هيباتيا السكندرية (350-370 تقريبًا - 415) (باليونانية: Υπατία) هي فيلسوفة تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وهي تعد أول امرأة في التاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات، كما لمعت في تدريس الفلسفة وعلم الفلك.

تاريخ الميلاد

لا توجد معلومات مؤكدة عن تاريخ ميلادها لكن دراسات أجريت مؤخراً تشير إلى أنها قد ولدت عام 370م بالإسكندرية. أي أنها كانت تبلغ 45 عامًا عند وفاتها. يبدو أن هيياتيا كان تعرف باسمين مختلفين أو كان هناك طريقتان لكتابة نفس الاسم، الأولى هيباتيا والثانية هيباشيا. وقد كان هناك آنذاك امرأتان تحملان ذلك الاسم، هيباتيا ابنة ثيون السكندري، وهيباتيا ابنة اريتريوس. كان والد الأولى هو عالم الرياضيات والفلك الشهير ثيوس الذي عاصر ببس الرومي الذي عاش بالإسكندرية خلال فترة حكم الإمبراطور ثيوذوسيوس الأول. وقد اعتبر كُتّاب السيرة الذاتية لثيون، رئيس جامعة الإسكندرية، أنه كان فيلسوفًا.

نشأتها

ولدت في الإسكندرية بمصر التي كانت تحت الحكم الروماني لذا هي مصرية من أصول يونانية والدها هو “ثيون” عالم الرياضيات اليوناني الشهير و هو أيضاً أخر أمناء مكتبة الإسكندرية الكبرى و لذلك لقد أعتنى كثيراً جداً بتعليم أبنته ولقد أعطها أيضاً عصارة خبرته التي قد كان أكتسبها ، و عندما بلغت العشرون عاماً أرسلها إلى أثينا و روما من أجل أن تدرس العلوم و الفلسفات المختلفة ، و عندما عادت هيباتيا من رحلتها العلمية إلى مصر بدأت تعلم المصرين كل ما تعلمته حيث التف حولها الكثير جداً من الشباب و أصبحت بالنسبة لهم مثل أعلى و رمز من رموز العلم و الحكمة و الفضيلة لذلك كانوا يحترمونها و يظهرون لها كل التقدير ، كما أنها تميزت أيضاً بجانب علمها بالجمال الأنوثة الساحرة و لذلك أحبها الكثير جداً من تلاميذها و أيضاً طلب الكثير منهم الزواج بها ، و لكن هيباتيا كانت قد كرست كل حياتها للعلم فقط لذلك قالت الكثير من كتب التاريخ أنها لم تتزوج  قط بالرغم أن كان هناك إشاعات تقول أنها تزوجت من الفيلسوف ايزودور السكندري و لكن الحقيقة أنها ظلت عذراء حتى مماتها  ، كما أيضاً عرف عنها الخلق الحسن و العفاف و الشرف ، و بالرغم أن جميع كان يحبها و كانت تقف بكل هيبة أمام حكام المدينة إلا أنها كانت تتميز بالتواضع الشديد و كانت لا تحب الظهور و  الأضواء

أعمالها العلمية

معظم أعمالها كانت عبارة عن أعمال مشتركة مع والدها، ثيون الكنسدروس نتيجة إلى ندرة وجود أعمال أنثوية منفردة للنساء في العصور القديمة. ومن مساهماتها الهامة في مجال العلوم: رسمت مواقع للأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي (المكثاف) المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل. وقال تلميذها سينوسيوس أنها صنعت أيضاً نوع من آلات الإسطرلاب.

تضمنت أعمال هيباتيا تعليقات على كتاب "أريثميتيكا" من تأليف ديوفانتوس.

في إحدى المسائل الرياضية التي طرحتها هيباتيا على طلابها، طلبت منهم إيجاد حل، وهو رقم صحيح، للزوج التالي من المعادلات: س - ص = أ، س2 - ص2 = (س - ص) + ب، إذا كان أ و ب معروفين، أوجد قيمة س، وص، وأ، وب لجعل كلتي المعادلتين صحيحتان.

وفاة هيباتيا

غضبت الكنيسة بسبب التفاف الناس و المثقفين حول هيباتيا و في نفس الوقت أيضاً هناك خلاف شديد بين أورستوس و بين الكنيسة المصرية و على وجه أخص الأسقف كيرلس ، لذلك قام الأسقف كيرلس و بعض الرهبان المستفيدون من الجهل و الفوضى ، و الذين كانوا يخفون من قوة و نفوذ و علم هيباتيا كما أيضاً كان يلتف حولها الكثير من الشباب المسيحيين و الذين كانوا يقتنعون بشدة بأفكارها التي كانت تراه الكنيسة أفكار كافرة و شيطانية ، لذلك كان الحل الوحيد بالنسبة لهم هو التخلص منها بشكل نهائي لكي يضمنوا أن تكون عقول الناس دائماً تكون تحت سيطرتهم و أيضاً من أجل إضعاف الحاكم أورستوس و أضعاف نفوذه ، و لذلك استغلوا بعض الناس الذين كانوا لهم ولاء للكنيسة و كانوا تحت سيطرتهم باسم الدين و قاموا بتحريضهم على قتل هيباتيا و هنا حدثت جريمة بشعة حيث قاموا بتتبعها و هي عائدة إلى منزلها من إحدى ندوتها العلمية و قاموا بسحلها و قاموا أيضاً بنزع ملابسها حتى أصبحت عاريا تماماً من أجل أن يسلخ جلدها أثناء السحل و قاموا أيضاً بسلخ ما تبقى من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة ، ثم قاموا بإحراق جثتها ، و أصبحت هيباتيا رمز للعلم أمام الجهل و الظلام بالرغم موتها سوف تظل رمز لقوة العلم أمام الذين يسطروا على عقول الناس بالجهل بأسم الدين و هم كاذبون يدعون التدين من أجل أن يحصلوا على رغبتهم المريضة.