يمكن تعريف سوء المعاملة للطفل بأنّها التعمد بإلحاق الأذى به، وسوء المعاملة البدنية، أو الجنسية، أو العاطفية، فقبل السبعينيات من القرن العشرين، كان مصطلح (سوء المعاملة للأطفال) يُشير إلى سوء المعاملة الجسدية، إلا أنّه منذ ذلك الحين امتد ليشمل العنف الجسدي المفرط، والإساءات اللفظية غير المبررة، وعدم توفير المأوى الملائم، أو التغذية، أو العلاج الطبي، أو الدعم العاطفي، وسفاح القربى وغيرها من حالات التحرش الجنسي أو الاغتصاب، واستخدام الأطفال في الدعارة.
إساءة معاملة الأطفال
إن سوء معاملة الطفل من الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال وهو ينطبق على أي أضرار أو إيذاء مُتعمد للطفل الأقل من ثمانية عشر عامًا ، وفيما سبق كانت إساءة معاملة الطفل تنطبق فقط على الإيذاء الجسدي ؛ ولكن فيما بعد أصبح هذا المصطلح يتسع ليشمل صور كثيرة من أشكال إيذاء الطفل سواء إيذاء وعنف جسدي شديد أو إساءات لفظية أو الإساءة التي تنم عن عدم توفير عوامل الرعاية الكاملة للطفل مثل توفير المأوى والغذاء والعلاج والرعاية والدعم العاطفي وغيرهم .
أشكال الإساءة للطفل
يوجد أشكال متعددة من صور الإساءة إلى الطفل ، مثل :
-الضرر والإيذاء الجسدي : وهو يعني تعرض الطفل إلى الإصابة الجسدية المُتعمدة سواء من أحد الوالدين أو من أي شخص اخر .
-الإيذاء العاطفي : يؤدي عدم تقديم الدعم العاطفي المناسب للطفل إلى إصابته بالخلل النفسي والعاطفي وفقدان ثقته بنفسه ويشمل ذلك الاعتداء اللفظي أيضًا من خلال توجيه ألفاظ غير لائقة للطفل وتوبيخه بشكل دائم سواء بمفرده أو أمام الاخرين وتجاهله وعدم احترام ذاته .
-الإهمال : أما الإهمال فهو يلخص الكثير من صور الإيذاء والضرر الذي يمكن أن يتعرض له الطفل ، وهو يعني عدم الاهتمام بتوفير مكان جيد كمأوى للطفل وعدم توفير الغذاء الصحي والكافي له فضلًا عن عدم الاهتمام بتعليمه المدرسي أو تعليمه الصفات الحسنة والأخلاق .
-الإيذاء الصحي : وهو يعني عدم حصول الطفل على الرعاية الصحية الكافية خصوصًا في حالة تعرضه إلى الإصابة بأي مرض وعدم الاهتمام بإعطائه التطعيمات اللازمة أيضًا وعدم مساعدته على الوقاية من الأمراض .
مخاطر إساءة معاملة الطفل
يؤدي سوء معاملة الطفل إلى تعرضه إلى عدد كبير من المشاكل الصحية والنفسية ، مثل :
-العزلة والرغبة الدائمة في عدم التواجد مع الاخرين سواء أصدقائه أو أقاربه .
-يصبح الطفل أكثر عدوانية وغضب إلى جانب فرط النشاط والبكاء الدائم .
-بعض الاضطرابات النفسية الخطيرة مثل الاكتئاب والتوتر والقلق الدائم والخوف غير المبرر .
-تراجع مستواه الدراسي والرغبة الدائمة في عدم الذهاب إلى المدرسة إلى جانب العزوف عن المشاركة في الألعاب والأنشطة الاجتماعية التي يُشارك فيها أقرانه .
-في بعض الأحيان قد يلجأ الطفل إلى محاولات الهروب من أسرته أو من الأشخاص الذين يقومون بإيذائه .
-كما قد تؤدي الإساءة إلى الطفل أيضًا إلى قيامة بإيذاء نفسه أو محاولة الانتحار .
-يُصاب بالتأخر في النمو العاطفي ويفقد ثقته بنفسه واحترامه لذاته .
-قد يتعرض الطفل إلى بعض اضطرابات النمو ، ومنها الضعف البدني الملحوظ أو الإصابة بالبدانة .
-الإصابة ببعض الإعاقات الجسدية .
-يُعاني الطفل من صعوبات التعلم ويفقد القدرة على اكتساب وتنمية المهارات .
-وفي بعض الحالات قد يُصاب الطفل بأمراض عضوية خطيرة أيضًا ، مثل : أمراض الجهاز الدوري متمثلة في أمراض القلب والأوعية الدموية ، ضعف في الجهاز المناعي وبالتالي زيادة فرص التعرض للإصابة بالأمراض المعدية ، أمراض الجهاز التنفسي ، والهضمي ، وقد تحدث إصابة بالسرطان .
-عندما يكبر الطفل يكون ذو سلوك مُنحرف تمامًا ويسبب الضرر والإيذاء للاخرين .
-لا يكون لديه قدرة على تحمل أي صدمات أو إحباطات أو ضغوطات ويقابل ذلك برد فعل غير مُتزن .
-يفقد القدرة على إقامة العلاقات والصداقات وبالتالي قد يُصبح منبوذ اجتماعيًا .
-يُصاب طوال الوقت بالأرق وعدم القدرة على الخلود إلى النوم الهادئ الصحي .
-وأخيرًا ؛ قد تؤدي الإساءة للطفل سواء الجسدية أو النفسية أو الصحية إلى وفاته .
حماية الطفل من الإساءة
على كل أب أو أم أو مربي أن يكون على وعي بطريقة التعامل الصحيحة من الطفل ، كما يلي :
-إعطائه القدر اللازم من الحب والحنان والاحتواء .
-الحرص على الاهتمام بتعليم الطفل وتوفير كل سبل الترفيه له مثل الألعاب و قصص اطفال وغيرها .
-الاهتمام بصحته وإعطاء التطعيمات وعلاجه عند التعرض إلى أي مرض وتوفير سبل الوقاية له .
-تقدير الطفل وعدم إهانته وخصوصًا أمام زملائه .
-تعزيز ثقته بنفسه وحمايته وعدم تركه مع الأشخاص الغرباء .
-مراقبة الطفل والتعرف على كل الأشخاص الذين يتواصل معهم سواء داخل المدرسة أو عبر الإنترنت أو في أي مكان اخر .