صلة الرحم أمر واجب وقاطعها آثم وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم قال الله تعالى : «« أنا خلقت الرحم ، وشققت لها اسما من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها قطعته ، ومن بتّها بتته »» [أخرجه أحمد وأبو داود عن عبد الرحمن بن عوف].
حكم صلة الأرحام
لا خلاف حول أن صلة الرحم واجبة وإن وقطيعتها ذنب ومن أكبر الذنوب، وقد أكد الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة القرطبي والقاضي عياض وغيرهما ، قال القاضي عياض رحمه الله: “لا خلاف أن صلةَ الرحم واجبةٌ في الجملة ، وقطيعتها معصية كبيرة ، والأحاديث تشهد لهذا ، ولكن الصلة درجات ، بعضها أرفع من بعض ، وأدناها: ترك المهاجَرة ، وصلتها بالكلام ، ولو بالسلام ، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة ، فمنها واجب ، ومنها مستحب ، لو وصل بعض الصلة ولم يصِلْ غايتها ، لا يسمى قاطعًا ، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له ، لا يسمى واصلًا”. [مسلم بشرح النووي].
معنى صلة الرحم
صلة الرحم هي المعاملة الطيبة والإحسان إلى الأقارب وتقديم كل المساعدات التي يحتاجون إليها ، وتقديم ما أمكن من الخير لهم بالإضافة لدفع ما أمكن من الشر عنهم.
قصص الصحابة عن صلة الرحم
ولقد عرف أصحاب نبي الله أهمية صلة الرحم فدعوا المؤمنين لها وحافظوا هم عليها ووجهوا إليها ، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال كما في البداية والنهاية: «« أوصيكم بصلة الرحم ، فإنها مثراة في المال منسأة في الأجل محبّة في الأهل »» ، وقال أيضا: «« ألا وقولوا الحق تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم ، وصلوا رحم من قطعكم ، وعودوا بالفضل على من حرمكم »»
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “لما نزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بني كعب بن لؤي ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها”
جاء صحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال: «« يا رسول الله ، إن لي قرابةً أَصِلُهم ويَقطعونني ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ ، وذكر ثالث ، أَصِلهم فلا يقابلون هذه الصلة بالصلة ، أحلم عنهم فيجهلون عليَّ ، يُخطؤون فأُبادر بالحلم ، ولا أقابلهم بما هم فيه من الخطأ ، بل أحلم عنهم ، أُبادر بالحلم ، الحلم الذي يجعلني أتغاضى عن هذه الإساءة ولا أقابلها بمثلها ، والثالثة قال: أُحسن إليهم ، ويسيئون إليَّ ، يقدِّم لهم سُبل الإحسان ، فيقابلونها بالإساءة ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، خالفوا هذا الأصل العظيم. »» لما عرض هذه الأمور الثلاثة ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «« إن كنت كما تقول ، فكأنما تُسفهم الملَّ ، ولا يزال معك عليهم من الله ظهير ما دُمت على ذلك »».
فائدة صلة الرحم
_ هي صلة مابين الله وعبده قبل أن تكون بين الواصل وأقاربه
_ من يؤدي صلة الرحم فهو يؤمن بالله واليوم الآخر
_ من الأسباب القوية لدخول الجنة صلة الرحم
_ صلة الرحم تشهد لصاحبها يوم القيامة
_ من يصل رحمة فقد أمتثل لأوامر الله سبحانه وتعالى وتوجيهات رسول الله
_ من أحب الأعمال إلى الله صلة الرحم والتواصل بين الأهل والأقارب ، وعدم الهجر والقطيعة
_ صلة الرحم من أهم فوائدها إنها سبب في زيادة العمر وبسط الرزق.
_ صلة الرحم تدفع ميتة السوء
_ الله سبحانه وتعالى من الأمور التي يعجل في ثوابها في الدنيا ويعجل أيضا بعقابها هي صلة الرحم
_ صلة الرحم تعمل على الترابط الأسري ، وهي سبب للمحبة بين الأهل والأقارب ، وهي تساعد على المشاركات الاجتماعية والتكافل فيما بعضهم البعض
_ صلة الرحم من يتحلى بها فقد نال أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة
ما هي أسباب عدم صلة الرحم
_ طبعا الجهل بثواب الله للشخص الواصل لرحمه وجهله أيضا بالعقاب
_ العتاب الشديد والمتكرر تجعل الشخص لا يريد أن يكرر الزيارة
_ في بعض الأحوال يكون تقليد للوالدين
_ العند بين الناس
_ الكبر ممكن أن يكون الشخص غنيا فيتكبر على أهله وأقاربه
_ ضعف الوازع الديني عند الشخص فلا يهتم بثواب ولا يهتم بعقاب فالنصوص القرآنية كثيرة التي تهدد بالوعيد لقاطع الأرحام كما يدل عليه قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾ [الرعد: 21] وقوله سبحانه مهددًا قطعةَ الرحم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22 ، 23].