لقد اعتدنا دائمًا أن نعلم أولادنا دعاء دخول الخلاء كما أوصانا وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك فإن معظمنا ينسى ذكر الدعاء عند دخول الخلاء حتى نحفظ أنفسنا من الجن والشياطين التي قد تسكن الحمامات والمناطق المهجورة .

صاحبة تلك القصة تسمى كنزة من الجزائر ، وقد حدث معها هذا الموقف الغريب منذ عدة سنوات ، وقد كان عمرها حينها ستة عشر عامًا ، وتقول أنه في أحد ليالي الشتاء الباردة كان الجو عاصف خارج منزلهم ، بينما كانت تجلس مع والدتها ووالدها وأختها يشاهدون فيلم في التليفزيون ، بينما كان صوت الرعد يدوي خارج المنزل فيملأ القلوب بالخوف .

وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف شعرت الفتاة بالنعاس ، فأخبرت والدتها أنها ستدخل لتنام ، ولكن والدتها قد عودتها على أن تغسل أقدامها وأسنانها قبل النوم ، وكان الجو باردًا فترددت الفتاة في الذهاب للحمام ، ولكن والدتها أصرت على أن تذهب الفتاة للاغتسال قبل النوم .

وكان الحمام يقع في نهاية ممر طويل بالمنزل ، وعندما دخلت الفتاة كانت مستاءة فنسيت أن تقول دعاء دخول الخلاء ، وسرعان ما فتحت الماء الساخن وانتشر البخار الدافئ في الحمام ، فشعرت الفتاة بالراحة والهدوء ، وبدأت تضع أقدامها في الماء الساخن ، وبدأت تلعب في الماء وهي مستمتعة بدفء الجو في الحمام وأخذت تغني بصوت مرتفع بالرغم من الأصوات المخيفة خارج المنزل .

وبينما كانت الفتاة تغني وتلعب بالماء الساخن أنطفأ المصباح وأصبح الحمام فجأة مظلمًا ، فظنت أن المصباح قد تلف ، وعلى الفور اتجهت نحو باب الحمام لتخرج من هذا الظلام الدامس ، ولكنها فوجئت أن الباب معلق وكأن شخص ما يجذبه من الخارج ليمنع فتحه ، فحاولت الفتاة إضاءة المصباح مرة أخرى لكنه لم يعمل .

خافت الفتاة كثيرًا وبدأت تنادي على والدتها وأبيها ولكن لم يجيبها أحد ، وفجأة أصبح الجو شديد البرودة داخل الحمام ، فبدأت تطرق باب الحمام بشدة ولكنها لم تسمع أي إجابة من الخارج ، فقد كانت تسمع فقط صوت الرياح الشديدة .

أخذت الفتاة تبكي وتصرخ بشدة وخاصة بعد أن شعرت بشيء ما يلمس قدميها ، فازداد رعبها وبدأت تركل الباب بشدة وتصرخ أكثر ولكن دون أن يجيبها أحد فازدادت ضربات قلبها وشعرت أنها سوف تتجمد من البرد وأخذت تستنجد بالله وتستعيذ به ، وفجأة انفتح باب الحمام .

فخرجت الفتاة مسرعة وركضت نحو غرفة الجلوس وهي تشعر بالرعب ، ولكنها وجدت والدها ووالدتها وأختها مازالوا جالسين يشاهدون التلفزيون كما تركتهم ، فصرخت فيهم وقالت لهم لماذا لم تأتوا لنجدتي وتركتوني محبوسة داخل الحمام ؟

فقالوا لها جميعًا أنهم لم يسمعوا أي صراخ ولا أي صوت أخر ، وقام والدها وذهب ليتفقد الحمام فوجده على وضعه الطبيعي ، وكان المصباح مضاء ويعمل بشكل طبيعي ، فأخبرها أنه ربما تسبب الهواء في إغلاق الباب ومع ذلك فإنها لم تصدق هذا الكلام ، فهل يستطيع الهواء أن يجذب الباب من الخارج ، وبالطبع لم يصدقها أحد من عائلتها ، ومع ذلك فإن الفتاة منذ ذلك اليوم ، لم تنسى أبدًا قراءة دعاء الخلاء قبل دخول الحمام .