الخوف هو شعور طبيعي عند الأطفال بل أنه دلالة هامة على اكتمال المخ و صحة الطفل النفسية و العقلية ، و يبدأ شعور الخوف لدي الطفل تقريبا منذ إكماله للشهر الخامس ، فيبدأ في الخوف من أن تبتعد عنه أمه لذا تجد أن الطفل في هذا العمر يبدأ في البكاء فور ابتعاد أمه عن عينيه ، بعد ذلك تبدأ مخاوف الطفل تأخذ أبعاد أخرى كالخوف من بعض الأصوات مثل صوت المكنسة أو صوت الخلاط الكهربائي .

تعريف الخوف عند الأطفال
الخوف عند الأطفال عبارة عن حالة شعورية ، أو نوع من الانفعالات المفاجئة ، تحدث للفرد كرد فعل للجسم عند العرض للخطر،و هذا الشعور قد يدفع الفرد ليسلك سلوك معين ربما دون أن يفكر ، أملا منه في الوصول للاستقرار .

أما عن الخوف المرضي ، فهو شعور يلازم الفرد عند التعرض لأشياء قد تكون غير مخيفة من الأساس ، و هذا الخوف يكون نابع من داخل الطفل لا أساس له في الواقع ، و هذا الخوف له تأثيرات كبيرة على شخصية الطفل ، حيث أنه قد يتسبب في أنه يشعر بالوحدة و انعدام الثقة في النفس .

انواع الخوف
هناك نوعين للخوف يعرفهم الإنسان النوع الأول و هو غريزى كما قد أسلفنا بالذكر يبدأ مع الطفل منذ الأشهر الأولى ، كالخوف من فقدان أمه و بعد أن يكبر يخاف من أن يصيبه ضرر أو أن يفقد حياته و كلها مخاوف طبيعية و غريزية ، كما أن هذه المخاوف تعبر عن اكتمال ديناميكية المخ بشكل طبيعي لأن الطفل المعاق ذهنيا لا يستطيع تقدير المخاطر المحيطة به .

النوع الثانى من المخاوف هو مخاوف مكتسبة ، و هذا النوع ينتج عن بعض الحوادث المؤلمة التى قد تحدث أمام أعين الطفل ، كالسقوط من مكان مرتفع فيتولد فيه الشعور بالخوف من المرتفعات ، أو أن تبدأ الأم بتخويف الطفل من أحد الحيوانات مثلا أنه سوف يؤذى الطفل فيتولد بداخل الطفل خوف و هلع تجاه هذا الكائن .

نصائح لعلاج الخوف عند الاطفال
1. تفهم خوف الطفل
الطفل هو عبارة عن تلك الصفحة البيضاء التى نملئها نحن بما نود ، كما أن الطفل فى حالة بحث كامل طوال الوقت محاولا استكشاف الحياة و التطور معها ، و حينما يجد ما يثير خوفه فعلى الام ان تتأكد ان مشاعر الخوف هذه تكون أقوى من المشاعر التى قد يشعر بها الكبير لذا عليها احتواء خوف الطفل و تفهمه .

2. الحديث مع الطفل
قد تظن الأم ان الطفل لن يستوعب حديثها معه ، و أن عليها فقط أن تحتضنه و هذا ليس صحيح ، على الأم باستمرار أن تتحدث مع الطفل بشكل مبسط عن تلك المخاوف التى يشعر بها ، و تشعره باستمرار بأنها معه هذا الحديث سيساعد الطفل على الشعور بأن أمه تدعمه و تقف إلى جواره و تفهم مخاوفه ، حتى و إن لم يفهم كافة تفاصيل حديثها.

3. طريقتك فى الحديث اهم من محتواها
هنا على الأم أن تعى أن طريقتها فى توصيل ما تود قوله للطفل ربما تكون أهم من محتوى الكلام نفسه ، فمثلا على الأم أن تتجنب تماما أن تقارن الطفل بغيره ، و عليها أيضا أن تتجنب أن تقول له لا تخاف ، أو لا تكون طفل …. لأن هذه الطرق سوف تجعل الطفل يشعر بانه اقل ممن حوله و تقلل من استقلاليته و اعتماده على نفسه ، هذا مع الحرص على الاهتمام بخفض نبرة الصوت.

4. لا تضحك على مخاوفه
السخرية من تصرفات الطفل أو مخاوفه ستضاعف منها مع الوقت ، و تشعره بعدم احترام الآخرين له لذا فتجنب الضحك تماما على مخاوف الطفل .

5. دعم الطفل و تشجيعه
التشجيع هنا لا يصح ان تقول للطفل أن يفعل شئ ما رغما عن إرادته ، و لكن التشجيع هنا يكون بأن تقوم الأم بفعل ما يخاف منه الطفل أمامه مع الصبر عليه ، و مع الوقت سيتلاشي خوفه .