الرياضة النسائية هي من الخطوط الحمراء التي يصعب تجاوزها في المملكة، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ الأمر أن يتغير من بعد دخول النساء في عالم الرياضة، بل وأصبحن يشاركن في الدورات الأولمبية والعالمية، وقد أثبتن أنفسهن واستطعن أن يحققن ما لا يحققه الرجال في الرياضة، فحدودهن وصلت إلى السماء، ومن بين هذه النماذج الناجحة هي الملاكمة ” هالة الحمراني” وهي أول ملاكمة سعودية استطاعت أن تغير النظرة بأن الملاكمة هي حكر فقط للرجال، فما هي قصة نجاح هالة الحمراني مع رياضة الملاكمة؟ هذا ما سوف نورده في هذا المقال

من هي هالة الحمراني ؟
هي هالة الحمراني أول ملاكمة في المملكة، ولدت بمدينة جدة، سافرت إلى سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد انهائها المرحلة الثانوية لإكمال دراستها الجامعية في تخصص العلوم البيئية والعلاقات الدولية، بدأت تحب رياضة الفنون القتالية وهي بعمر 12 عاما حيث كانت أول تجربة لها لأخذ دروس تعلم رياضة الكاراتية بشكل فعلى حينما كانت وقتها بالمدرسة، حيث رأت أن هذه الرياضة تساعد على الثقة بالنفس وتمنح شعورا جميلا بالسعادة.

استطاعت هالة الحمراني أن تطور نفسها من خلال تعلم الفنون الرياضية، فلم تكتف برياضة الكاراتيه فقط، بل بدأت في تعلم الرياضة اليابانية جيو جيتسو حيث تدرجت في المهارات حتى استطاعت أن تحصل على الحزام الأسود، وهو ما زاد طموحها لتعلم ممارسة الرياضات القتالية الأخرى كرياضة الكيك بوكسينغ والملاكمة التايلندية والتي تدربت عليها لأكثر من عشر سنوات حتى حصلت على شهادات معتمدة لتدريبها، كما حصلت على شهادة في تدريب المستوى الأول والثاني لرياضة كروس فيت.

هالة الحمراني وتدريب الفتيات
لم يتوقف طموح الملاكمة هالة الحمراني عند هذا الحد من النجاح والتطور بل أصرت على نقل تجربتها للآخريات من خلال الدخول في مجال التدريب، فلم تكتف فقط بالتدرب بل سعت لتعليم الفتيات رياضة الملاكمة والكروس فيت في جدة، وما زاد طموحها أنها وجدت إقبالا كبيرا من الفتيات للتدرب ومن هنا سعت لإقامة مقر خاص لتعلم فنون الرياضة القتالية .

وقد أبدت سعادتها أيضا بالتطور الهائل الذي لحق بالرياضة النسائية بالمملكة، وقد عزمت على توسعة نشاطها الرياضي بعد السماح بإصدار تراخيص مراكز رياضية نسائية وهو ما يتيح هذه التجربة للتدريب على مثل هذه أنواع الرياضات القتالية وفقا لحديثها لموقع العربية نت.

هالة الحمراني تكسر نظرة المجتمع
لم تفكر الملاكمة هالة الحمراني في نظرة المجتمع لها لتدربها على الرياضة القتالية بل وتصبح هي أيضا مدربة للكثير من الفتيات بالمملكة، على الرغم أنها قد أصبحت زوجة وأما إلا أن شغفها بهذه الرياضة لن يتوقف، فيرى المجتمع بأن هذه الرياضة هي عبارة عن ردة فعل لاعتداء يتعرض إليه الفتيات، حيث رفضت الحمراني هذه النظرة تماما، وأوضحت أنها لم تتعلم هذه الرياضة لمثل هذا الرأي بل رأت أن في تعلمها الرياضة القتالية يدخل السرور والسعادة لقلبها مثلها مثل كرة السلة والبيسبول والتجديف وغيرها من الرياضات التي قد مارستها بالفعل قبل ذلك .

وذكرت أيضا فوائد رياضة الملاكمة وهي تعزيز اللياقة وحرق الدهون، كما أنها تساعد في إزالة التوتر والضغط النفسي، وتولد الشعور بالثقة وحب المنافسة، وهي المشاعر التي تبحث عنها أي امرأة في ظل تواجدها في أي مجتمع ذكوري.

هالة الحمراني والمسابقات الأولمبية
الغريب في الأمر أنه على الرغم من التقدم الهائل في مستوى الملاكمة هالة الحمراني والنجاح الكبير الذي حققته على المستوى الشخصي لها إلا أنها إلا الآن لم تنخرط في أي مسابقة سواء أوليمبية أو عربية، والسبب في ذلك كما تذكر للعربية نت أنها كانت تهدف أولا لإنهاء دراستها الجامعية عندما كانت في سان دييغو بكاليفورنيا الأمريكية لذلك لن تنخرط بأي منافسات .

وعندما عادت مرة أخرى إلى المملكة لم تجد من يساعدها من المدربين للانخراط في المنافسات العربية الخليجية، كما أنها تزوجت وأنجبت وفضلت عائلتها عن السفر لأمريكا لاحتراف الملاكمة، ولكنها تتبني وترعى الملاكمات السعوديات والمنافسة بهن سواء محليا أو عالميا.