كثير من الآباء والأمهات يعاقبون أطفالهم في الأماكن العامة، وأمام الأخرين من أصدقائهم وكثيرا ما يفعلون ذلك بطريقة تخجل الأطفال، وتجعلهم يتعرضون للكثير من المشاكل النفسية.
الأضرار النفسية لعقاب الطفل أمام أصدقائه
الخجل والانطواء وفقدان الثقة بالنفس
يتسبب عقاب الابوين للطفل امام اصدقائه في أن يجعله شخص متحفظ وخجول ولا يحب الاختلاط بالآخرين، وعند تكرار هذا السلوك بشكل مستمر يصبح الطفل شخصية كئيبة ولا يحب التعامل مع اصدقائه ورفاقه ولا يحب تكوين أي علاقات جديدة، ويشعل بفقدان الثقة بنفسه وبالاخرين.
الحاق الضرر بالآخرين
سيحاول الطفل أن يقوم بإلحاق الضرر بالأطفال الأخرين بأي طريقة، سواء كانت بالضرب أو من خلال المضايقات الكلامية، فبعد فترة من عقاب الابوين للطفل أمام أصدقائه والآخرين سيلاحظ الآباء أن الطفل أصبح أكثر عنفا واصبح يضرب الأطفال الاصغر سنا في المدرسة وغيرها الكثير من السلوكيات العدوانية والعنيفة.
أخذ موقف من الأبوين
مع تكرار عقاب الابوين للطفل أما أصدقائه يأخذ كوقف سلبي منهم، وقد يصل الأمر إلى أن يراهما كالأعداء ويكرههما، مما يؤثر على علاقته الاسرية، فيصبح أكثر حقدا وأكثر تمردا، ويظل يتذكر عقاب الأبوين له ومدى الاهانة الذي تعرض لها بسببهما.
التبلد في المشاعر
في البداية يخاف الطفل من سخرية أصدقائه ويخاف أن يتطاولوا عليه ويسخروا منه، ولكن مع استمرار تلقى العقاب أمامهم يعتاد الامر ويصاب بتبلد وبرود ولا يهتم بذلك الأمر، حيث يشعر الطفل أنه مكروه ومنبوذ من الجميع خاصة عندما يقارن بينه وبين أصدقائه في ذلك الموقف.
الكذب
الأطفال الذين يتلقون العقاب أمام رفاقهم ومن هم في نفس عمرهم يمارسون الكذب بشكل كبير حتى يستطيع الهروب من العقاب، لأن العقاب والتوبيخ أمام الأخرين يجعله يخاف من عقاب جديد واهانة علنية فيمارس الكذب على نطاق واسع.
لن يمنعه ذلك من تكرار الخطأ
عقاب الطفل أمام أصدقائه سواء في المنزل أو في الاماكن العامة امام الاخرين لن جعله يمتنع عن تكرار هذا الخطأ مجددا، لأنه ليس في المكان المناسب للصراخ والعقاب، حيث لا يفكر الطفل في ذلك الوقت سوى بالإهانة التي يشعر بها ولن يتذكر سبب العقاب، ولكن يكفي اخباره أ يقوم بسلوك خاطيء وأن عليه التوقف عنه إلا وأنه سيخضع للعقاب في وقت لاحق .
كيفية التعامل مع اخطاء الابناء أمام أصدقائهم
التحدث على جانب
يفضل عندما يخطأ الطفل أثناء وجود رفاقه وأصدقاه أن يقوم أحد الوالدين بالتحدث مع الطفل على جانب بدون أن يستمع إليهما أحد، واخبار الطفل أنه يتصرف بشكل غير لائق وسيكون الطفل أكثر تقبلاً للتوجيه.
الانتظار حتى العودة إلى المنزل
إذا لم يكن من الممكن الانفراد بالطفل والتحدث معه، فيفضل الانتظار حتى العودة إلى المنزل، والحافظ على الهدوء العام ومقاومة رغبة توجيه أي عتاب أو عقاب للطفل أما اصدقائه.
التحكم في الغضب
عندما يتصرف الأطفال بطريقة غير ملائمة يصبح من الصعب على الآباء الحفاظ على أعصابهم، ولكن في حالة فقدان هدوئهم يجعل الوضع أسوأ ويسبب اضطراب للجميع، لذلك يفضل رفض تصرفات الطفل بطريقة هادئة وحازمة.
التحدث بصوت منخفض
يجب عدم التحدث على السلوكيات الخاطئة بصوت عال حتى لا يتعرض الطفل لإحراج، فعندما يتخطى الطفل حدوده يجب التحدث معه بطريقة هادئة وبصوت منخفض.
تجنب إهانة الطفل
إهانة طفلك يضره ويفقده الشعور باحترام الذات ويجعله ينسحب من الخرين، لن يساعده ذلك أبداً على إدراك أنه كان مخطئًا وأن الذي حدث كان لتعديل سلوكه.
من المهم أن يتذكر الآباء والأمهات أن عقاب الطفل أمام أصدقائه ليس طريقة فعالة لتعديل السلوك. بدلاً من ذلك، يمكن أن يؤدي إلى عواقب نفسية ضارة طويلة المدى.