عندما تقرأ التاريخ فلابد وأن ترى في السطور الأولى له أسم القائد المسلم المغوار صلاح الدين الأيوبي ، فاتح القدس والمنتصر في موقعة حطين والذي استطاع أن يهزم الصليبين بفرق كبير في القوام ما بين الجيشين المسلم والصليبي ، حيث كان المسلمين لا يتعدوا أثنى عشر ألف مقاتل بينما كانت صفوف الصليبين تزيد عم ثلاثة وستون ألف مقاتل ، ليسجل التاريخ أمجاد المسلمين في عهد القائد  صلاح الدين الأيوبي ، اليوم سوف نتحدث عن هذا القائد الأسطوري ولكن سوف نتجول سويا في حياة القائد العربي لنكتشف الجديد والمثير والبعيد عن المتداول فسوف نكشف الكثير من الأسرار التي لا يعرفها الكثيرون وهذا ما سوف نقوم به خلال السطور التالية .

نشأته وتخطيطه للوحدة
الذي سوف يدهشك أن صلاح الدين الأيوبي ليس من أصول عربية وإنما هو من أصول كوردية وقد كانت نشأته في تكريت العراقية ، امتاز طيلة مشواره القتالي بالقدرة على التخطيط الصحيح قبل بدء المعارك وهذا ما جعله ينتصر على الصليبين في كافة الحروب التي دارت فيما بينهم وبين المسلمين رغم فارق العدة والعتاد لصالح الصليبين ، كان شغله الشاغل طوال مسيرته أن يقوم بتوحيد الأمة ومن ثم ظل ما يقرب من أثنى عشر عاما يبحث ويعمل من أجل توحيد الشام بعد تفكك مملكة السلطان نور الدين ، والتي أصبحت من بعده عدة دول هاشة وضعيفة وليست كالقوة التي كانت عليها من قبل .

صفاته مع أعدائه 
صلاح الدين الأيوبي من المميزات التي شهد له التاريخ بها أنه كان رحيما للغاية مع أعدائه رغم مكره الكبير وقدرته على المعارك والانتصار ، فقد ذكر التاريخ أنه بعد كل معركة وبعد فتوحاته التي قام بها يقوم بفرز الأسرى المنهزمين في تلك الحروب من النصارى ، وإذا كان من بينهم عجوز أو مريض يقف بجواره ويطمئن عليه وكثيرا ما دفع الفدية من ماله الخاص لبعضهم وأطلق صراحه تحت مبدأ الرحمة والعفو عند المقدرة .

فتحه للقدس
استمر القدس الشريف في قبضة الصليبيين ثمانية وثمانون عاما ، إلى أن أتى صلاح الدين وفتح القدس بعد معاناة حربية قوية ، وقد ذكر التاريخ أن صلاح الدين كان يواجه جيوش أثنى عشر دولة أوروبية ، يتم امدادهم بالسلاح والعتاد ، كانت لديه إرادة ومثابرة على الأحداث وكان لديه ثقة في الله أن النصر قادم لا محالة ، وكان ينقل هذا لجنوده وجيشه ، وهذا ما جعل النصر حليفهم ، وللعلم فان صلاح الدين الأيوبي لم يقابل يوما ما ريتشارد قلب الأسد كما سرد أو نقل في أحداث الأعمال الفنية ، فقد رفض صلاح الدين أن يقابل ريتشارد رغم طلب ريتشارد قلب الأسد قائد الصليبيين مقابلته ، حتى عندما مرض ريتشارد قلب الأسد أرسل صلاح الدين له الأطباء ولكن ريتشارد قد رفض ذلك ورد الأطباء .

مدة حكمه وحياته في الحكم ووفاته
حكم صلاح الدين الدولة الإسلامية راكبا على جواده يطوف الأرض شرقا وغربا من أجل نصرة الإسلام والمسلمين أربعة وعشرون عاما ، لم يسكن القصور ولم يلبس الحرير بل أن حياته قضاها في الخيام ورسم الخطط الحربية والفتوحات ومواجهة الجيوش الصليبية التي كانت متمكنة من القدس والبلاد العربية ، وحين وفاته أوصى بأن يدفن ومعه سيفه وقد دفنوا سيفه بجواره بالفعل بعد وفاته ، وقد تأثر العالم بأكمله على وفاة صلاح الدين الأيوبي حتى أعدائه قد حزنوا على وفاته ووصفوا حينها بالقائد المحنك ذو الأخلاق العالية كما ذكر في الكثير من كتب المؤرخين الغربيين .

رحم الله البطل صلاح الدين ورزقنا الله ببطل جديد وصلاح الدين جديد يخلص المسلمين والقدس من بطش اليهود عاجل ليس آجل يارب العالمين .