يعتبر الشرك بالله تعالى هو من أكبر الكبائر، ومعناه أن يتخذ العبد في عبادته لله تعالى إلهاً آخراً، والشرك هو تقسيم العبودية بين الله ومخلوق آخر، بمعنى أن يعبد ويقدس الإنسان مخلوقا آخر مع الله سبحانه وتعالى، ويقوم بعبادته ويمجده ويعظّمه كما يعظّم الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله.
معنى الشرك
– شرعاً معناه اتخاذ ند أو مثيل لله تعالى أو شريك مع الله سبحانه تعالى في العبادة أو في الربوبية أو في الصفات والأسماء لذلك نهى الله سبحانه وتعالى عن اتخاذ الأنداد فقد قال سبحانه وتعالى: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
أنواع الشرك
قام العلماء بتقسيم الشرك إلى نوعين شرك أكبر وهو الخروج من الملة، وشرك أصغر ويكون فيه المشرك كافر وتجب عليه التوبة.
الشرك الأكبر
الشرك في ربوبية الله
فيجب على المسلم أن يؤمن في اعتقاده أنّ الله تعالى هو وحده الرزاق المدبر وهو الخالق المحيي المميت فإذا اعتقد غير ذلك وظن أن أحد الأشخاص هو نداً لله ولأفعاله فقد وقع في أحد صور الشرك الأكبر.
الشرك في ألوهية الله تعالى
أن الله سبحانه وتعالى وحده الذي يستحق العبادة والدعاء والطاعة وإذا اعتقد الإنسان أنّ لله شريكاً آخر ويستحق نصيباً من أفعال العباد فيعد هذا شركاً أكبر.
الشرك في صفات الله تعالى وأسمائه
الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى وهذه الأسماء والصفات لا يجوز إطلاقها على غير الله سبحانه، وله الصفات العلى التي ذكرت في كتابه الكريم والسنة النبوية الشريفة وإذا تعنقد الإنسان أن تلك الصفات تنطبق أحدها على مخلوق يعتبر شرك أكبر بالله تعالى.
الشرك البين
وهو عبادة أي شيء مع عبادة الله مثل عبادة الأصنام والأوثان والقبور والنار والماء والبقر.
الشرك الخفي
وهذا النوع من الشرك يخرج صاحبه من الملة ويدخله نار جهنم خالداً فيها، لأن أهله يظهرون الإسلام ويخفون الشرك والكفر مثل شرك المنافقين.
شرك الاعتقادات
هو أن يعتقد الإنسان أن هناك أحد يشترك مع الله في قدرته على معرفة الغيب أو ملك هذا الكون، أو قدرته في الخلق والموت وإحياء الناس بعد موتها أو بأن يعتقد أن هناك اله اخر يطاع مع الله طاعةً وهذا النوع من الشرك لا يغفره الله.
شرك الأقوال
وهو اأن نستغيث بأحد غير الله، أو الدعاء والاستعانة بغير الله سواء أكان نبياً أم ملَكاً، أم ولياً من أولياء الله الصالحين وهذا الشرك يعتبر عند الله ذنباً عظيماً لا يغفر.
شرك الأفعال
وهو إقامة الصلاة لغير الله أو السجود لغير الله، أو أن يتم وضع قوانين تضاهي حكم الله ويتم إلزام الناس بإتباعها وتنفيذها
الشرك الأصغر
هو الشرك الخفي من الذّنوب والمعاصي التي ينال صاحبها العذاب والوعيد فهي لا تكفّر الإنسان في الحال لكنها تقربه من الشرك الأكبر والعياذ بالله ومنها:
الرياء في العبادات والأعمال
بحيث أن يقوم الإنسان عند عباداته وأعماله وهو يرائي الناس أي بمعنى أن يلفت نظرهم إلى عمله حتى يكون خاشعاً أمام الناس أما في عدم وجودهم يكون غير ذلك.
الحلف بغير الله تعالى
فقد قيل في أحد الأحاديث النبوية الشريفة أن الرسول صل الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد أشرك.
– أن يقول الإنسان شاء فلان بدلاً من ما شاء الله فالمشيئة لا تكون إلا لله تعالى.
شرك التعلق ببعض الأسباب
وهو أن يؤمن الإنسان بالأسباب التي لم يأذن الله سبحانه وتعالى بها، مثل: أن يقوم بتعليق الخرز الأزرق والكف كأحد أسباب الحفظ من الشر والحسد فيلبس الخيط أو الحلقة أو التمائم.
خطورة الشرك بالله
جاءت دلائل ومواضع كثيرة تحذر من خطورة الشرك بالله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لما سيناله المشرك من عذاب أليم، لأن هذا الذنب العظيم يعتبر من أعظم الذنوب عند الله، وأقبح القبح وأظلم الظلم، لأنه تنقيص من رب العالمين والعياذ بالله
– قال الله سبحانه وتعالى “إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار”
– قال الله تعالى: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا”.
– قال تعالى: “إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا”
– يقول الله تعالى: “إن الشرك لظلم عظيم”
– قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله”
– قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “لا تشرك بالله شيئًا وإن قُطّعت وحُرِّقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدًا. فمن تركها متعمدًا فقد برئت منه الذمة، ولاتشربِ الخمر فإنها مفتاح كل شر”