شخصية القنصل تدفع وتشجع وتعزز بعضها البعض، فالطاقة الإيجابية التي يقوم بنشرها أحدهم تجعل الجميع يشعر به.

شخصية “القنصل”

الأشخاص أمثال هؤلاء الذين تجمعهم صفات شخصية القنصل هم شعبيون للغاية، وهذا أفضل وصف لهم، وهو أمر طبيعي لأن هذا النوع شائع بشكل كبير للغاية، فهو يمثل قرابة 13% من النسبة الإجمالية للبشر، فسنجد أن بالمدرسة الثانوية الطلاب ذوي شخصية القنصل هم المصفقون والمشجعون ولاعبي الفرق الرياضية المختلفة وخاصة كرة القدم .

وهم أيضاً ذوي السمات القيادية وهم الأشخاص الذين يقعوا دائماً في دائرة الضوء والذين يعملون على قيادة الفريق نحو الشهرة والنصر والفوز الدائم، وفي أوقات لاحقة من فترات الحياة المختلفة نجد أن ذوي شخصية القنصل دائمي التواصل وهم يتمتعون بكم من الأصدقاء والأحباء، فكل منهم يبذل قصارى جهده ليتأكد أن كافة أفراد المجموعة المحيطة به سعداء من كل قلبهم، فهؤلاء شخصيات اجتماعية بالفطرة والفرد بهم يحاول بكل طاقته متابعة ما يقوم به أصدقائه بهدف المشاركة الوجدانية.

ما يستهوي شخصية القنصل

ليس من المرجح أن يميل أصحاب شخصية القنصل إلى مناقشة القوانين والنظريات البحتة العلمية أو إلى الجدال حول الشئون العالمية والسياسية لفترات تدوم طويلاً، هذا لعدة أسباب بسيطة من أبرزها أن شخصية القنصل تعنيها الأمور الأكثر عملية والملموسة بشكل كبير، فهم يهتمون بمدى جمال مظهرهم ومكانتهم الاجتماعية ويهتمون أيضاً بتتبع الأخرين ومراقبتهم، أما تتبع مجريات الأمور المحيطة فهو من أهم ما يستهوي تلك الشخصية في حياتها اليومية، وبجانب ذلك هم يجتهدون إلى أقصى حد لتوظيف وتسخير طاقتهم وقدرتهم للأعمال الخيرية في خدمة المجتمع المحيط.

احترام القيادة لدي شخصية القنصل

شخصية القنصل هي شخصية مؤثرة للغاية وهو أُناس يأخذون مسؤلياتهم على محمل من الجد لا العبث خاصة في ما يخص مساعدة الغير لفعل كل ما هو صحيح، وخلافاً لأكثر أنواع الشخصيات التي تميل إلى المثالية فإن شخصية القنصل لديها قدرة فائقة على ضبط بوصلتها الأخلاقية على كل ما له علاقة بالقوانين والأسس الراسخة في التقاليد المتعارف عليها، وهي كذلك شخصية ملتزمة ومتمسكة بكل أنواع السلطة القائمة على القواعد المعمول بها، وهذا بديل لاستمداد أخلاقهم المختلفة من المصادر الصوفية والفلسفية.

من المهم لكل من يحمل في مكنونه شخصية القنصل أن يتذكر دائماً أن الأشخاص يأتون من ثقافات مختلفة ومتعددة وأن كل منهم لديه وجهة نظر مختلفة، وأن ما يبدو لهم دائماً هو الحق وليس بالضرورة يكون هو الحقيقة المطلقة.

الدور الإجتماعي لدي شخصية القنصل

شخصية القنصل من الشخصيات المغرمة بمساعدة وخدمة الغير، فكل منهم يستمتع بأي يدور يعطيه مساحة كافية للمشاركة بطريقة فعالة وذات معنى، وهذا يحدث في حالة تأكده بأن الآخرين يحترمونه ويقدرونه بشكل متبادل بين الطرفين، ويتضح هذا بشكل كبير في الحياة الإجتماعية داخل المنزل .

فنجد في كل منزل يضم شخصية القنصل به أن تلك الشخصية تلعب دور الشريك الإيجابي وولي الأمر الوفي، فكل منهم يحترم بشدة التسلسل الهرمي، وهم يبذلون أقصى ما في وسعهم لخلق نوع من أنواع السلطة لأنفسهم في العمل أو في المنزل مما يعطيهم مساحة بإبقاء الأمور بشكل واضح ومستقر ومنظم لدى الجميع.

العلاقات المتناغمة لدي شخصية القنصل

ذوي شخصية القنصل نجدهم في المناسبات الإجتماعية وخاصة الحفلات دائماً هم الشخصيات الداعمة والمنظمة والمساندة، فلديهم دائماً وقت للضحك والدردشة مع كافة الأفراد، فإخلاصهم هو ليس مجرد تصرف يفعلونه لأنهم مضطرون له، فهم يستمتعون بالفعل عند الإنصات لأصدقائهم المختلفين عندما يتحدثون عن أنشطتهم وعلاقاتهم .

وهم دائمي التذكر لأصغر التفاصيل ودائماً على استعداد للتحدث في أي موضوع بإحساس جياش ودفء تام، وإذا صادف وحدثت أمور بشكل لايسير على ما يرام أو تواجدت صورة من صور التوتر والاضطراب في القاعة، ففي هذه الحالات تتولى شخصية القنصل مسؤولية السعي لاستعادة الاستقرار والوئام إلى المجموعة المحيطة.

شخصية القنصل شخصية اجتماعية تتعارض مع مبدأ الصراع، فكل منهم ينفق الكثير من طاقته وجهوده بغرض إقامة نظام إجتماعي، وهم يميلون بالفطرة إلى الفعاليات والخطط والأنشطة المختلفة واللقاءات التي يضفي عليها شكل من اشكال التلقائية، فكل منهم يبذل الكثير من الوقت والجهد والعناء في تنظيم الأنشطة المختلفة .

وعلى الجانب الأخر نجد أن ذوي شخصية القنصل هم الأكثر عرضة للتجريح في مشاعرهم إذا تم رفض أفكارهم، أو إذا لم تهتم البيئة المحيطة بهم، وبصيغة أخرى يمكن أن نقول أن من الهام جداً لشخصية القنصل أن تعي بأن جميع الناس لا يأتون من مصدر واحد بل هم من خلفيات وثقافات عدة، وبناء على ذلك يجب أن يدركوا جميعاً أن عدم اهتمام الأخرين بهم ليس بالضرورة يكون بسبب عيب بشخصيتهم أو بالنشاط الذي ينظموه، فعدم الاهتمام ليس بالضرورة يكون ناتج عن موقف شخصي معهم.

تحديات شخصية القنصل

أكبر التحديات التي تواجه شخصية القنصل هي الوصول لحل في مسألة الحساسية المفرطة بمشاعرهم، فكل منهم معرض مع الوقت للنقد والاختلاف مع المحيطين به، وحدوث ذلك يعتبر أمر مؤلم ومؤذي لهم بشكل مبالغ.