الخوف هو ردّةُ الفعل التي تَظهر على الفردِ في بعض المواقف التي يتعرّض لها، وذلك لخلق سلوك دفاعي لوصوله إلى حالة من الاستقرار، فهو سلوك طبيعيّ يَظهر عند الأطفال ويبدأ في سن ستة أشهر، ويتمثَّل في بدايته بالأصوات الفُجائية المرتفعة وفُقدان الطفل لتوازنه. يتدرّج سلوك الخوف وتتنوّع طبيعته كلّما تقدّم الطفل بالسن؛ حيثُ يكون مقبولاً إلى حدٍ معين وفي حال زادت حدِّيَّته وطُرق التعبير عنه أصبح يُشكّل عائقاً لسير حياة الطفل بشكل مستقر خالٍ من الأمان مليئاً بالتوتر، ويتشكّل هذا السلوك بمجموعةٍ من الاستجابات الانفعالية للمثيرات الخارجية التي تحدث في البيئة المُحيطة للطفل، وتختلف هذه الاستجابات من طفلٍ لآخر ومن فترةٍ زمنية لأُخرى.

الخوف عند الأطفال

الخوف هو شعور طبيعي يشعر به الإنسان منذ لحظة الولادة وهو حالة انفعالية تحدث للإنسان تجعله يأخذ احتياطاته ويفكر قبل التصرف في فعل الشيء.

تختلف أسباب الخوف عند الأطفال على حسب تكوينهم النفسي، التربية، التنشئة الأسرية، العوامل الاجتماعية وغيرها من العوامل التي تشكل الشعور بالخوف عند الطفل وتختلف من طفل إلى آخر.

أسباب الخوف الداخلي عند الطفل

هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى وجود الخوف الداخلي لدى الطفل ومنها:

1- معاملة الأهل السيئة للطفل تؤدي إلى توليد الخوف في داخل نفسية الطفل؛ مثل التهديد، العقاب، الضرب وغير ذلك من الأساليب السلبية في التربية.

2- مشاهدة الطفل بالأفلام المرعبة أو الصور المخيفة، أو سرد أحد الأشخاص له بعض القصص المخيفة، كل هذه الأمور تدخل خوف داخلي في الطفل وقد يكبر معه الخوف من بعض الأشياء إلى مراحل متأخرة من العمر.

3- افتقاد الحب والعطف من الأب والأم، بسبب انفصال الوالدين أو توفي أحد الوالدين، أو أي سبب يؤدي إلى بعد الطفل على والديه يتسبب لدى الطفل في الشعور بالخوف بالإضافة إلى توليد مشاعر الكراهية والبغضاء في داخله.

4- الخوف المعدي، وهذا النوع من الخوف ينتج نتيجة التأثر بالآخرين، فلو مثلا رأى الطفل أن أمه تخاف من حيوان ما، فسوف يخاف هو الآخر من نفس الحيوان حتى وأن كان لا يخاف منه من قبل.

5- الخوف المبالغ فيه من الأهل على أطفالهم وهذا يظهر عند مرض الطفل، أو إصابته بجرح أو ما شابه ذلك، فإن إظهار الخوف المبالغ فيه يدخل في نفس الطفل التوتر والخوف.

6- وجود الطفل في جو أسري تسوده المشاجرات والمشاحنات بشكل مستمر وخاصة بين الأب والأم، كل هذا يؤثر بشكل سلبي على الطفل ويؤدي إلى شعوره بالخوف.

علاج الخوف عند الطفل

هناك عدة طرق يمكن بها التخلص من الخوف الداخلي للطفل ومنها:

1- خلق جو أسري هادئ بعيد عن المشاحنات والخلافات؛ لأن هذا يعزز ثقة الطفل بنفسه.

2- للوالدين دور كبير في مساعدة الطفل على التخلص من الخوف من خلال إعطاء الطفل المزيد من العطف والاحتواء مما يعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتخلصه من المخاوف التي في داخله.

3-تدرج الطفل في التخلص من الخوف، فلو كان الطفل مثلا يخاف من الظلام؛ فيمكن أن نبدأ في تقليل الإضاءة بشكل تدريجي حتى يتخلص الطفل من الخوف من الظلام، ويطبق هذا الأمر مع باقي الأمور التي يخاف منها الطفل.

4-الابتعاد عن تهديد الطفل بالعقاب المخيف مثل ما يفعل الكثير من أولياء الأمور.

5-تجنب مشاهدة الطفل على أفلام الرعب والكارتون الذي يحتوي على أشياء مخيفة وأي شيء يمكن مشاهدته ويؤدي إلى خوف الطفل وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة؛ لأن قدرة الطفل على الخيال واسعة في هذا المرحلة، ويصعب عليه التفرقة بين الخيال والحقيقة.

6-من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها وعدم إغفالها هو تحصين الطفل بالأدعية والآيات القرآنية التي تحصن الطفل من الخوف وتهدئ من نفسيته، كما يجب تحفيظ الطفل بعض الآيات القرآنية التي يمكن له أن يقولها عند شعوره بالخوف حتى يتم التخلص من الخوف بشكل نهائي.