يعرف التعلق بأنّه ارتباط الطفل بأمه بشكل غير آمن، وترجع نظرية التعلق إلى العالم جون بولبي (1958م)، والذي كان طبيباً نفسياً يعمل في عيادة للأطفال، حيث عالج العديد من الأطفال الذين يعانون من التعلق، كما تكمن أهمية نظرية التعلق في أنّ العلاقات التي يتم فيها الفصل بين الرضيع وأمه بوقت مبكر قد تؤدي إلى حدوث عدم تكيف للطفل فيما بعد، وفي هذه الحالات يحدث ما يسمى بالتعلق الآمن.

مشكلة تعلق الطفل بأمه

هل يعد تعلق الطفل بأمه أمراً طبيعياً ، أم أنه دليل على وجود مشكلة ما يعاني منها الطفل ؟، فنلاحظ هذا الأمر منتشراً وشائعاً ، ولكن بنسب مختلفة .

تعلق الطفل الرضيع بأمه

غالباً ما نلاحظ إنزعاج الطفل الرضيع بمجرد ابتعاد أمه عنه قليلاً ، وهذا ما يعد أمراً طبيعياً ، متماشياً مع نمو وتطور مشاعر الرضيع ، ونلاحظ أن مشكلة التعلق تزداد حدتها عند بلوغ الطفل 9-18 شهراً ، وخاصة عند خروج الأم وتركه فترات وخاصة ليلاً ، ولكن خوف الطفل وقلقه سرعان ما يبدأ في النقصان عند إدراك الطفل بوجود أشخاص أخرين من حوله قادرين على تقديم الرعاية له ، ويمكن حدوث هذا عند 24 شهر من عمر الطفل .

طرق مساعدة الطفل في هذه المرحلة العمرية

– يجب منح الطفل فرصة لكي يستطيع التأقلم مع الشخص الذي سيرعاه ، وهذا بجعل هذا الشخص متواجد ضمن المحيط العائلي منذ الأشهر الأولى من عمره .

– عدم ترك الطفل فترات طويلة ومحاولة اصطحابه عند الخروج ، وخاصة في هذه المرحلة العمرية .
– ترك الطفل يستكشف البيئة المحيطة من حوله وعدم تعقبه فور ابتعاده مباشرة ،فيجب تركه بضع دقائق في محاولة لجعله يعتاد الجلوس وحيداً بعض الوقت .

– يجب احتضان الطفل وتقبيله عند الخروج من المنزل ، ويجب الحرص على جعل مدة الوداع قصيرة جداً .

مشكلة التعلق الزائد بالأم عند الأطفال الكبار

قد ينتج هذا التعلق نتيجة لخوف وقلق يتملك الطفل نتيجة حدوث أمور معينة ، وتغيرات بالبيئة المحيطة بهم .

طرق مساعدة الطفل لاجتياز هذه المشكلة

– يجب مراعاة مشاعر الطفل وعدم تجاهلها أو عقابه على هذه المشاعر ، فتعلق الطفل الزائد دليل على شعوره بالأمان ، وأنه يجد في أمه مصدر الأمن والأمان ، فيجب تدعيم هذا الشعور عند الطفل حتى يجد من أمه الملجأ عند حاجته إليها في مختلف الأمور .

– تحفيز الطفل وتشجيعه من خلال إسناد بعد المهام إليه والتي تزيد من ثقته بنفسه واستقلاليته ، كطلب مساعدتة في تنظيف غرفته ، أو المساعدة في إعداد طاولة الطعام .

– تشجيع الطفل على المشاركات المجتمعية ، وتكوين الصداقات من خارج أفراد العائلة ، والتي تساعده كثيراً في تطوير مهارته الإجتماعية .

– تخصيص وقت للعب مع الطفل ، أو القراءة له ، أو الاستماع له بحيث يكون هذا الوقت للطفل بالكامل دون مقاطعات خارجية ، وذلك بتخصيص 30 دقيقة يومياً للجلوس معه ومراعاة متطلباته .

نصائح للتغلب على مشكلة تعلق الأطفال الزائد بهن

– عمل نظام روتيني لليوم ، بحيت يعتاد الطفل على فترات تواجدك بالمنزل وغيابك عنه ، لكي يستطيع الطفل طمأنة نفسه واعتياد الأمر .

– التواصل مع الطفل بنوع من الرقة واللطف بحيث تستطيع الأم التعرف على مثيرات قلقه التي تجعله يتعلق بها بشكل مبالغ فيه  .

– التشجيع والمدح باستمرار عند قيام الطفل بأي عمل بمفرده دون اللجوء لك .

– عدم الخروج من المنزل بدون علم الطفل  .

ويجب أن نعلم جيدا أن مشكلة تعلق الطفل بأمه هي إحدى المشكلات الشائعة والتي تعد مؤقتة وتنتهي برعاية الطفل والإهتمام به ، وهي من المشكلات غير المثيرة للقلق على الإطلاق .