قدم العلم العديد من الأبحاث و الإكتشافات العظيمة ، و قد كان من بين هذه الإكتشافات إعصار النار ، الذي تم ذكره في القرآن الكريم .

إعصار النار
كان من بين الآيات القرآنية التي ارتبطت بأبحاث علمية قوله تعالى ( إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ )  ، و في هذه الآية لم يتم استخدام كلمة من أو له لوصف النار ، فمثلا يقول إعصار من نار أو إعصار له نار ، و لكن اعتمد على كلمة إعصار فيه نار ، ذلك الذي يتفق مع الحقيقة العلمية المذكورة .

بحث حول كلمة إعصار فيه نار

– خضعت هذه الكلمات للبحث العلمي الذي يمتد حوالي 20 عام ، و كافة الأبحاث لم تصل إلى أي حقيقة و كان الغريب في الأمر أن الإعصار غالبا ما يحدث في بيئة تتسم بالبرودة نسبيا ، و ذلك يلاحظ أيضا أن الأعاصير تصاحبها أمطار شديدة و كذلك رياح شديدة و عواصف رعدية ، و هذه البيئة لا تتناسب أبدا مع النار .

– و قبل عدة أعوام من الآن شاهد العالم إعصار غريب ، هذا الإعصار ضرب غابات البرازيل و تبعه إعصار آخر ضرب استراليا ، و كان ذلك في عام 2012 ، هذا الإعصار كان سببا في إشعال الحرائق في الغابات ، مما أدى إلى خسارة ملايين الدولارات ، و بعد تحليل التصوير الذي تم إلتقاطه أثناء الإعصار ، تبين أن شدته كانت سببا في إحراق مزيد من الأشجار في وقت قصير جدا .

– و بعد تكرار هذا النوع من الأعاصير في عدة أماكن أخرى خضعت هذه الأعاصير للبحث الدقيق و التحليل ، و ذلك بغرض معرفة أسباب حدوثها لتجنب حدوثها مجددا .

نتائج الأبحاث
أكدت الدراسات التي قامت حول هذا الأمر أن هذا النوع من الأعاصير يعد أشدها على الإطلاق ، أما عند مقارنة المسألة بما عرف في سورة البقرة فسوف نجد أنه يتناسب تماما مع هذا الأمر ، و ذلك لأن هذا النوع من الأعاصير هو النوع الوحيد القادر على إحراق كافة الأماكن التي يمر عليها ، على عكس أي نوع من الأعاصير الأخرى القادرة فقط على الإتلاف .

تفسير ( إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ )


– كان القرطبي من بين من فسروا كلمة إعصار فيه نار ، و كان يقول أنها رياح بها برد شديد ، و إن طبقنا هذه الكلمات على معجم اللغة العربية فسوف يتبين أن هذه الرياح هي الإعصار ، تلك الرياح التي تشبه العمود الآتي من السماء .

– على صعيد آخر قام الطبري بتفسير هذه الكلمات بأنها رياح قادرة على قتل الأحياء ، و هذه الرياح تتلف و تجعل الأرض عاليها سافلها .

– و بعد تطبيق كافة هذه التفاسير و ترتيبها ، يتبين أن الأمر الذي حاولوا إيضاحه هو ذلك الشكل المعروف عن الإعصار ، و الذي تم رصده من خلال الأقمار الصناعية و أجهزة المراقبة المتطورة.

– ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) ( البقرة: 266 ) ، إن تأملنا هذه الآيات الكريمة سوف نتبين أن الوضع كان مستتب ، حينما كان الأب المسن جالس في تلك الحديقة المثمرة، التي وصفها القرآن الكريم بانها مليئة بالنخيل و الأعناب ، و آتاه ذلك الإعصار بشكل مفاجئ ، و هي الطبيعة المعروفة لدى الأعاصير بانها لا تأتي تدريجيا .

– أما عن السبب في كل هذه الأمور و السبب في حدوث هذا الإعصار هو عدم التصدق ، و هذه هي الصورة البليغة ، و هي تلك العقوبة التي صورها القرآن الكريم للبخلاء و مانعي الصدقات .

– و عند دراسة إعصار النار هذا تبين أنه أقصى مدة له تكون حوالي 40 دقيقة ، و على الرغم من ذلك فهو قادر على إتلاف ما يتعدى أربعة كيلومترات بشكل كامل .