كانت قد انتشرت في الفترة الأخيرة العديد من السلوكيات ، و المظاهر الغير سليمة ، و الشاذة في مجتمعاتنا العربية ، و الإسلامية حيث لا تمت تلك السلوكيات أو المظاهر الشاذة لتقاليدنا بأي صلة ، ومثال ذلك تلك السلوكيات ، والمظاهر الغريبة ، و التي انتشرت بشكل عالي بين أطفالنا ، و شبابنا تحديداً ، و ذلك راجعاً إلى انفتاحهم العالي على المجتمعات الغربية في العصر الحالي ، حتى أن العديد منهم قد أصبح ينظر إلى تلك المجتمعات على أنهم هم القدوة له في أسلوب الحياة ، و في التصرفات فأصبحنا نرى التقليد الأعمى للغرب في طريقة الحياة اليومية متمثلاً في العديد من الجوانب مثل طريقة الملبس ، و طريقة التفكير ، و ذلك على الرغم من حرص الدين الإسلامي العالي في الأساس على مخالفة اليهود ، و النصارى ، و في العموم  أي أقوام قد ضلوا عن الصراط المستقيم ، و ذلك في الكثير من المناسبات ، حيث أكد الدين الإسلامي ، و بشكلاً صريحاً على أن من قام بالتشبه بقوم فهو منهم ، و من بين تلك السلوكيات الغربية ، و الشاذة ، و التي أتنشرت في مجتمعاتنا العربية ، و الإسلامية مؤخراً مثل حلق الشعر بشكل شاذ ، و غريب ، و ذلك عن طريق قص جزء منه مع ترك الباقي ، و ما إلى غير ذلك من الطرق الغربية لحلق الشعر ، حيث قد أصبح البعض يتفنن في أساليب ، و طرق حلق الشعر الشاذة هذه ، و هم لا يدرون أنهم بذلك قد يقعون في المحظور شرعاً في الدين الإسلامي ، حيث قد جاء نهي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن هذا .

تعريف القزع : – كان قد عرف علماء اللغة معنى القزع بأنه هو عبارة عن قطع السحب المتباعدة ، و التي تمر بأسفل السحاب الكبير ، حيث قد جاء في الحديث النبوي الشريف في صلاة الاستسقاء عبارة ( و ما في السماء قزعة ) ، و الذي معناه لا يوجد في السماء أي سحابة صغيرة ، أما بالنسبة لتعريف القزع في الاصطلاح فقد جاء لفظ القزع ليدل في الأحاديث النبوية الشريفة على أنه هو ذلك الحلق لمواضع من الشعر الخاص بشعر الرأس مع الإبقاء على مواضع أخرى من الشعر كما هي .

الصور الخاصة بالقزع :- يوجد للقزع العديد من الصور ، و الأشكال ، و منها :-

أولاً :-أن يقوم الشخص بحلق أحد جوانب الشعر الخاص برأسه أو كليهما مع تركه لوسط الشعر كما هو أو العكس .

ثانياً :-أن يقوم الشخص بحلق ناصية رأسه أي مقدمة شعر الرأس مع قيامه بترك مؤخراته أو العكس .

ثالثاً :- أن يقوم الشخص بتقصير بعضاً من شعر رأسه مع تركه للبعض الأخر منه على حاله ، و ذلك بحيث يشابه ذلك التقصير الذي قام به الحلق ، حيث يصبح التفاوت فيما يخص طول الشعر ككل واضحاً ، و مميزاته للناظرين له .

رابعاً :- أن يقوم الشخص بحلاقة أي جزء من شعر رأسه ، و يترك باقي الشعر أو أن يقوم بحلق جزءاً منه مع اكتفائه بتقصير الأجزاء الأخرى منه .

 حكم القزع في الدين الإسلامي :- يعد القزع من المحرمات في الدين الإسلامي ، و علة التحريم له أن فيه تشبهاً بالكفار هذا بالإضافة إلى تشويهه العالي لمنظر الفرد المسلم ، و هيئته ، و قد قال بعضاً من العلماء أن القزع مكروه ، و ليس بمحرم ، و لكن الأصوب أن القزع محرم في الدين الإسلامي ، حيث أن الأصل في القزع هو الحلق ، و الذي يهدف إلى عملية الإزالة ، و الاستئصال الخاصة بالشعر ، و القزع يشمل أيضاً ذلك التقصير المشابه للحلق ، و الذي يكون مشابهاً إلى درجة استئصال الشعر بحداً عالياً بحيث يترتب عليه حدوث التفاوت العالي ، و الواضح في طول الشعر الخاص بالرأس ، و لذلك يعد هذا التقصير الواضح للشعر من المحرمات ، و لكن إذا كان هذا التقصير للشعر بشكلاً بسيطاً ، و بحيث لا يكون هناك وجود لأي تفاوت واضح في طول الشعر فهذا لا يعد من القزع ، و القزع يشمل الصغر ، و الكبار على حداً سواء .

الشريعة الإسلامية ، و حرصها على جمال منظر ، و هيئة الفرد المسلم :- كان قد أكد الدين الإسلامي على ضرورة اهتمام الفرد المسلم بمظهره ، و هيئته ، حيث قد جاءت الشريعة الإسلامية لتحث ، و تؤكد على كل ما يعطي الفرد المسلم البهاء ، و التألق ، و حسن المظهر ، حيث أن المسلم مأموراً بأن يقوم بتسريح شعره ، و تهذيبه حتى يكون حسن المظهر أمام الآخرين ، و لذلك فإن الفطرة السليمة تقضي عدم قزع الفرد المسلم لشعره لما فيه من قبح ، و سوء للمظهر الخارجي له .