يعرّف الفطام ببدء الطفل تدريجيًا بالتأقلم مع طعام الكِبار، وابتعاده عن حليب الأمِّ، وتختلف هذه العملية من مجتمعٍ لآخر، تبعًا للمعتقدات السادئة، ولكنّها غالبًا ما تتأثر باحتياجات الطفلِ المتعلقة بنموه وتطورهِ، مما يضفي طابعًا من المسؤوليّة على عاتق الأسرة، وذلك لضمان تناول الطفل لاحتياجته من الحصص الغذائية الكافية والصحيّة، وعدم حدوث مشاكل متعلقة بالهضم كالإسهال أو نقص الوزن، وأثناء هذه الفترة يميل الأطفال للتحركِ بصورةٍ أكبر، واتخاذ مظهرٍ من الاستقلالية عن الأم، بالإضافة إلى حدوث تواصلٍ أكبر وأوثق مع مكونات البيئة المحيطة بما فيها الجراثيم، مما يعزز جهازه المناعيّ، كما يتدرج إجراء الفطام من الشهر الرابع إلى السادس من عمر الطفل، وفي الآتي سيجيب المقال عن سؤال رضاعة الطفل بعد الفطام.

الرضاعة للطفل بعد الفطام

هناك العديد من العوامل التي تؤثر في إمكانية العودة للرضاعة الطبيعية، حيث أنه في ظل ظروف معينة سوف يكون من الممكن لكي العودة وإرضاع طفلك مرة أخرى، والعوامل التي تؤثر على هذا الأمر هي:

– عمر الطفل من أهم العوامل التي تؤثر في هذا الأمر، حيث أنه لو كان عمر الطفل أقل من أربعة أشهر فسوف يكون من الممكن لكي أن تعودي للرضاعة الطبيعية مرة أخرى بعد التوقف، أما لو كان عمره أكثر من ستة أشهر فسوف يكون الأمر أكثر صعوبة، كما أنه من الممكن إطعام الرضيع لبعض الأطعمة البسيطة، ولهذا فلست في حاجة للعودة للرضاعة الطبيعية.

– كمية اللبن لديكي من العوامل الهامة والمؤثرة في هذا الأمر، حيث أنه هناك سيدات يكون اللبن لديهن قليل في الأساس، ويتم إفرازه بكميات لا تكفي الطفل، فعند توقف الرضاعة فسوف يتوقف إفراز اللبن لديهن، وبالتالي لن يكون من السهل العودة للرضاعة الطبيعية بعد الفطام، بل وسوف يصبح الأمر مستحيل.

– كون الطفل قادر على الحصول على العناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها جسمه من أطعمة مناسبة لعمره، فهذا يجعل العودة للرضاعة الطبيعية أمر لا فائدة منه، ولست في حاجة له.

– الأم نفسها وطبيعتها من أهم العوامل التي تؤر في موضوع الرضاعة الطبيعية، فلو كانت الأم تمتلك العزيمة والإصرار على إرضاع طفلها طبيعيا فسوف تحقق ما تريد، أما لو كانت إرادتها ضعيفة فسوف تمل سريعا ولن تحاول بما يكفي.

– المدة التي توقفت فيها الأم عن الرضاعة الطبيعية تعد من أهم المؤثرات في موضوع العودة لها مرة أخرى، حيث أنه كلما طالت فترة إيقاف الرضاعة الطبيعية كلما كان من الصعب عليها معاودة مرة أخرى لها.

– في فترة التوقف المؤقت عن إرضاع الطفل لابد على الأم من شفط اللبن من ثديها بمضخات شفط اللبن، حتى يتم تحفيز إفراز اللبن، وحتى لا يتوقف الثدي عن إفراز اللبن ويصبح العودة للرضاعة مرة أخرى أمر مستحيل.

نصائح من أجل العودة للرضاعة الطبيعية بعد التوقف

– لابد على الأم أن تكون صبورة ولا تمل من عرض ثديها على الطفل كل ساعتين، كما يجب عليها أن تعلم أنه لا يوجد طفل مثل الأخر، فمن الممكن أن يعود الطفل للرضاعة الطبيعية على الفور أو قد يتطلب الأمر منها شهرا أو أكثر حتى يعود طفلها مرة أخرى للرضاعة الطبيعية.

– هناك بعض الأغذية التي تساعدك في العودة للرضاعة الطبيعية وتساعد في تحفيز إنتاج اللبن لديكي مثل الأطعمة الخضراء والفواكه، وبعض أنواع الأعشاب مثل الحلبة.

– عندما توقفي الرضاعة بصورة مؤقتة وتلجأي لإستخدام الحليب الصناعي فيفضل إطعامه للطفل في كوب مخصص للأطفال، لأن إستخدام زجاجة الرضاعة أمر يزيد من صعوبة العودة مرة أخرى للرضاعة الطبيعية.

– حتى لا يتوقف إفراز اللبن لديكي لابد من شفط اللبن في فترة التوقف عن الرضاعة بصورة مستمرة، حتى يتم تحفيز إنتاج اللبن لديكي.

أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل

– الرضاعة الطبيعية هامة جدا للطفل ومن أجل نموه بصورة طبيعية، حيث أن لبن الأم يحتوي على العناصر الهامة واللازمة لنمو الطفل.

– لبن الأم هام جدا لصحة الجهاز الهضمي للرضيع، حيث يحتوي على عناصر تساعد في إكتمال نمو الجهاز الهضمي.

– يساعد حليب الأم في تقوية مناعة الطفل، حيث يحتوي على مركبات تساعد في تطوير الجهاز المناعي للطفل وتقويته، وتساعد في حماية الطفل من العديد من الأمراض المعدية.

– تساعد الرضاعة الطبيعية في تطوير الجهاز البصري والسمعي للرضيع، كما تساعد في تنشيط المخ وزيادة معدلات الذكاء للطفل.

أهمية الرضاعة الطبيعية للأم

– إرضاع الأم لجنينها يساعدها في شفاء الرحم بسرعة، حيث تساعد الرضاعة الطبيعية في إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد في تقلص الرحم، وبالتالي يساهم في عودة الرحم لوضعة الطبيعي.

– الرضاعة الطبيعية تقلل من فرص إصابة الأم بالإكتئاب الذي يلي الولادة، حيث تتعرض الكثير من السيدات لـ إكتئاب الحمل والولادة بسبب التغيرات الهرمونية، ولكن الرضاعة الطبيعية تحارب هذا الأمر.

– تساعد الرضاعة الطبيعية الأم على خسارة الوزن الذي إكتسبته بسبب الحمل.

– تساهم الرضاعة الطبيعية في وقاية الأم من العديد من الأمراض، حيث تساعد في وقايتها من الإصابة بالسمنة كما تقلل من فرص إصابتها بأمراض القلب والأوعية الدموية.

– الرضاعة الطبيعية تساهم في وقاية الأم من الإصابة بهشاشة العظام.

– تعتبر الرضاعة الطبيعية من الوسائل التي تساهم في تأخير الحمل.