مصطلح الشرك هو ذلك المصطلح الذي يشير على إحدى الكبائر التي من الممكن أن يقوم بها الإنسان ألا ، و هي جعله نداً أو شريكا للمولى عز وجل في العبادة أو حتى في الملك ، و يعتبر الشرك بالله جل شانه من اعظم الذنوب ، و المعاصي على الإطلاق ، حيث أنه يعد ذلك الذنب الذي لا يغفره الله عز وجل لصاحبه مهما قدم من حجج أو أعذار بينما يغفر الله عز وجل ما دونه من الذنوب ، حيث لم يخلق الله عز وجل العباد إلا لوظيفة واحدة ، و هي عبادته ، و لم يرضى لهم سوى دين التوحيد ، و الشرك بالله عز وجل له العديد من الأشكال ، و الصور فمنه ما هو مادياً ، و ملموساً مثال عبادة الإنسان المشرك للأصنام أو أحد المصادر الكونية في الكون مثال الشمس أو الكواكب أو الأنهار أو القمر ، و ما إلى ذلك أو أن يقوم بعبادة شيئاً معنوياً غير ملموساً مثال أن يؤمن ببعض النظريات مثال الشيوعية أو الوجودية ، و الشرك نوعان في الأساس فمنه الشرك الأكبر ، و الذي يكون متضمناً الإشراك بعبادة المولى عز وجل ، و الشرك الأصغر ، و الذي يتمثل في النفاق أو الرياء مثال التقرب من ذو النفوذ أو المناصب أو احد مظاهر الرياء أمام الناس مثال أداء الفرد للصلاة في جماعة من أجل أن يقال عنه شخصا ورعاً ، و تقيا و ملتزما ، و ليس في سبيل تحصيل الأجر ، و الثواب من المولى جل شأنه .
أهم مظاهر الشرك بالله عز وجل :– للشرك العديد من الصور ، و الأشكال المختلفة ، و منها :-
أولاً :- الإشراك في عبادة المولى عز وجل :- و يعد ذلك النوع من أنواع الشرك كفراً صريحا بالله تعالى ، و هو له العديد من الصور ، و الأشكال مثال اتخاذ الأصنام كآلهة من جانب البشر يقومون بعبادتها مثال ما كان عليه كفار قريش قبل الإسلام ، حيث كانوه يسجدون للأصنام ، و يؤمنون بقدرتها على نفعهم أو ضرهم إذ كانوا يقومون بالتقرب اليها عن طريق تقديم القرابين والذبائح لها أملاً في رضاها عنهم .
ثانياً :- الإيمان بالسحر ، و الكهانة :- و يعد ذلك النوع من الشرك من أبرز أشكال الشرك المنتشرة ، و هو معناه إيمان الفرد بأن أحداً من السحرة أو الكهنة يوجد لديه المقدرة على معرفة الغيب ، و التنبؤ بالضرر أو بالخير القادم إلى الإنسان ، و يكون ذلك على عدة صور ، و أشكال مثال قراءة الكف أو الفنجان أو ضرب الودع ، و ما إلى غير ذلك من أمور ، و أشكال خاصة بالدجل والشعوذة أما فيما يتعلق بالعراف أو الكاهن أو الساحر فهما من المشركين نظراً لما يدعوه من معرفة بأمور الغيب .
ثالثاً :- التوسل بقبور الأنبياء ، و الصالحين :– يوجد العديد من تلك الجماعات أو الطوائف الضالة ، و التي تقوم باتخاذ هذا الفعل كعقيدة لهم ، و ذلك ظناً منهم بقدرة هؤلاء الصالحين على نفعهم ، و صلاح أحوالهم ، و تفريج كربتهم .
رابعاً :- الإشراك بالله عز وجل عن طريق وضع الأحجار أو التمائم وما إلى غير ذلك من أشكال ، حيث يعتقد بعضاً من الناس في قدرة تلك الأحجار أو التمائم على جلب الرزق أو دفع الشر ، و الحسد عنهم ، حيث يجب على الفرد المسلم أن يؤمن تمام الإيمان بأن الله عز وجل وحده جل شأنه هو من يملك له النفع أو الضرر ، و أنه هو وحده جل شأنه الحافظ له من كل شرور سواء كان هذا الشرور من الجن أو من الإنس .
خامساً :- الإيمان والاعتقاد بتأثير النجوم أو الكواكب على حياة الإنسان بل ، و في تحكمها القوي فيما يجرى للإنسان في حياته من أمور ، و أحداث سواء كانت تلك الأحداث إيجابية أو سلبية ، و من صور و أشكال هذا النوع من الشرك هو الحرص العالي على قراءة الأبراج ، و بشكل يومي من جانب الإنسان بل ، و تصديق ما قراه فيها من تنبؤات ، و أحداثاً ستحدث له في خلال اليوم .
سادساً :- الذبح لغير الله عز وجل :– مثال تلك الذبائح التي يقوم بها البعض استجابة لطلب السحرة من أجل طرد الجان ، و دفع شره أو تحكمه فيهم ، و ما إلى غير ذلك من أمور خاصة بالشعوذة ، و الخرافة .
سابعاً :- النذر لغير المولى عز وجل :– و من أمثلة ذلك ما يفعله البعض من نذر للشموع أو للذبائح ، و ذلك تحديداً فيما يتعلق بأصحاب القبور حيث أن النذر لأصحاب القبور ، و المقامات أو الأولياء هو شرك ، و محرم .
ثامناً :- الحلف بغير الله عز وجل مثال الحلف بالكعبة أو بالأنبياء أو بالقرآن الكريم أو بمكاناً مقدساً.
تاسعاً :– الرياء في ممارسة الفرائض ، و العبادات مثال أن يقوم شخص بعمل الخير مثال تصدقه للفقراء أو للمساكين ، و لكن ليس بنية رضا المولى جل شأنه ، و لكن لأجل أن يحصل على إعجاب الناس ، و وصفهم له بأنه شخصاً كريماً أو خيراً يحب الخير.
عاشراً :– القيام بتحليل أو تحريم الأشياء دون أي اعتبار للتعاليم الإسلامية فلا يجوز لأي إنسان أن يقوم بتحليل ما حرمه الله عز و جل أو أن يقوم بتحريم ما أحله الله عز وجل لعباده .