كان ياماكان في سالف العصر والأوان صياد سمك يسعى لكسب رزقه دائمًا، فكان يخرج من بيته مع أول شعاع للشمس لكي يسعى على رزقه ورزق أولاده وزوجته، وفي يوم من الأيام وبعد خروج الصياد إلى رزقه واصطياد بعض السمك، عاد إلى المنزل كعادته كل يوم وأعطى لزوجته السمك الذي اصطاده لزوجته لكي تنظف له سمكة مما اصطادها.
بداية حدوتة صياد السمك
أثناء تنظيف الزوجة للسمكة رأت في بطنها شيء غريب، فرأت في بطن السمكة لؤلؤة غريبة الشكل، وتعجبت الزوجة كثيرًا لما رأت، فقالت في سرها لؤلؤة في بطن السمكة سبحان الله، صرخت الزوجة على زوجة قائلة أنظر ماذا وجدت في بطن السمكة، أجابها زوجها لؤلؤة إنها لؤلؤة، لؤلؤة في بطن السمكة، أحضرها لكي نقوم ببيعها وتشتري بثمنها طعامًا غير السمك.
الصياد واللؤلؤة
أخذ الصياد اللؤلؤة من الزوجة وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ بالسوق، ونظر إليها البائع وقال مندهشًا يا الله لكنني لا استطيع شراءها أنها لا تقدر بثمن، لو بعت دكاني وبيتي ما استطعت أن أجمع ثمنها، لكن اذهب إلى شيخ بائع اللؤلؤ في المدينة المجاورة لعله يستطيع أن يقوم بشرائها منك، وبالفعل قام الصياد بأخذ اللؤلؤة وذهب بها إلى شيخ بائعي اللؤلؤ في المدينة المجاورة وعرض عليه القصة فما أن رآها حتى قال الله.
وقال له البائع والله يا أخي إن ما تملكه لا يقدر بثمن، لكني وجدت لك حلًا اذهب بها إلى والي المدينة فهو القادر على شراء مثل تلك اللؤلؤة الفريدة، وعند باب القصر وقف الصياد ومعه الكنز الثمين ينتظر الإذن لكي يدخل ويعرض عليه اللؤلؤة، وبالفعل دخل وعرض اللؤلؤة على الوالي وقال له أن تلك اللؤلؤة هي من الأنواع التي أبحث عنها ولكن لا أعرف كيف أقدر ثمنها، لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة، ستبقى فيها ست ساعات لتأخذ منها ما تشاء، وهذا هو ثمن اللؤلؤة.
الصياد يتعجب من ثمن اللؤلؤة
تعجب الصياد من السعر، وقال للوالي سيدي عليك أن تجعلها ساعتين فقط فست ساعات كثيرة على صياد مسكين مثلي، فأجابه الوالي، لا بل ست ساعات كاملة لتأخذ من خزينتي ما تشاء، دخل الصياد إلى خزنة الوالي وإذا به يرى منظرًا مهولًا، لأنها غرفة كبيرة جدًا مُقسمة إلى ثلاثة أقسام قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ، وقسم آخر به فراش، لو نظر إليه نظرة واحدة نام من الراحة، وقسم آخر به كل ما لذ وطاب من الأكل والشرب.
الصياد يحتار في الاختيار
راح الصياد يُحدث نفسه ست ساعات كاملة هذا غير معقول وشيء لا يصدق يا مثبت العقل، أنها كثيرة جدًا لا أعرف ماذا أعرف في هذا الوقت، وقال في نفسه سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث فأنا جائع جدًا، وهذا الطعام لا يقاوم، سأكل حتى أملأ بطني حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب، وذهب إلى القسم الثالث بالفعل وقضى ساعتين من الوقت يأكل ويأكل حتى إذا انتهى ذهب إلى القسم الأول وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير فحدث نفسه الآن أكلت حتى شبعت ولا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن، لأنها فرصة لا تتكرر.
ذهب الصياد إلى الفراش الوثير واستلقى ودخل في نوم عميق، وبعد برهة فوجئ الصياد بمن يوقظه قائلًا انتهت المهلة، أفاق الصياد مذعورًا، هاه ماذا نعم انتهى الوقت، هيا إلى الخارج، صاح الصياد بأعلى صوته أرجوكم ما أخذت الفرصة الكافية صاح الوالي هاهاهاه ست ساعات وأنت في الخزنة والآن أفقت من غفلتك و تريد الاستزادة من الجواهر، كان بإمكانك أن تشتغل بجمع كل تلك الجواهر حتى تخرج إلى الخارج فتشتري أفضل الطعام وأفضل الفرش، لكنك أحمق لا تفكر إلا في بطنك وأمر بأخذه خارج القصر، صاح الصياد كثيرًا وكثيرًا ولكن بلا فائدة.
العبرة من قصة صياد السمك
توضح قصة الصياد أن الجوهرة هي الروح الحلوة التي لا تُقدر بثمن، ولكن الإنسان لا يعرف كيف يُقدر هذا الكنز، والخزانة الكبيرة هي الدنيا التي ما أن ينظر الإنسان إلى عظمتها واستغلاله الخاطئ لها يندم ولكن بعد فوات الآوان، والجواهر هي الأعمال الصالحة والفراش هو الغفلة التي يقع بها أغلب البشر كحب الشهوات، ولذلك يجب على الإنسان أن يستيقظ من نومه ومن غفلته وينظر إلى الكنز الذي بيديه كي لا يضيعه.