تعد نعمة الحمل وإنجاب الأطفال من أهم تلك النعم الإلهية التي وهبها المولى عز وجل للإنسان فالأطفال هم زينة الحياة الدنيا فبراءتهم وحركاتهم الطفولية يقوم ببعث الفرح والسرور في النفس والإنجاب هو فطرة إنسانية وخصوصاً عند السيدات فالأمومة هي تلك الرغبة والفطرة الأساسية الموجودة لدى أي امرأة ، ولكن يجب أن تكون عملية الإنجاب للأطفال عملية مرتبة ومنظمة فالمعروف عن الأطفال بشكل عام احتياجاتهم المتعددة وخصوصاً في سنين ميلادهم الأولى ، والتي يكونون فيها في أشد الاحتياج إلى الرعاية والاهتمام بشكل غير محدود ومرهق للغاية للوالدين ، ولا سيما الأم التي يكون هذا العبء ملقى عليها بشكل أكبر من الرجل ، ولذلك فأن عملية تنظيم الأسرة هي تلك العملية الضرورية والهامة والتي لها العديد من الفوائد الكبيرة التي تعود على الأسرة ، فعملية تنظيم الأسرة هي تلك العملية المقصود منها التخطيط لذلك الوقت اللازم للمباعدة بين حمل ، و أخر من جانب الأم وذلك يكون من خلال العديد من الوسائل مثال الحبوب الخاصة بمنع الحمل أو استخدام الواقي لكلاً من الزوجين أو تركيب اللولب أو القيام بإزالة المبيضين لدى المرأة أو حتى استخدام موانع الحمل الطبيعية مثال تحديد موعد الإباضة الخاص بالمرأة أو تحديد فترات الجماع ، وذلك بالنسبة لدورتها الشهرية والتي من خلالها يتم تحديد أفضل وقت لتلقيح فيه أي حدوث الحمل لها ، و بالتالي يتم اجتنابه من جانب الزوجين ، و ذلك لمنع حدوث الحمل .
فوائد تنظيم الأسرة
:- يوجد العديد من الفوائد لتنظيم الأسرة و منها :-
أولاً :- حصول الأم على فترة الراحة اللازمة لها فمن المعروف أن الحمل والولادة هي عملية مرهقة وتستهلك جسم الأم وصحتها فالجنين في الأساس يقوم بأخذ ما يحتاج إليه من عناصر ومواد غذائية من جسم أمه ، و إذا لم تقوم الأم بتعويض ذلك الفقد في جسمها فأنها من الأكيد سوف تعاني من نقص تلك العناصر الغذائية في جسمها ، و مع تتابع وتقارب الولادات سوف تزيد تلك النسبة من الفقد بشكل عالي في جسم الأم مما قد يؤدي بالأم إلى الإصابة بالكثير من المضاعفات والأمراض الناتجة عن هذا الخلل هذا علاوة على حاجة الطفل بعد ولادته إلى الكثير من العناية والاهتمام من جانب الأم وتتالى الولادات سوف يعني للأم ضعف قدرتها على القيام ببذل ذلك المجهود العالي الذي تقوم به من رعاية لطفلها .
ثانياً :- تمكن الطفل من الحصول على حقه الكامل من رعاية واهتمام أمه به وكثرة الأطفال نتيجة الولادات المتقاربة تلك من جانب الأم بالتأكيد ستخصم من نسبة اهتمام أمه به ، و ذلك راجعاً إلى كثرة عدد أخوته المحتاجين أيضاً للرعاية .
ثالثاً :- خفض وفيات الرضع وذلك نتيجة ضعف الأم في غالبية الحالات فعملية تنظيم الأسرة من أهم تلك الأمور الكفيلة بتباعد الأحمال وهي بالتالي ستكون من أكبر العناصر فاعلية في القيام بخفض معدلات ونسب وفيات الرضع والتي بدأت في الزيادة بوتيرة عالية في جميع أنحاء العالم.
رابعاً :- تحقيق عامل التوازن المالي في دخل الأسرة فمن المعروف أن الأسرة تحتاج إلى الكثير من أشكال المصروفات وكل طفل في حد ذاته بها له ميزانية خاصة به يلبي منها احتياجاته ومع ازدياد أفراد الأسرة سوف يزيد بالطبع العبء المادي الملقى في الغالب على رب الأسرة وتزداد حاجته إلى المال وبالتالي يزيد حجم جهده المطلوب منه ، وذلك حتى يستطيع أن يقوم بتزويد عائلته بكل ما تحتاجه من احتياجات .
خامساً :- توفير الحماية للمجتمع ككل من العديد من المشاكل ، فمن المعروف أن زيادة عدد أفراد الأسرة ، و ذلك دون تنظيم سوف يعني زيادة أعداد أفراد المجتمع ككل فالأسرة هي المكون الأساسي للمجتمع وبالتالي وكنتيجة لتلك الزيادة في العدد من الأفراد في المجتمع سيلقي على الدولة عبأ أكبر ، و ذلك من خلال قيامها بتوفير الخدمات بأنواعها للأفراد ، و في بعض الأحيان عند زيادة تلك الأعداد لحد كبير سوف تعجز الدولة عن توفير الخدمات والاحتياجات لأفرادها بشكل جيد ، مما من الممكن أن يتسبب في إتباع بعض الأفراد لطرقاً غير شرعية وملتوية لكي يتمكنوا ما توفير ما يريدونه من احتياجات مثال جرائم السرقة ، و غيرها من الجرائم التي تشكل خطورة على المجتمع ككل .
موقف الدين الإسلامي من قضية تنظيم الأسرة
:- الدين الإسلامي قد شجع على عملية تنظيم الأسرة ، و ذلك لما لها من فائدة كبيرة ، و لكنه حرم عملية تحديد النسل فقد جاء قول المولى عز وجل فيما معناه أن الحمل والولادة والإرضاع يكون في مدة عامان ، و لذلك فأنه يوجد فرقاً كبيراً بين تنظيم الأسرة ، و هو ذلك الأمر المشروع والمستحب في الدين الإسلامي وبين تحديد النسل المحرم فيه ، و الدين الإسلامي قد حث المسلمون على الإنجاب و التكاثر ولعل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (تكاثروا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) .