صفية بنت حيي بن أخطب زوج رسول الله، من بني النضير، تزوجها رسول الله صل الله عليه وسلم سنة سبعة من الهجرة بعد فتح خيبر، وكانت بنت ألد خصومه وأعدائه في اليهودية حيي بن أخطب، إلا أنها أظهرت من الود والحب لرسول الله ما جعله يمسك عليها ويكرمها بين نسائه رضي الله عنها .

قصة زواج أم المؤمنين صفية من رسول الله:
في السنة السابعة من الهجرة جاء فتح خيبر بالخير على المسلمين بعد العداوة الشديدة التي أبداها اليهود ونقضهم للعهود والمواثيق مع النبي صل الله عليه وسلم، وقد جاء النصر حليفًا للمسلمين وسبيت النساء، وتم تقسيم الغنائم فوقعت صفية في سهم الصحابي الجليل دحية وكانت ابنة حي بن أخطب أشد أعداء رسول الله صل الله عليه وسلم، وقد قتل في الغزوة.

قام رسول الله بشراء صفية من الصحابي دحية رضي الله عنه، وأعتقها لوجه الله وتزوجها، ودخل بها في طريق العودة إلى المدينة، ولكن لشدة خوف أبو أيوب الأنصاري من غدر صفية برسول الله وذلك بأن يكون في قلبها شيء من قتل أبيها فظل أبو أيوب قائمًا على حراسته طوال الليل، حتى جاء الصباح.

حب صفية لرسول الله صل الله عليه وسلم:
أحبت صفية رسول الله حبًا شديدًا ولم يكن في قلبها غير الحب لرسول الله وذلك أنه لما أراد رسول الله أن يدخل بها وكانوا مازالوا على قرب من خيبر رفضت، واستجاب لها رسول الله، ولكن عندما وصل الصهباء وأراد الدخول ها وافقت مرحبة، فسألها رسول الله عن سبب امتناعها في المرة الأولى، فقالت له: خشيت عليك من غدر اليهود، فوقع حبها في قلب رسول الله، وقال لها صل الله عليه وسلم: «لم يزل أبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله» فقالت: يا رسول الله إن الله يقول في كتابه العزيز : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر:18]، فقال لها رسول الله صل الله عليه وسلم: «اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك»، فقالت: «يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك وما في اليهودية أرب، ومالي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إلى من العتق وأن أرجع إلى قومي»، فأمسك عليها رسول الله.

سبب زواج رسول الله من صفية ابنة ألد أعدائه:
تزوجها رسول الله إكرامًا لها لمكانتها عند اليهود فلم يسمعها في أبيها ما تكره، وكان رسول الله يكرمها ويعززها ولا يقبل لها بالمعايرة أو الذلة كونها ابنة يهودي، ويروى أن صفية بلغها أن حفصة زوج رسول الله قالت: بنت يهودي، فبكت صفية فدخل عليها النبي صل الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة أني ابنة يهودي، فقال النبي صل الله عليه وسلم: «وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك؟» ثم قال لحفصة: اتقي الله يا حفصة، ويروى أنه صل الله عليه وسلم هجر زينب بنت جحش ثلاثة شهور لأنها فعلت نفس الفعلة وعيرت صفية باليهودية.