تحتاج الحياة إلى ضرورة الوصول إلى اتخاذ القرار السليم في العديد من الأمور الحياتية ، ويستند الإنسان الذي يفكر بجدية إلى خطوات اتخاذ القرار ؛ حيث يسعى إلى ضبط أمور حياته من خلال ذلك القرار ، وهناك قرارات مصيرية تتعلق بأمور مهمة قد تغير مسار الحياة ، ولذلك فإن الإنسان يجب أن يفكر جيدًا قبل أي قرار ، وهناك العديد من القصص التي تتحدث عن القرارات وأهميتها في حياة الإنسان.
قصة عن اهمية اتخاذ القرار
قام أحد العلماء بإحضار ضفدع ثم وضعه في ماء ساخن جدًا كي يرى ما هو رد فعله ، فقفز الضفدع على الفور من الإناء ، وبعد قليل جلب العالم نفس الضفدع ثم قام برش جسده ببعض الماء البارد كي يهدأ ويشعر بالطمانينة ، ثم قام بوضعه داخل إناء كبير يحتوي على ماء بارد ؛ فاطمأن الضفدع واستقر بداخله ، ولكن العالم قام بإشعال النار تحت هذا الإناء بعد مدة قليلة من شعور الضفدع بالارتياح ، ثم بدأت درجة الحرارة في الارتفاع بطريقة بطيئة تدريجية حتى وصلت إلى القرب من درجة الغليان.
استمر الضفدع في وضعه بالإناء ؛ حتى أصبح لا يحرك ساكنًا ، ثم مات بفعل الحرارة ، وفي الحقيقة إن السبب الرئيسي لموت الضفدع هو عدم قدرته على اتخاذ القرار في الوقت المناسب مثلما فعل في المرة الأولى ؛ حيث أن شعوره بالطمانينة أدى إلى استقراره حتى فقد القدرة على اتخاذ أي قرار بالخروج ، لأنه كان يشعر بالتأقلم لبعض الوقت حتى ضاعت منه الفرصة للنجاة نتيجة لعدم اتخاذه القرار السليم.
حكاية القطار واتخاذ القرار
تشير هذه القصة الشهيرة إلى كيفية إتخاذ العديد من القرارات ؛ حيث أنها تتحدث عن مجموعة من الأطفال الذين اختاروا أن يلعبوا في مسارين منفصلين تابعين لخط سير القطار ، وقد اختاروا جميعًا أن يلعبوا في خط السير الذي يعمل ؛ بينما اختار واحد فقط منهم أن يلعب في خط السير المعطل ، وحينما اقترب القطار من خط السير الذي يلعب به الأطفال ، كان من الضروري اتخاذ قرار في هذه اللحظة وهو إما التضحية بهؤلاء الأطفال جميعًا ، أو التفكير في تحويل مسار القطار للجهة الأخرى والتضحية بطفل واحد فقط مقابل أن ينجو الكثيرون.
إن اتخاذ قرار تغيير مسار القطار سيؤدي إلى فقدان الطفل الذي اتخذ القرار السليم باللعب في المكان الآمن ؛ بينما سينجو هؤلاء الذين لم يبالوا بالأمر ، وهكذا يبدو اتخاذ العديد من القرارات التي تمضي في نفس المسار ؛ حيث قد يخضع الكثيرون لاتخاذ قرار معين لمجرد أنه بحكم الأغلبية ، وهكذا قد تضيع العديد من القرارات الصائبة.
مثال عن اتخاذ القرار
إذا كان هناك شخص ما يمتلك مدونة الكترونية ، ثم لاحظ أن نسبة الزوار قد نقصت بمعدل 20% عن الشهر الماضي ؛ فعليه أن يتخذ مجموعة من القرارات السليمة التي تتبع الخطوات اللازمة وهي أولًا تحديد المشكلة حتى لا يتعجل في قراره ، وفيما يلي عليه بإعادة تقييم الأولويات التي يمتلكها في موقعه وكيف يديرها بطريقة صحيحة ، ثم يقوم بتحليل الأسباب المتعلقة بالمشكلة ، ومن ثَم تحديد البدائل وتقيمميها ثم الاختيار من بينها ، وبذلك يستطيع مالك المدونة أن يصل إلى القرار الصحيح كي يعالج هذه المشكلة.
قصص واقعية عن اتخاذ القرار
من القصص الواقعية التي حدثت في باريس قصة الرسام وزوجته صوفي ؛ حيث أنهما تزوجا وتركا بلدتهما ثم ذهبا للعيش في العاصمة باريس ليحقق الرسام حلمه في النجاح في مجال الرسم ؛ بينما كانت تسعى زوجته صوفي للنجاح في مجال الكتابة ، وبالفعل عاشا في شقة جميلة ليحققا أحلامهما ، ثم تعرفت صوفي على سيدة لطيفة وثرية ، وذات يوم طلبت منها صوفي أن تستعير عقدها المصنوع من اللؤلؤ لتحضر به حفل زفاف في بلدتها ، وبالفعل منحتها السيدة العقد وطلبت منها أن تحافظ عليه.
اكتشفت صوفي أنها قد فقدت العقد الغالي ، وكانت الصدمة الكبرى في حياتها ، فقررت بمساعدة زوجها أن يبيعا كل شيء ، كما أنهما استدانا كي يستطيعا شراء نفس العقد ، وتخلى الزوجان عن حلمهما وتركا شقتهما وعاشا في غرفة حقيرة بأحد الأحياء القذرة ، وترك الزوج الرسم وعمل حمالًا ؛ بينما عملت صوفي خادمة في البيوت لتسديد دينهما ، وبعد مرور خمسة وعشرين عامًا قابلت صوفي تلك السيدة صاحبة العقد بالصدفة ، والتي تعجبت من من مظهر صوفي ، وحينما سألتها عما حدث ؛ أخبرتها بأمر العقد ، فتعجبت السيدة من عدم إخبارها بما حدث قائلة بأن العقد لم يكن أصلي ، ولكن قد فات الأوان نتيجة للتعجل في اتخاذ القرار.