مما لا شك فيه أن كل منا يستقبل الابتلاء حسب طريقته، وحسب قوة دينه وإيمانه، فهناك من يستقبلها على أنها منح ربانية، ولابد من الصبر عليها وتجاوزها، وجعلها قفزة عالية للنجاح، وهناك من يجعلها نهاية لحياته، يخسر بها نفسه وأخرته، وراكان البجاد، كان من النوع الأول الذي اتخذ المرض سلم يصعد من خلاله إلى أعلى المراكز العلمية، ليصبح بعد ذلك علامة بارزة من علامات النجاح، من هو راكان البجاد وما هي قصته، هذا ما سنتعرف عليه.

الكليات العسكرية، اقتداء بأبيه الذي كان يعمل بتلك المهنة، وأن يحصل على حلم البعثة إلى واحدة من الدول الأوروبية حتى يقوم بإكمال مشواره العلمي، ولكن بعد  أن مشي خطوته الأولى  في طريق تحقيق تلك الأحلام، وتم قبوله بإحدى الكليات العسكرية، صدم بحادث دمر كل ما خطط له راكان، وهذا الحادث لم يدمر فقط ما حلم به ولكنه أفقده هويته، وجعله لا يستطيع تذكر شيء عن سنوات عمره الماضية، السعيدة منها والحزينة، فقد تم نقله بعد حادث سيارة مريع إلى احدى المستشفيات متأثر بجروح خطيرة وكسور متعددة، في جميع جسده، كالصدر والرقبة، والحوض، والرأس ، كما تعرض لإصابة بالغة في الكبد والقلب والرئتين، مما كان يوحي بفقدانه.

تعلم اللغة الإنجليزية بطلاقة، ولكنه بعد نجاحه بالعام الدراسي الأول عاد مرة أخرى إلى المملكة لإجراء عملية جراحية بأحد المفاصل، مما اضطره لتأجيل الدراسة لمدة عام ، ثم بعد إتمام العملية الجراحية والشفاء منها عاد راكان مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاع تحقيق حلمه، وحصل على شهادة الماجستير، بتقدير امتياز، ليهزم المرض ويحقق حلمه السابق بكثير من النجاح والاجتهاد، بعد مرور 13 عام من المرض والعلاج، ومواصلة الدراسة.