قدمت سورة النساء عدد كبير من التفاصيل و الأحكام التي وردت في الدين الإسلامي ، تلك السورة العظيمة التي وصفت أسمى صور العلاقة الزوجية ، و عملت على ترك نصائح تخصها و تعمل على إصلاحها .

سورة النساء
سورة النساء هي سورة مدنية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته للمدينة المنورة ، و هي سورة ملائمة لكافة التفاصيل و الأحكام التي وردت في الشريعة الإسلامية ، و قد تناولت هذه السورة تفاصيل الحياة الزوجية من كافة الجوانب ، بداية من إرساء القواعد التي تعتمد عليها إنشاء الحياة الزوجية ، وصولا إلى تلك المشاكل التي تواجه هذه الحياة .

تفاصيل سورة النساء
– بدأت سورة النساء بالإشارة إلى خلق المرأة ، و أنها هي و الرجل خلقوا من نفس واحدة ، و أن على الرجل أن يحنو على المرأة و يعطف عليها ، و ذلك اعتماد على الآية الأولى من سورة النساء في قوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)

– انتقلت بعد ذلك السورة الكريمة إلى الحديث عن الزواج ، ذلك الأمر الذي هو سبب بقاء الإنسانية و أساس عفة الإنسان و طهارته ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3) ، و ربما كان ذلك بهدف العفة أو أن الهدف هو تقليل نسبة العنوسة و الفقر ، مع حفظ العدل بين الزوجات ، و جدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم وصفا بعد ذلك للأمور التي تنكح لها المرأة .

العدل بين النساء
شهدت هذه السورة العظيمة العديد من الصور الخاصة بالعدل بين النساء ، هذا العدل الذي لم يشمل تعدد الزوجات فقط ، و إنما العدل حتى في معاملة امرأة واحدة ، فالمستهل كان للحديث عن تعدد الزوجات ، و انتقلت بعدها الآيات للحديث عن ترك الزوجة كالمعلقة ، هذا الأمر الذي نهى عنه الله جل وعلى ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129) ، تلك الآية التي حملت الحديث عن عدم العدل بين الزوجات و بين الإصلاح و التقوى في معاملتهم .

الصداق و المهر
من بين الأمور التي تحدثت عنها تلك السورة العظيمة ، الحديث عن مهر الزوجة و صداقها ، و ذلك في مستهل السورة في قوله تعالى ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ ) ، و في موضع آخر في نفس السورة تحدث الله جل وعلى عن موقف الزوجين من المهر عند الطلاق ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (20) .

القوامة
تحدثت الآيات أيضا عن كون الرجل قوام على المرأة ، و حددت الأمور التي تعتمد عليها القوامة ، و أن القوامة هذه ليس معناها الاستبداد و التعسف ، فالقوامة أساسها الإنفاق و التفضيل ، و لكن في المقابل في آيات من سور أخرى تحدث الله جل وعلى عن أن المرأة لها مثلما عليها ، كذلك انتقلت الآيات للحديث عن حسن العشرة بين الأزواج ، و ذلك في قوله تعالى ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ ) ، كذلك تحدثت الآيات عن نشوذ الزوجة و إخراجها لأسرار الزوجية ، بل و تقدمت بحلول لهذه الأمور و علاج لها .