القدوة هو تقليد المقتدي بشخص يكون المقتدى به في أفعاله وتصرفاته وأقواله ويكون ذلك بكامل إرادته ودون الإجبار أو ممارسة الضغط عليه من أحد ، اليوم أصبح الكثيرين يقتدون بشخصيات معينة ويتابعون أخبارهم وخاصة بعد الانفتاح الهائل في عامل السوشيا ميديا ووسائل التواصل الاجتماعية .

القدوة الحسنة

يعاني بعض الأفراد اليوم من الفراغ سواء الروحي أو العاطفي والافتقار إلى الاهتمام من قبل الآخرين مما يجعله ينطلق للبحث عن شخصيات حتى يقتدي بها ، واختيار القدوة الحسنة يقتضي اختيار الأفاضل من أهل العلم والفكر والدين وقد حثنا الإسلام على الاقتداء بهدي الرسول صلّ الله عليه وسلم قال تعالى في كتابه الكريم {قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} سورة الأحزاب الآية 21 .

قصة عن القدوة الحسنة

النبي صلّ الله عليه وسلم رسولنا الحبيب كان يحكي لأصحابه في بعض الأحيان قصصه ويسرد عليهم أحداثًا وقعت في الزمن الغابر حتى يأخذوا منها العبرة والموعظة ، من بعض تلك القصص التي صحت عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

-ذات مرة كان النبي صلّ الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه يحكي لهم قصة رجلين ، اشترى أحدهما من الأخر أرضًا ، فاشتراها منه فدفع له المبلغ ولما أخذ قطعة الأرض وأرد أ يصلحها حتى يبني فيها وجد فيها جره ذهب مدفونة ، فماذا يصنع هذا الإنسان الذي رباه الإيمان ، أول ما وجد الجرة اتصل بصاحب الأرض ، قال يا هذا وجدت جره في أرضك وأنا إنما اشتريت الأرض ولم أشتري تلك الجرة من ذهب فخذها لك .

تلك كانت قدوة حسنة عن خُلق الأمانة وحسن التعامل والورع والحرص أن يبتعد الإنسان عن الحرام ، فجاءه صاحب الأرض وقال له لا جرة الذهب لك إنما أنا بعتك الأرض بما فيها فاختصما إلى القاضي ليحكم بينهما ويعطي الجرة لمن يستحقها فهدى الله تعالى هذا الحكم الذي يحكم بينهما إلى أسلوب جميل وفقه الله إليه فقال يا هذا هل عندك أولاد فقال الرجل نعم عندي ابن واحد ، فقالت وأنت ماذا عندك من الأبناء فقال عندي بنت واحدة ، قال الحكم إذن زوج الابن من البنت وأعطوهم تلك الجرة من الذهب يتقاسموها بينهم فقالوا رضينا . تلك القصة فيها عبرة عظيمة تعلمنها خلق الأمانة ، والقدوة الحسنة للأمانة ، والورع .

قصة القدوة الحسنة لتربية الأجيال

ها هو صوت الأذان يدوي وأبو أحمد لم ينم بعد وصوت ابنه لم يزل يدوي في أذنيه فطلباته تكثر وتزداد وهو يريد الدفاتر والأقلام الجديدة مثل أصدقائه أدى صلاته ثم جلس ينظر إلى ولديه أحمد وليلى اللذان يغطان في نوم عميق وكل منهما قد غطى بغطاء صغير قديم قبلهما بحرارة ونظر للحائط حيث صورة ولدية والضحكة تملأ وجهيهما .

فتنهد أبو أحمد تنهيدة عميقة بعد أن فاض قلبه ألمًا فبجانب طلبات ولديه فهناك أيضًا الكثير من متعلقات المنزل التي لم يستطيع تأمينها لأن عمله لا يجلب له المال اللازم حتى يعيل أسرته فهو يعمل على عربة قديمة ، عربة تحمل آلة صغيرة لصنع الحلوى حلوى عزل البنات .

وبدأ يفكر في ماذا يصنع ليغير حاله كيف يسعد زوجته الصبورة والتي تعلم حالة ولا تشتكي وكيف يدعم ولديه كي يدرسا ويكبرا فيكونا فاعلين بالمجتمع وكيف يحسن وضع أسرته وعندها رفع يديه للسماء ودعا الله تعالى أن يفرج هذا الكرب وفجأة ظهر عليه علامات الجد وقرر أن يحسن عمله ويجدد عربته فاتجه نحو العربة وبدأ في تجديها لتكون جاهزة لخروج الأطفال من المدارس كانت نتيجة التجديد رائعة للغاية ، وخرج من منزله متفائلًا فركض الأطفال نحوه لشراء الحلوى وعاد لمنزله محملًا بالمال لأهله ويومًا بعد يوم بدأت الظروف تتحسن وكان طموحه يزيد ويعمل بجد وينتج أكثر وبعد عدة سنوات شيد مصنعًا للحلويات بفضل العمل الجاد والإصرار على النجاح . كان من النماذج الحسنة لأولاده وغيره بفضل إصراره على النجاح واصل كفاحه حتى شيد مصنعًا كاملًا بنفسه .