هناك الكثير من القصص الدينية التي تفتح الطريق أمام المخطئين والمذنبين وتخبرهم بأن باب التوبة دائمًا مفتوح وأن الطريق إلى الله لا تعوقه المعاصي والذنوب، ولذلك فإننا نعرض لكم اليوم قصة قاطع الطريق الصائم الذي عاد إلى الله وتاب عن السرقة والنهب وقطع الطريق وأصبح من أشد المتعلقين بالله والمتبعين لأوامره.
قصة قاطع الطريق الصائم
يحكى أن سهيل بن عمرو كان على سفر هو وزوجته وأثناء رحلتهم قطع طريقهم مجموعة من اللصوص، وقد كانت الرحلات قديمًا تتم في مناطق صحراوية غير مأهولة بالسكان، وكان قطع الطريق أحد أشهر السمات المميزة للرحلات في ذلك الوقت، وعندما هجم اللصوص وقطاع الطرق على قافلة سهيل بن عمرو وزوجته وسرقوا ما لديهم من طعام وشراب بدأ اللصوص في تناول الطعام، ولكن هناك أمر غريب استرعى اهتمام سهيل بن عمرو.
كان هذا الأمر الغريب هو أن قائد مجموعة اللصوص هذه وقاطع الطريق لم يكن يتناول الطعام مع رفاقه، فسأله سهيل بن عمرو لما لا تأكل مع رفقاك ؟ فأجابه بأنه صائم، ياللعجب قاطع طريق وسارق ولكنه صائم ! فسأله سهيل بن عمرو مرة أخرى كيف ذلك ؟ فأجابه بأنه لا يريد أن يغلق كل الأبواب مع الله، إنه يترك بابًا مفتوحًا لعل الله يجعل توبته عن طريق هذا الباب.
انتهى هذا الموقف وعاد سهيل بن عمرو وبعد عدة سنوات بينما يطوف حول الكعبة وجد رجلًا متعلقًا بأستار الكعبة وقد كان زاهدًا ناسكًا يبدو عليه التقى والصلاح، فذهب إليه سهيل بن عمرو وعرفه بنفسه وقال له أعرفت من ترك بينه وبين الله بابًا دخل منه يومًا ما.
حول قصة سهيل بن عمرو مع قاطع الطريق الصائم
تمثل هذه القصة أروع معاني التوبة والقرب من الله، فقد كان قاطع الطريق هذا لصًا وسارقًا، وكان يروع الناس ويغير عليهم فقط ليحصل على بعض المال أو الطعام ولكنه كان على أمل أن يعود يومًا ما إلى طريق الله، لم يكن عاصيًا ومذنبًا ومصرًا على ذنبه وإنما ترك لنفسه طريقًا يمكن أن يعود منه إلى الله عز وجل، وقد كان فالصيام أحد العبادات التي تهذب النفس وتسمو بالروح، ومع مداومة هذا الرجل على الصيام وعلى إصراره على العودة يومًا ما إلى الله فقد عاد بفضل الله تعالي، وقد رآه سهيل بن عمرو وروى هذه القصة الرائعة التي ظلت محفوظة ضمن الأثر الصالح ليُضرَب بها المثل إلى يومنا هذا .
الدروس المستفادة من قصة سهيل بن عمرو مع قاطع الطريق الصائم
-على الإنسان مهما كثرت ذنوبه ومعاصيه ألا ييأس من التوبة والرجوع إلى الله، فكل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين .
-على الإنسان ألا يحقر من فعل خير يقوم به فربما يكون هذا طريقه للعودة إلى الطريق الصحيح.
-الطريق إلى الله دائمًا مفتوح، فقط على الإنسان أن يتشبث به مهما كانت الظروف وبالتأكيد سيعود إليه يومًا ما.
-عدم السخرية من الشخص العاصي فربما يمن الله عليه بالتوبة ويصبح أعلى منزلة عند الله من الشخص الذي لم يقترف نفس الذنب.
-على الإنسان أن يترك بابًا بينه وبين الله للتوبة والعودة من خلاله، كالمواظبة على صيام الاثنين والخميس أو الأيام القمرية، أو صلاة النوافل، أو الصدقة المخفية، الخ ….