هناك أطفال بطبيعتها انطوائية و خجولة، تميل إلي العزلة، وهناك أطفال أصبحوا منعزليين نتيجة لمواقف اجتماعية معينة، و يأتي علي رأسها توبيخ الطفل أكثر من مرة أمام الناس مما تسبب في حالة من الحرج للطفل فأصبح خائف من تكرار المحاولة، بالإضافة إلي إنغلاق بعض الأسر علي نفسها، وعدم اختلاطهم بالناس حيث يساهم ذلك بشكل أساسي في أن يكون طفلك غير جتماعي

صعوبة التنشئة الاجتماعية منذ الصغر

قد لا تكون مشكلة المهارات الاجتماعية والتفاعل مع الأخرين واضحة في مرحلة الطفولة المبكرة وهذا يتوقف على السبب ، على سبيل المثال لا يُظهر بعض الأطفال الذين لا يتفاعلون مع الأخرين علامات حتى المدرسة الابتدائية أو المدرسة المتوسطة ، وبالتالي تُصبح التنشئة الاجتماعية أكثر تعقيدًا ، وقد تبدأ في ملاحظة أن طفلك لا يتفاعل مع الأخرين ، عندما يبدأ الآخرون في الحديث أو ربما يستجيب بشكل غير لائق في المحادثات .

أسباب عدم التفاعل مع الأخرين

تعد هذه المشكلة أمر تعليمي ويتضمن المهارات الاجتماعية بشكل أساسي ، ويمكن أن تجعل الظروف الأخرى من الصعب على الأطفال التفاعل ولكن الأسباب مختلفة ، وفيما يلي بعض أسباب مشكلة عدم التفاعل مع الأخرين وقلة المهارات الاجتماعية .

صعوبات التعلم غير اللفظية

هذه الحالة القائمة على الدماغ تجعل من الصعب على الأطفال فهم التواصل غير المنطوق ، حيث أن الأطفال الذين لا يتفاعلون مع الأخرين يميلون إلى تفويت الإشارات الاجتماعية ، وتلك هي الرسائل التي يرسلها الناس عبر لغة الجسد وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت ، على سبيل المثال قد لا يفهم الأطفال أن زميلتها في الصف والتي تعبر بذراعيها إلى الخارج لا تريد التحدث .

لا يحصل الكثير من الأطفال على المفاهيم المجردة ، وقد يكون لديهم مشكلة في القراءة بين السطور ، وغالبًا ما يؤثر ذلك على مهارات التحكم في النفس والسماح للاخرين بالتحدث وإبقاء العواطف تحت السيطرة ، كما يمكن أن يسبب مشاكل في التنسيق والتوازن .

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

قد تؤدي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى صعوبة اجتماع الأطفال ، حيث يميل الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى صعوبة التركيز والتحكم في الدافع ، وقد تكون أيضًا مفرطة النشاط ، وفيما يلي بعض سلوكيات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه التي تؤثر على المهارات الاجتماعية وهي أن لديه مشكلة في الدوران ، يقوم بقطع أو يطمس الإجابات ، يريد الأشياء على الفور ، لا يمنح الآخرين الفرصة للتحدث ، يستسلم بسهولة في المهام حتى في الأنشطة الجماعية .

ويُمكن أن تختلف هذه العلامات في مختلف الأعمار ، فإن ما تراه في المدرسة الابتدائية  قد لا يكون هو نفسه في المدرسة المتوسطة أو المدرسة الثانوية .

اضطراب التواصل الاجتماعي

يُعاني الأطفال الذين يتجنبون التفاعل مع الأخرين من مشاكل في اللغة المنطوقة ، كما إنهم في الغالب لا يريدون التحدث إلى الناس ، فيما يلي بعض أعراض اضطراب التواصل الاجتماعي التي تجعل من الصعب التواصل مع الاخرين وهي قلة الاهتمام في التفاعلات الاجتماعية ، احتكار المحادثات ، عدم تقديم معلومات أساسية عند التحدث إلى شخص غير مألوف ، لا يعرف كيفية استقبال الأشخاص بشكل صحيح أو طلب المعلومات أو جذب الانتباه ، لا يفهم الألغاز والسخرية ولديه مشكلة في فهم التواصل غير اللفظي ، ولديه صعوبة في فهم الأشياء التي لم يتم توضيحها .

هذه الشروط الثلاثة منفصلة ، ولكن يمكن أن يكون لدى الطفل أكثر من واحد ، ويمكن أن تساعدك في معرفة ما وراء مشكلة طفلك في المهارات الاجتماعية في العثور على أفضل مساعدة لمشكلاته المحددة .

طرق مساعدة الطفل في المهارات الاجتماعية

بغض النظر عن ما وراء مشكلة طفلك في المهارات الاجتماعية ، هناك طرق لمساعدته في الحصول على الدعم وبناء المهارات الاجتماعية واكتساب الثقة ، ومجرد معرفة أنك مؤهل من أجلها يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا ، فيما يلي بعض الأشياء التي يمكن أن تجعل الأمور أسهل لطفلك .

تعلم قدر ما تستطيع ، لأنه كلما زادت معرفتك بالتحديات الاجتماعية المحددة لطفلك زادت قدرتك على المساعدة .

مراقبة وتدوين الملاحظات ، لأن ملاحظة متى وأين يعاني طفلك من صعوبة اجتماعية يمكن أن تكون مساعدة كبيرة ، ابحث عن أنماط السلوك حتى تتمكن من تجربة استراتيجيات مختلفة لتغييرها .

القيام ببعض الأدوار ، مثل العمل على حل المواقف الاجتماعية التي تعرف أن طفلك سيشارك فيها ، وقد يشمل ذلك تواريخ اللعب والحفلات والتجمعات العائلية ، كما أنه أيضاً يعتبر قراءة قصص اطفال لهم من أهم العوامل التي تساعد الطفل على مشاركة الأخريين وتعتبر من أهم حقوق الطفل الفكرية ، مما يساعد في نشأة طفل ذكي ذو مهارة وقدرة على التواصل مع الأخرين .

ساعد طفلك على مقابلة أطفال اخرين ، حيث يمكن أن يساعد العثور على أطفال يشاركون اهتمامات طفلك على الاتصال به ، قم بالبحث عن فصول أو أندية تركز على الأشياء التي يستمتع بها .

تواصل مع الآباء الآخرين ، رغم أنك قد تشعر أنك العائلة الوحيدة التي تتعامل مع مشاكل المهارات الاجتماعية ، إلا أنك لست كذلك وعليك التحدث إلى أولياء الأمور في مواقف مماثلة وتبادل الأفكار والاستراتيجيات .