقت الذي كان يعمل فيه في وظيفة بدوام كامل .
علاوة على ذهابه إلى مدرسة الحقوق ليلاً كان بالإضافة إلى هذا يقوم بالعديد من التجارب الكيميائية في مطبخ منزله ، و التي كانت في العادة ما تنتهي بانفجارات حتى ضاقت به زوجته ، و بناءا على هذا قام بنقل عمله في مكان خاص يقع في الطابق السفلي لمنزله .
و بعد العمل الشاق ، و المتواصل لمدة زمنية قدرها 10 سنوات تكلل عمله بالنجاح ، و ذلك كان بالتحديد في خلال عام 1916 ، و بعد أن تمكن من التعاون مع مؤسسة هالويد ، و لكن لن تتوقف العوائق أو المشكلات التي تواجه عند هذا الحد ، وذلك يرجع إلى أن المنتج المتوقع الذي تم تخصيصه له من جانب المؤسسة .
و لهذا السبب حاولو أن يحصلوا على دعماً مالياً من كبار الشركات في هذا الوقت مثل IBM.GE.Kodak ، و لكن للأسف لم يقتنع أي من هذه الشركات الكبيرة بمساعدتعم مما اضطرهم إلى تعديل الميزانية الموضوعة ، و بالتالي تقليل التوقعات من المنتج ، و مع كل هذا كان جو ويلسوف لا يزال يرى أن هذا المنتج يجمل الكثير من النجاح في المستقبل رغم كل تلك الصعوبات ، و لهذا السبب .
و بدلاً من شراء الماكينات التي يحتاجها إليها قاموا بمشاركتها مع صاحب المكان إذ كانت الماكينات من إحدى أهم الأدوات الرئيسية في تصنيع منتجهم ، و بالفعل عملت هذه الفكرة على تخفيض تكاليف المروع المالية بشكل كبير مما نتج عنه إنتاج الماكينات الخاصة بعمليات الطباعة ، و التصوير ، و التي يعرفها الجميع في عصرنا الحالي .
الليزر غير موثوق به بشكلاً كاملاً ، و لهذا السبب فإن مديره لم يوافق على فكرته بل ، و قام بإيقافه عن العمل ، و لكن ستار كويزر لم يستسلم بل أستغل هذا لصالحه.
حيث أصبح لديه الوقت الكافي للقيام بتطوير استخدام الليزر ، و العمل عليها ، و بعد اكتمال الفكرة لديه قام بعرضها مرة أخرى على المدير ليقوم بطرده مرة أخرى ليذهب هذه المرة للتحدث إلى نائب مدير الشركة ، و يخبره بما توصل إليه فيقبلها النائب بكل سرور بل يقوم بتعيينه مديراً لمركز أبحاث Xerox في كاليفورنيا ، و ليصبح ستار كويز مخترعاً للطابعة التي تعمل بالليزر .
ستيفن سبيلبرغ من إحدى المخرجين العظماء بهوليوود حيث قد تقدم للدراسة بجامعة جنوب كاليفورنيا المتخصصة بالفنون السينمائية لثلاثة مرات متوالية ، و لكن بكل مرة كان يرفض طلبه ، و ذلك بسبب حصوله على درجات منخفضة في دراسته الثانوية بعد هذا قرر أن يحصل على وظيفة بإستديوهات شركة يونيفرسال ، و التي عن طريقها تمكن من إبراز موهبته بالإخراج لتتوالى نجاحاته بعالم الإخراج ، و يصبح من أشهر ، و أنجح المخرجين بهوليوود .
والت ديزني ، و التي بدأت بقيامه بتأسيسه لشركة Iwerks-Disney Commercial Artists المتخصصة بمجال الدعاية و الإعلان ، و كان ذلك بالمشاركة مع أحد من أصدقائه.
و لكن والت ديزني مع الوقت وجد أن الشركة لا تساعده في تحقيق أهدافه مما أضطره إلى ترك العمل بها ، و في عام 1923 م قام بإنشاء شركة Disney Brothers Studio بالاشتراك مع عائلته ، و من هنا بدأ ينتج بعضاً من أفلامه ، و البدء بطريق النجاح .
هارلاند ديفيد ساندرز هو مؤسس سلسلة مطاعم كنتاكي ، و لقد توفى والده ، و هو لا يزال طفل مما أدى إلى تأثر مستوى أسرته المعيشية بشكلاً كبيراً بعدها تخرج من الجامعة.
و في عام 1929 م قام بافتتاح مطعم متخصص في تقديم الوجبات السريعة بولاية كنتاكي الأمريكية ، و لكن بعد مرور خمسة وعشرون عاماً قام ببيعه بثمن بخس بسبب وجود تناقضات بين مجموعة من زبائنه بسبب ابتعاد المطعم عن طريقه السريع ، و لكن تلك الخسارة لم تزد هارلاند ديفيد ساندرز إلا إصراراً جديداً ليواصل سعيه لتحقيق أهدافه ، و طموحاته ، و يصبح لديه 19 ألف مطعم في عدد 118 بلد على مستوى العالم بأكمله إذ لا يمكن لفكرتك أن تظهر إلى النور لمجرد أنها فكرة مميزة فقط بل أنها ستكون في أشد الاحتياج إلى العمل ، و الجهد أو الصعوبات فهذا هو الإبداع الحقيقي .